قد يصل إلى هاتفك المحمول هذه الأيام فيديو «مهجن» لرقصة شعبية على أنغام مطرب أو مطربة أجنبية بشكل ساخر تحت تأثير قرار منع «الشيلات» التي خابت ظنون أعدائها بعد تصريح نفي منعها، ولكن الحضور الأقوى يبقى دائماً لـ«النكتة» في كل قضية وقرار، خصوصاً في المجتمع السعودي. ويبدو أن القرار غير الصحيح كان تربة خصبة لبدء غرس «السخرية» في أرضه بابتكارات كثيرة جاءت معزية لأصحاب «الشيلات» بمقاطع مرئية مركبة تمزج بين مقاطع فيديو «الشيلات» المشهورة وموسيقى أجنبية أو إيقاع مختلف عن «الشيلة» المعتادة كبديل لها وطريقة لطرح حلول لعشاقها. وكان هناك تباين كبير حول قرار منع «الشيلات» الذي انتشر انتشار النار في الهشيم منذ أيام عدة في مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد يرى فيها إثارة للنعرات القبلية، واحتواء البعض منها ألفاظاً وأموراً غير لائقة، وبين معارضٍ للقرار يرى أن ذلك فن جميل وفي قرار منعه قطع للأرزاق، سواء للشعراء أم لمحال التسجيلات التي تعتمد عليها في المبيعات، وأن هذا القرار يعتبر تعدياً على حرية الرأي وحداً للرغبات والتوجهات الشخصية، بينما ذكر أن إحدى «الشيلات» التي احتوت على مدح إحدى القبائل كانت سبباً في منعها وذلك بسبب بعض الألفاظ غير اللائقة التي ظهرت في تلك «الشيلة». ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل عادت الذاكرة إلى الوراء واسترجاع جميع «الشيلات» التي شدت بأمور كانت بمثابة «المقالب» كقصة مريضة السرطان سارة التي لم تكن سوى أكذوبة تعاطف معها الكثيرون قبل اكتشاف حقيقتها وغيرها، بينما نشطت الاستفتاءات عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حول تأييد المنع ورفضه، وعلى رغم تكذيب قرار المنع رسمياً، إلا أن المغردين لم يتوقفوا عن الكتابة في الوسم الذي وصل إلى «ترند» على «تويتر»، وأبدى بعض مؤيدي قرار المنع شكرهم وامتنانهم لصاحب «الشيلة» التي يعتقد أنها المتسببة في المنع. ومع هذا تبقى لـ«الهياط» أوجه عدّة قد لا تنتهي بمنع «الشيلة» التي أجمع الكثيرون على أنها أبرز منافذه، والتي انتشرت أخيراً، سواء بمدح القبيلة أم مدح الشخصيات أم تعزيز المواقف، وذلك بسبب سرعة تداولها وانتشارها وسهولة تغني الأطفال على وجه الخصوص بها، بينما لم يغير قرار «وزارة الإعلام» النافي لقرار المنع من اندفاع الناس في تعبيرهم حول «الشيلات» التي كانت حديث المجالس لأيام عدة مضت.
مشاركة :