أثار إعلان عن بيع سيارة، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث عدّه البعض «رسالة استخباراتية مشفرة»، بينما سخر منه آخرون. إلا أن صحيفة «الأهرام» المصرية، التي نشرت الإعلان، أكدت أنه «إعلان عادي» لمواطن، وجرى نشره بالطرق القانونية. وتناول الإعلان الذي نشرته «الأهرام» بصفحتها الأولى في عدد الأول من أبريل (نيسان) بيع سيارة مستعملة، وهو ما دفع بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتشكيك بشأن دوافعه الحقيقية، في ظل ارتفاع تكلفة الإعلان في صدارة الصحيفة. نسخة من إعلان السيارة المثير للجدل في مصر. (أرشيفية) وكتب أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن «العربية نفسها غريبة جداً، كأن فيه كوداً أو شفرة جوه الإعلان، يعني إستبن (إطار سيارة احتياطي) لم يستخدم مفهومة... لكن (لن) يستخدم يعني إيه؟ الإستبن عارف الغيب؟». بينما تطوع آخرون لتتبع عنوان البريد الإلكتروني الذي وضعه صاحب الإعلان، وتبين حسب هؤلاء، أنه «أنشئ حديثاً من دولة أوروبية». وحمّل بعض المعلقين الإعلان مضامين سياسية استناداً لألفاظ صياغة الإعلان، ومنها أن من بين مواصفات السيارة «تعديل مركز الثقل لمنع الانقلاب على سرعات عالية». وأوضحت صحيفة «الأهرام» أن «صاحب الإعلان مواطن مصري، وبياناته، وصور هويته موجودة لدى الصحيفة». ومن جهته، قال رئيس تحرير «الأهرام» علاء ثابت عبر «فيسبوك» إن «أحداً ممن تناولوا الإعلان بالتعليق لم يتوقف عند حقيقة أن السيارة مملوكة لمواطن مصري، وأن (الأهرام) أبداً لم ولن تتورط في نشر إعلان (مجهول النسب)، فالبيانات الشخصية لصاحب الإعلان ورخصتا السيارة والقيادة التي تؤكد ملكيته لها موجودة لدى الأهرام، ومن هنا تنتفي مسألة الشفرات. فمن يرسل رسالة مشفرة يتعامل بشكل آخر ليس من بينه الإعلان عن هويته». هذا، وأوضح الكاتب الصحافي بـ«الأهرام» فتحي محمود، عبر «فيسبوك» أن «الإعلان عن السيارة بصحيفة (الأهرام) مقاسه 20×2 سم، وتكلفته نحو 56 ألف جنيه مصري (الدولار يعادل نحو 30.90 جنيه في المتوسط)، لكنه نشر في عدد يوم السبت بتخفيض فأصبح سعره 30 ألف جنيه». ولفت إلى أن «السيارة نادرة، وخاصة بالراليات العالمية، وسبق لها المشاركة في رالي الفراعنة، وسعرها لا يقل عن 3 ملايين جنيه». إعلان السيارة أثار جدلاً واسعاً في مصر. (أرشيفية) ومن جهتها، قالت أستاذة الاجتماع السياسي الدكتورة هدى زكريا لـ«الشرق الأوسط» إن «السبب في الجدل ونظرية المؤامرة وتسميته بـ(الشفرة) هو غموض بعض كلمات وجمل الإعلان، التي أطلقت العنان لخيالات المتابعين، وأثارت فضولهم، كما أن رواد وسائل التواصل لديهم تحفز دائم لتحليل كل شيء». ووفقاً لعميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية ومستشار الإعلام والرأي العام الدكتور محمد شومان فإن «من أبرز الأسباب التي أثارت (ريبة) المصريين من إعلان بيع السيارة، الإيمان بنظرية المؤامرة». وقال شومان لـ«الشرق الأوسط» إن «قطاعات واسعة من المصريين، خصوصاً رواد السوشيال ميديا لديهم افتنان بنظرية المؤامرة، التي تنسجم مع فكرة تبرير الهزائم والخسائر، فالعقل الجمعي يؤمن إيماناً راسخاً بنظرية المؤامرة، وأن العالم كله يستهدفنا».