من أشد التحديات التي يعانيها ويعيشها المستهلك هذه الأيام هي ظاهرة مغازلة التخفيضات وما يصاحبها من عناوين وماضة بلونها الأحمر مثل (تنزيلات الصيف – العرض الخاص – اشتر قطعة وتحصل على الثانية مجانا أو بنصف القيمة) أو وجود عداد للدقائق والساعات والأيام تحت عنوان بقي من المدة، ولا ننسى أيضا دخول السحوبات المشروط التي يسمونها الجائزة الكبرى.كل هذه إغراءات للمستهلك تجعله يتجول الكترونيا داخل تطبيقات الأسواق التي تميزت بألوان إعلاناتها الحمراء.في الماضي القريب لا نقرأ إعلانات التخفيضات إلا على واجهات الأسواق عندما نذهب للتسوق ولكن الآن أصبحنا نقرأ ونشاهد هذه الإعلانات وما يصاحبها من عبارات دغدغة المشاعر والإغراءات عبر أجهزتنا ومن خلال التطبيقات ورسائلها المستمرة في كل لحظة.أنا هنا لست ضد التخفيضات فهي ظاهرة عالمية في الأسواق وتشكل جزءا من برامج التسوق هدفها تنشيط الحركة التجارية بخيارات شرائية حقيقية تخفف من عبء الإنفاق الأسري نتيجة لتوفر فرص الوفاء بالاحتياجات الاستهلاكية والغذائية بأسعار تناسب مختلف الدخول يستفيد منها المستهلك المتزن ولكني هنا ضد تسوق المستهلك العابث الذي ينجرف خلف مغازلات وإغراءات هذه التخفيضات شعورا بأنه وجد الفرصة التي لا تتكرر ويبدأ يشتري بلاوعي وهو يردد (فرصة ممكن نحتاجه) خاصة مع التسوق الالكتروني الذي لا يحتاج خروجه من البيت ولا يرى كمية المشتريات المخفضة التي قام بشرائها.أخي المستهلك إن مسؤولية الإدارة المالية تحتاج حزما وقوة إرادة ووعيا بالأهم ومن ثم المهم انتهاجا لثقافة الحاجات الضرورية دون التأثر بالإغراءات والمفردات المعلنة، فهناك للأسف الشديد العديد من المستهلكين يشترون السلع المخفضة حتى وإن كانت ليست من احتياجاتهم شعورا باقتناص الفرص التي فعلا وقعوا بشباك مغرياتها فشلا منهم أمام بند التحدي الأول لإدارتهم المالية والذي يقول الإنفاق غير المتوقع؛ فلذلك يجب علينا أن نعي ونتثقف بخاصية الاستهلاك والترشيد، والاستفادة من عروض برامج التخفيضات لشراء الاحتياجات الأساسية وعدم إهدار المال في امتلاك السلع المخفضة.هل تعلم أن إعلانات التخفيضات تشعرك بأنها فرصتك التي يجب عليك اقتناصها لتصطادك.@dakhelalmohmadi
مشاركة :