لست مغرما بـ «الشيلات» الحديثة ، فرتمها المسرع بالنسبة لي يفتقر للذوق الغنائي والموسيقي، أما محتواها فغلبت على كثير من قصائدها السطحية و«المهايطية»، وعندما برزت شائعة منعها وجدت أن كثيرين استقبلوا الشائعة بالفرح، مما يدل على أن كثيرين يشاركونني رأيي ! لكنها فن قائم وله مريدوه، ولا يهم رأيي الشخصي به، فأذواق الناس تختلف، ولا تحكم ذائقة الفرد بقية الناس، وبالتالي سعدت عندما تم نفي شائعة منعها؛ لأنه من غير المنطقي ولا العدالة أن يمنع الكل بسبب تجاوز البعض، أو أن نمنع شيئا؛ لأن واحدا من الناس أساء استخدامه! وبالنسبة للمحتوى فإن أي مادة مسجلة ويتم تداولها في الأسواق يجب أن تكون مرخصة، وبالتالي فإن من يرخصها مسؤول عن جودة وصلاحية المحتوى، ويستطيع أن يمنع السيئ منها، أما من يقومون بالتسجيل والنشر من دون ترخيص فيمكن معاقبتهم بموجب القانون، وبالتالي يمكن لمظلة القانون أن تضبط عالم «الشيلات»، فيبقى الفن لمن يتذوقونه ويطربون له دون أن يشوهه المسيئون ! أخيرا ، لا أعلم لماذا يصر البعض على تطويع الأشياء الإيجابية للغايات السلبية، فبعض القصائد الشعبية المغناة بليغة، وتعبر عن معان جميلة وقيم نبيلة، والتفاخر بالأنساب لا يستلزم الانتقاص من قدر الآخرين أو التعالي عليهم، فلماذا يحول البعض أبيات الشعر إلى درجات سلم يرتقون به إلى سماء «الهياط» السابعة ؟!