أوصى المشاركون في فعاليات المؤتمر الدولي عن الرحمة في الإسلام، الذي نظمته جامعة الملك سعود برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، بإنشاء مركز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات الرحمة، كمركز علمي مختص بدراسات الرحمة في الإسلام يهتم برصد التطبيقات العملية للرحمة في الشريعة الإسلامية. وأكد العلماء والباحثون المشاركون في المؤتمر على رفع برقية شكر وتقدير لخادم الحرمين الشريفين على جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين على كافة الأصعدة، وتأييده بما يقوم به من سياسات وقرارات لحفظ أمن هذه البلاد ونصرة المستضعفين من المسلمين. وتضمنت التوصيات التي شارك فيها 400 باحث من 47 دولة، قدموا 560 ملخصا، اختيار ما يخاطب غير المسلمين، وترجمته إلى اللغات الحية في العالم، ودعوة وسائل الإعلام بأنواعها لإنتاج وبث برامج نوعية متميزة تهدف إلى تعزيز قيمة الرحمة في الإسلام، وعناية المؤسسات التعليمية من جامعات بتضمين المناهج التعليمية قيمة الرحمة وغرسها في نفوس الناشئة، وأهمية إبراز قيمة الرحمة في الإسلام في المحافل الدولية والمنظمات العالمية، وحث رجال الأعمال والمؤسسات المانحة على دعم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز قيمة الرحمة في المجتمعات وإقامة مؤتمرات عن قيم إسلامية أخرى. وعبر مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ لدى لقائه بمنزله أمس عددا من مفتيي وكبار علماء المسلمين ضيوف وباحثي المؤتمر عن سعادته بهذا الاجتماع المبارك، من آسيا وأفريقيا وأوروبا. مؤكدا أن «المملكة بقيادة ملكها المظفر سلمان بن عبدالعزيز ساعدت بكل جد في توحيد الأمة وعدم قبول أي عدوان عليها، وقد وقفوا مع إخوانهم موقفا مشرفا ضد العدوان والظلم وبذل المساعدات المالية في كل حين، وقد وقف مع الشعب السوري موقفا مشرفا؛ في كل أسبوع ترسل الحملات من الغذاء والملابس وغير ذلك مما يحتاجون إليه». وشدد على أن «الحكومة السعودية هي ولله الحمد قائمة بواجبها حكومة بلاد الحرمين وقبلة المسلمين لا تزال قوية ولله الحمد بما تعطي من أموال وخيرات، وحرصها على جمع كلمة الأمة وصفها، فوفق الله ملكنا ونائبيه لكل ما يحبه الله ويرضاه، فندعو لهم والسؤال لهم التوفيق والسداد من أعظم المهمات؛ لأنهم الآن هم الذين يدافعون عن قضايا الأمة وعن مصير الأمة ويصلحون بين الإخوة ويوفقون بينهم، كما فعلوا مع سورية ومصر وغير ذلك، فهم على طريق مستقيم ينادون دائما وأبدا بوحدة الإسلام، وما المجمع الفقهي الإسلامي إلا شيء من هذا». ووجه المفتي خطابا لكل دعاة الأمة والعلماء والمفتين: «اتقوا الله في فتواكم، واعلموا أن الله سائلكم عما أفتيتم به فتحروا في فتواكم اتباع الكتاب والسنة، والاجتهاد في ذلك قدر استطاعتكم وما أشكل عليكم فإن الإخوة في اللجنة العلمية مستعدون للتعاون معكم». مبينا أن «هذا العصر نتعرض فيه لفتن عظيمة، ويجب على الدعاة تحذير الأمة من المصائب والشرور المحدقة بها، يسرق الأعداء دينها وأمنها واقتصادها وسياستها ووحدتها ويريدون أن يقلبوا الموازين وأن تعود الأمة إلى جاهليتها يقتل بعضها بعضا ويسبي بعضها بعضا». وأضاف: «نتعرض لفتن عظيمة ومصائب كبيرة وفتن عديدة عمت بلاد المسلمين كلها، بأسباب تسلط الأعداء علينا، وبسبب انخداع أبنائنا بتلك الآراء والأفكار الضالة، التي بسببها سفكوا الدماء وانتهكوا الأعراض، ونهبوا الأموال وأخلوا السبل وأضعفوا فيها الأمة، وما زالت تعاني من مصائبها وأضرارها ما الله به عليم». ولفت إلى أن القضاء على تلك الفتن لا يتم إلا بتوفيق الله جل وعلا، ثم بتآلف الأمة، واجتماع كلمتها، فعلماء الأمة والدعاة إلى الإسلام والمفتون والأئمة في أنحاء العالم، يجب أن يكون من مسؤوليتهم توعية الأمة وتبصيرها وتحذيرها من مكائد أعداء الله لها (...) وما يفعله تتار هذا الزمان من إزهاق الأرواح وقتل المسلمين وتهديم بيوتهم ومصانعهم وسفك الدماء في كل مكان، كل ذلك بسبب ذنوبنا».
مشاركة :