أمريكا ليست في وضع يسمح لها بتحديد طبيعة الديمقراطية -- آراء حول "قمة من أجل الديمقراطية"

  • 4/1/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عُقدت ما تسمى بـ"قمة من أجل الديمقراطية" التي شاركت في استضافتها الولايات المتحدة من الثلاثاء إلى الخميس بينما أخذت المخاوف تتزايد بشأن تراجع الديمقراطية في الدول المشاركة. وفي وقت يتوق فيه العالم إلى الوحدة، ينظر العديد من الخبراء والمحللين إلى القمة باعتبارها محاولة من جانب أمريكا لنشر روايتها الزائفة عن "الديمقراطية" التي لا تستند إلى حوار حقيقي بل إلى تلاعب محض. وإحدى الرؤى التي كثيرا ما يتردد ذكرها هي أن الولايات المتحدة ليست في وضع يمكنها من تحديد طبيعة الديمقراطية. ذكر مارينكو أوغوريك، وهو محلل سياسي كرواتي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة معه أنه لا يمكنها أن تكون الحكم الوحيد على الديمقراطية، حيث توجد أشكال مختلفة من الديمقراطية في العالم والمعيار الأمريكي للديمقراطية ليس الوحيد الموجود. وأشار إلى أن "المبدأ الأساسي للديمقراطية هو عدم فرض نمطك وقيمك الاجتماعية على الآخرين"، مضيفا أنه ينبغي احترام الأشكال المختلفة من الديمقراطية تماما مثل القيم والتقاليد المختلفة وأنه "فقط عندما نحترم تلك الاختلافات يمكننا التحدث عن الديمقراطية". يقول البعض إن الديمقراطية في الولايات المتحدة لا تقوم على رفاه الشعب ولكنها أداة سياسية. "لقد شهدت الديمقراطية الأمريكية تدهورا، وكما تقول، تراجعت على مدى العقود الماضية"، هكذا ذكر هيرمان تيو لوريل، مؤسس المركز الفلبيني للدراسات الإستراتيجية المعنية ببريكس وقال لوريل إن الانتخابات أصبحت عاملا مثيرا للانقسام للغاية، مشيرا إلى أن العملية الانتخابية والتي تتسمى بالعملية الديمقراطية قد تدهورت إلى حزبين يتصارعان. "لا يوجد أبدا حل وسط، حل وسط حقيقي، لأن كل حزب يريد البقاء في السلطة أو الاستيلاء عليها حتى يتمتع بالثروة الاقتصادية والمالية المنبثقة عن الوجود في السلطة... لذلك لم يعد الأمر يتعلق برفاه الشعب"، حسبما أوضح لوريل. وذكر خبير في العلاقات الدولية في غينيا بيساو أن الأمريكيين ليس لديهم دروس في مجال حقوق الإنسان يمكن أن يقدموها إلى أفريقيا. فالبلاد "ما زالت عاجزة عن حل مشكلة العنصرية وانتهاكات الشرطة التي صارت واقعا محزنا للسكان السود في البلاد"، حسبما قال أنطونيو نهاغا، المدير العام لمجلة ((الديمقراطية)). وقال نهاغا إن "نموذج الديمقراطية" الذي أعلنته الولايات المتحدة هو "ضربة ضغط على دول معينة" لأن الغربيين لطالما أرادوا فرض "رؤيتهم للديمقراطية على العالم". وذكر خبير مصري إن الولايات المتحدة رغم معاناتها من شؤونها الداخلية الفوضوية، فهي ليست ديمقراطية بأي حال من الأحوال عندما يتعلق الأمر بسياستها الخارجية القائمة على الهيمنة. وصرح مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) بأن "الغرب مصاب بالفصام عندما يتعلق الأمر بالديمقراطية". وقال الخبير إن الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص يدعيان أنهما يناصران الديمقراطية والحقوق في بعض البلدان كذريعة للضغط عليها من أجل أغراض سياسية، مستشهدا بمسؤولية واشنطن عن الاضطرابات والصراعات في بعض أنحاء العالم، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية الجارية. وأضاف أن الولايات المتحدة تريد، من خلال القمة المعنية بشأن الديمقراطية، أن تتحدث عن نفسها كواحة للديمقراطية وانتقال السلطة... ولكن هناك، بطريقة أو بأخرى، فجوة واسعة عندما يتعلق الأمر بتطبيق الديمقراطية فيما يتعلق بالعالم الخارجي".■

مشاركة :