القيادة السعودية مهتمة بلغة القرآن الخالدة، فنظامها الأساسي للحكم ينص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد، ومجلس الشورى مؤخرًا وافق على مشروع قرار (نظام تعزيز استعمال اللغة العربية)، من خلال إلزام الجهات الحكومية وغير الحكومية باستعمالها، ووضع ضوابط محددة للحالات التي يجوز فيها استعمال غيرها.. استمتعت -إضافة إلى الأربعة ملايين والنصف مليون متابع- بمشاهدة مقطع انتشر بشكل واسع في الآونة الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي، بحديث لاعب منتخبنا الوطني الأسبق، ونادي إتي الشرقية (الاتفاق) الظهير المتألق "سعيد المولد"، بحديثه عن مجريات مباريات فريقه في جولات دوري "روشن" السعودي للمحترفين (RSL)، ولكنه فضل ذلك بلغة عربية رصينة وبسيطة، ولكنها ممتعة في نفس الوقت، وهو ما لقي صدًى واسعًا من الجمهور الافتراضي، ويعود ذلك برأيي إلى عدم تعود وسطنا الرياضي على هذا النمط من الحديث بالفُصحى من قبل اللاعبين الذي يفضلون دائمًا الحديث بالعامية، وفي أحيان أخرى بلغة ممزوجة ببعض المفردات الإنجليزية. في بعض الأوقات أطرح بيني وبين نفسي العديد من الأسئلة: لماذا لا نستطيع التحدث باللغة العربية الفصحى البسيطة في قطاعنا الرياضي؟ هل لصعوبة ذلك؟ أم لعامل عدم القدرة على التواصل اللفظي بالعربية الفصحى؟ بعض الأصدقاء برروا ذلك لخشية بعض اللاعبين من مواجهة التنمر اللغوي من الجمهور. رغم إني حرصت على قراءة التعليقات كاملة على فيديو الكابتن سعيد المولد، وتعجبت من مسارها -للأمانة- فكانت جميعها -من دون مبالغة- مؤيدة بل ومستمتعة وداعمة للخط اللغوي في دورينا الذي أصبح من أدوات القوة السعودية الناعمة، فضلًا عن كونه أعلى دوري على مستوى القارة الصفراء الآسيوية. القيادة السعودية منذ تأسيس هذه الدولة المباركة وهي تهتم بلغة القرآن الخالدة، فنظامها الأساسي للحكم ينص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد، ويمكن الإشارة هنا إلى موافقة مجلس الشورى السعودي مؤخرًا على مشروع قرار (نظام تعزيز استعمال اللغة العربية)، من خلال إلزام الجهات الحكومية وغير الحكومية باستعمالها، ووضع ضوابط محددة للحالات التي يجوز فيها استعمال غيرها. مشروع النظام الذي وضعه الشورى يهدف إلى زيادة اعتزاز أفراد المجتمع بلغتهم العربية، بوصفها إحدى الركائز المشكِّلة لهوية المجتمع السعودي، وسدِّ الفراغ التشريعي الموجود، المتمثل في عدم وجود نظامٍ متكامل، يعزِّز استعمال اللغة العربية. لست ناقدًا أو مُحللاً رياضيًا مُحنكًا في شاشات وبرامج التلفزة الرياضية، إلا أني أتصور أنه من المهم دعم جذور اللغة العربية في وسطنا الرياضي، وتدريب لاعبينا والأجهزة الفنية الوطنية على الحديث بالعربية، خاصة في ظل قرارات الدولة الأخيرة لدعم تموضع لغة الضاد، لغة القرآن الكريم الخالدة، ويمكن على سبيل المثال لا الحصر، تقديم دورات تدريبية لهم، أو تقديم مكافآت من الاتحاد السعودي لكرة القدم للاعب الأسبوع الأبرع حديثًا في الفصحى البسيطة، وهي إشارة إيجابية ستنعكس ليس محليًا فقط بل وإقليميًا ودوليًا على الجيل الجديد من الشباب الذي يشعر بغربة في العلاقة مع لغته الأم.. للأسف الشديد. يا سادة.. تحمل اللغة العربية الكثير من المضامين والمفردات، وجميل ما كتبه هنا الصحفي عبدالعزيز دبلول في تغريدة على حسابه الرسمي تويتر "اللغة العربية جزء من هويتنا العربية الإسلامية والتحدث بها وتمكينها ونشرها يشكل نوعا من الاعتزاز والفخر، لا نسمح أن يستهان (بها)، إتقان اللغة العربية هو الفخر والعز والشرف". نحن بحاجة ماسة إلى أن تتسلم إحدى الجهات اللغوية المؤسسية مسؤولية بناء دليل ومعجم لمصطلحات القطاع الرياضي؛ وتعميمه على كافة المفاصل الرياضية في بلادنا، بل وحث اللاعبين المحترفين في دورينا على تعلم العربية كلغة ثانية، وهنا أوصي بمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تنفيذ هذه المهمة الوطنية اللغوية، وهو مَجْمع عالمي أُسِّس لخدمة اللغة العربية، ونشرها، والمحافظة عليها، وتعزيز دورها في المجالات المختلفة إقليميًّا وعالميًّا. ومن الحيثيات المتصلة بهذا الموضوع، مذكرة التفاهم الموقعة منتصف نوفمبر الماضي بين وزارة الرياضة ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية؛ لتعزيز مكانة اللغة العربية في الرياضة السعودية والعربية والعالمية، وذلك من خلال تقديم دورات تُنمي مهارات العاملين في القطاع الرياضي، وبناء معايير لقياس الخطاب الرياضي اللغوي. باختصار.. المدخل الرياضي للغة العربية كفيل بإبراز الأدوار السعودية في دعم انتشار اللغة العربية عالميًا، خاصة مع قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) باعتماد العربية إحدى اللغات الرسمية له.. دمتم بخير.
مشاركة :