أستاذ الأدب الإنجليزي، علي غونيش: - تأليف مثل هذه الأعمال في الغرب محاولة للاستفادة من الأدب لشرعنة جهود دوله الرامية لحماية مصالحها في الدول الإسلامية. - الدول الاستعمارية تعمل على تأليفها بهدف إضفاء شرعية على التدخلات والاحتلال من خلال خلق رأي عام مناهض للمسلمين. - تربط المؤلفات الأدبية بين الأئمة والمساجد والإرهاب، في محاولة لإقناع الرأي العام بأن الإسلام ليس دين سلام وأنه يشكل خطرًا على الغرب. - يتم تسيير حملة ضد المسلمين في وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي إلى جانب الأدب والمقالات الأكاديمية. تصوّر المؤلفات الأدبية في الدول الغربية، المسلمين على أنهم "مؤيدون للعنف ومتوحشون ومعارضون للقيم العالمية"، في محاولة لإضفاء الشرعية على التدخلات والاحتلال في البلدان الإسلامية. وفي حديث مع الأناضول، قال أستاذ اللغة الإنجليزية وأدبها بجامعة ميديبول أنقرة، علي غونيش، إن الدول الغربية تسعى لإنشاء نظام استعماري جديد من خلال الاستفادة من الأعمال الأدبية المناهضة للمسلمين. ولفت إلى أن تأليف أعمال أدبية معادية للمسلمين في الدول الغربية، ليس نتاج هواجس بسيطة، إنما محاولة من هذه الدول الاستعمارية للاستفادة من الأدب من أجل شرعنة جهودها الرامية لحماية مصالحها في الدول الإسلامية. وذكر أن بعض الأدباء الغربيين يصورون المسلمين في مؤلفاتهم بـ"البرابرة والقذرين وأنهم لا يقدرون حقوق الإنسان". وتطرق غونيش في حديثه إلى أن البلدان الإسلامية تعرضت للتدخلات والاحتلال من الدول الاستعمارية بهدف السيطرة على الموارد الطبيعية في أراضيها، وخاصة البترول. وأفاد بأن الدول الاستعمارية تعمل على تأليف أعمال أدبية معارضة للمسلمين بهدف إضفاء شرعية على التدخلات والاحتلال من خلال خلق رأي عام مناهض للمسلمين. ** ربط الدين بالإرهاب! بحسب غونيش، كُتبت الأعمال الأدبية المعادية للمسلمين بدوافع دينية من فترة الاستشراق حتى الخمسينيات، في حين بدأ إنتاجها بعد ذلك من أجل حماية المصالح السياسية للدول الغربية. وأوضح أن تلك المؤلفات تظهر المسلمين والشرقيين على أنهم "مجتمعات تحتاج للتحضر"، مضيفًا أنه "بعد هجمات 11 سبتمبر، بدأت المؤلفات تربط الأئمة والمساجد بالإرهاب، بذريعة أن المسلمين يشكلون تهديدا على الدول الغربية". وضرب غونيش مثالاً عن رواية "الإرهابي" للكاتب جون أوبديكي الصادرة عام 2006، والتي نال من خلالها جائزة "بوليتزر". وأوضح أنه من خلال شخصية أحمد في الرواية، الشاب المسلم المولود في الولايات المتحدة، تم تصوير الشبّان الذين يذهبون إلى المساجد على أنهم لا يتعلمون الدين فقط، لكنهم يتحوّلون إلى أعداء للمجتمع الغربي من خلال التوجهات الأيديولوجية". ولفت إلى أن شخصية أحمد من أصل مصري تعرّض للتهميش بسبب لون بشرته، على الرغم من أنه إيرلندي من طرف والدته. وأكد أن هذه الحالة ليست حكرًا على أحمد وحده، حيث يُراد ربط الناس ذوي البشرة الحنطية بالإسلام، واقتصار الإسلام على الشرق الأوسط. وأضاف أن أحمد يذهب إلى المسجد بهدف تعلم الدين، لكنه يخضع لخطابات إيديولوجية على يد الإمام، والذي يجد له عملا لاحقًا عند صانع أثاث لبناني، ومن ثم يبدأ الاثنان بتلقين أحمد أفكار معادية للغرب وتحضيره ليصبح انتحاريًا. وأردف غونيش: "بهذه الطريقة، تربط المؤلفات الأدبية بين الأئمة والمساجد والإرهاب، في محاولة لإقناع الرأي العام بأن الإسلام ليس دين سلام وأنه يشكل خطرًا على الغرب". ** مقالات تدعم التمييز تحدث غونيش عن أن الدول الاستعمارية تسعى لإنتاج المعلومات والمعرفة بما يتماشى مع أهدافها، حيث يتم تصوير الغرب بأنه متقدم ومتحضر وعلمي ونظيف ويحترم حقوق الإنسان وديموقراطي، بينما البقية أي الشرق، عكس ذلك تمامًا. وأشار إلى أن إنتاج أعمال أدبية معادية للمسلمين في الغرب يعد تقليدًا قديمًا، حيث صدرت مؤلفات كثيرة من هذا القبيل، مثل مؤلفات جوزيف كونراد، وروديارد كيبلينغ. ويقول غونيش إن "الأدب المعادي للإسلام يحاول إظهار أن الإسلام هو مصدر جميع المشاكل، وأن هذا التصور مدعوم ببعض المقالات الأكاديمية، من منظور استشراقي في أعمال أشخاص مثل برنارد لويس وجوديث ميللر وصمويل هنتنغتون. وختم حديثه بالقول إنه "يتم تسيير حملة ضد المسلمين في وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعية أيضًا، إلى جانب الأدب والمقالات الأكاديمية، وخاصة في شبكات تلفزيونية كبرى مثل "فوكس" و"سي إن إن". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :