واشنطن – يتوقع الخبراء ان مطابخنا في مستقبل قريب ستتغير بشكل جذري لتحل طابعات ثلاثية الأبعاد (3D) أو ليزر -أو أي عملية أخرى مشغلة بالبرمجيات محل أجهزة الطهي التقليدية، مثل الأفران والمواقد وأجهزة الميكرويف. وتمكن الباحثون في دراسة حديثة نشرتها دورية "ساينس أوف فود" في مختبر الآلات الإبداعية للبروفيسور هود ليبسون بجامعة كولومبيا الأميركية، من طباعة شريحة من كعك الجبن من 7 مكونات وطهيها بالليزر، وشملت المكونات مواد غذائية وأحبار طعام صالحة للأكل، بما في ذلك زبدة الفول السوداني وكريمة البندق (النوتيلا) ومربى الفراولة. ويسعى باحثون بالولايات المتحدة إلى فهم المزيد عن كيفية إمكانية تكنولوجيا الطعام ثلاثية الأبعاد وقدرتها على تعزيز التجارب المتعلقة بالطهي. وجرى صنع الحلوى كعكة الجبن، من بسكويت غراهام وزبدة الفول السوداني والبندق وموز مهروس وكرز وفراولة. ورحلة طباعة الطعام كانت قد بدأت في مختبر البروفيسور ليبسون عام 2005، لكن قبل ذلك اقتصرت التطبيقات على عدد صغير من المكونات النيئة غير المطهية، والتي يمكن اعتبارها من المُقبلات. ولكن في دراستهم الحديثة، تمكّن الفريق البحثي من التحرر من هذا القيد عن طريق استخدام الليزر لطهي المكونات المستخدمة في الطباعة. وبينما تستخدم الأفران تقنية الحمل الحراري وتدوير الهواء الساخن لطهي الطعام، نجد أن الطهي بالليزر يعتمد على نقل الحرارة الإشعاعي، وهو أشبه بالطهي بأفران الميكرويف التي تستخدم الإشعاع كذلك. ولإثبات إمكانات طباعة الطعام الثلاثية الأبعاد، اختبر فريق بحثي من مختبر ليبسون -بالتعاون مع كريستين كوبر، أستاذ علم التغذية بجامعة بيس في الولايات المتحدة- تصميمات مختلفة من كعكة الجبن، حتى توصلوا للتصميم الأكثر نجاحا. ووجد الباحثون أنه يمكن استخدام زبدة الفول السوداني والنوتيلا كطبقتين داعمتين تشكلان "أحواضا" لتثبيت المكونات الأكثر ليونة، مثل الموز والمربى، وذلك حسب ما جاء في البيان الصحفي الصادر عن جامعة كولومبيا. وقال فريق البحث، إن العمل الذي اضطلع به يرسي الأساس اللازم لما يمكن أن يبدو عليه المستقبل مع طابعة الطعام ثلاثية الأبعاد، بما في ذلك سلامة الغذاء والسماح للمستخدمين بالتحكم في العناصر الغذائية الموجودة بوجباتهم. من جهته، قال بروفسور كريستين كوبر، الذي يتولى تدريس علم التغذية بجامعة بيس في الولايات المتحدة: "نواجه مشكلة هائلة تتعلق بانخفاض القيمة الغذائية للأطعمة المعالجة". وأضاف كوبر: "الطباعة ثلاثية الأبعاد للطعام ستنتج طعاماً معالجا كذلك، لكن الأمر الإيجابي هنا يكمن في أن البعض سيحظون بذلك بقدرة أكبر على التحكم في التغذية وتكييفها لما يرغبون فيه، أي تغذية تحمل طابعاً شخصياً". واستطرد قائلا إنه "من الممكن كذلك أن تكون مفيدة في جعل الطعام أكثر جاذبية لأولئك الذين يعانون اضطرابات في البلع، وذلك من خلال محاكاة أشكال الطعام الحقيقي مع الاعتماد على الأطعمة المهروسة، التي يحتاج إليها هؤلاء المرضى، وهم بالملايين داخل الولايات المتحدة وحدها".
مشاركة :