“فيرتشايلد 71” أول طائرة مسح واستكشاف نفطي تهبط في رفحاء بالحدود الشمالية عام 1934م

  • 4/2/2023
  • 14:09
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إبراهيم العواجي : نجران يعود أول عهد لهبوط وإقلاع الطيران على أراضي منطقة الحدود الشمالية بالمملكة إلى منتصف الثلاثينيات الميلادية من القرن الماضي، عندما قامت شركة كاليفورنيا أريبيان ستاندر أويل كومباني “كاسوك”،صاحبة امتياز النفط السعودي حينها، بإجراء عمليات البحث والاستكشاف الميداني في الأحساء وشمال شرقي نجد، حتى منطقة الحدود الشمالية،ومن أجل السرعة في عملية المسح؛ استعانت الشركة بطائرة من نوع (فيرتشايلد71) (71 Fairchild)،التي جرى تعديل تصميمها لتتمكن من الهبوط على الأراضي الترابية، وتجهيزها بمعدات المسح الجوي والتصوير، وكان وصولها للمملكة في فبراير عام 1934م. وأوضح لوكالة الأنباء السعودية “واس” مؤلف كتاب “مطار رفحاء النشأة والتطور”محمد بن عايد العنزي، أنه بحسب الجدول والخطة المعدة لأعمال المسح الجوي والاستطلاع، قام الفريق برحلته بواسطة تلك الطائرة في الحدود الشمالية للمملكة في أواخر 1934م، واستمرت طلعاتها خلال العام 1935م، حيث هبطت الطائرة في أرض تسمى ” كريم”، 200 كلم شرق رفحاء، وقام الفريق برحلة إلى قرية لينة 105كلم جنوب رفحاء، وتوقفوا في بعض منازل درب زبيدة التاريخية شرق وجنوب رفحاء، بالإضافة إلى جهات برية متفرقة مثل”البشوك” وغيرها، وتألف فريق المسح من جوزيف ماوتن، وهو طيار ومساح جوي ومصور وكاتب،ومعه خبراء في التصوير والاستكشاف. وقال العنزي وفي عام 1946م، اتخذت شركة التابلاين من قرية الدويد -; 150 كلم غرب رفحاء- مقرًا لانطلاق المهندسين الذين يعملون بالتخطيط لمد خط الأنابيب، وقد قامت الشركة ببناء مطار صغير بمدرج ترابي في الدويد، على شكل حرف، طول ضلعه الأول 2,835 م، وطول الضلع الآخر 2,332 م، وعرض كلا الضلعين 45م؛ لتهبط فيه طائرة من نوع داكوتا DC3، حيث أخذت تلك الطائرة تغدو وتروح من هذا المدرج، وتصل من أية محطة من الظهران شرقاً حتى عمَّان في الأردن وبيروت في لبنان غرباً، ويذكر بعض كبار السن أن الطائرة التي تقل الملك سعود -; رحمه الله -; في إحدى زيارته للشمال قد هبطت في مطار الدويد. وأضاف بعد فترة هجرت الشركة مطار الدويد، وأصبح هامشيًّا، بعدما أسست مطارات في محطاتها الرئيسة في كل من “القيصومة، رفحاء، عرعر، طريف”،ولا تزال بعض معالم مدرج المطار ومنشأته موجودة جنوب القرية. وأشار العنزي إلى أنه في أواخر الأربعينيات الميلادية (1948-1949م)، تم تأسيس مطار التابلاين في رفحاء ،وهو أكثر تطورًا من مطار الدويد في الخدمات اللوجستية والتجهيزات، واستخدمت شركة التابلاين بعد ذلك طائرة من نوع نايفون، إذْ تنطلق الطائرة من مطارات المحطات بشكل دوري ،وفي عام 1962م بدأ مطار رفحاء تقديم خدماته للمواطنين، حيث استقبل طائرات الخطوط السعودية إلى جانب طائرات الشركة، وفي عام 1970م أصبح المطار ضمن ممتلكات مديرية الطيران المدني ، وفي عام 1980م ، استخدمت طائرة الفوكر 28 ،وطائرة البوينج 737، وفي عام 1986م توقف استقبال طائرات التابلاين مع توقف عمل الخط، وفي عام 1992م تم تطوير المطار وانتقل إلى مبنى جديد ، ودخلت الخدمة طائرة MD90 , وفي عام 2007م دخلت طائرة إمبراير E170 الخدمة ، وفي عام 2016م حلت مكانها طائرة A320 , ولا تزال بالخدمة، حيث تسيِّر الخطوط السعودية حاليًّا عدة رحلات أسبوعيًّا من مطار رفحاء إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض.

مشاركة :