في أعقاب الإعلان عن توتر أمني في الشمال والجنوب، بسبب محاولة إيران إدخال طائرة مسيرة من سوريا إلى إسرائيل، ومحاولة إطلاق طائرة مسيرة أخرى من قطاع غزة، قرر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وقف تنفيذ قراره إقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، والتوجه معه إلى زيارات ميدانية لقوات الجيش في عدة جبهات. ومع أن القوات الإسرائيلية أسقطت المسيرتين، من سوريا ومن غزة، قبل دخولهما إلى إسرائيل، فإن الجيش وضع قواته في حالة تأهب وتيقظ دائمة. واعتبرت المحاولتان تصعيداً أمنياً واتهمت إيران مباشرة بالوقوف وراءهما. وأفاد مكتبا غالانت ونتنياهو، أنهما قاما، مساء الاثنين، بزيارة قاعدتين عسكريتين وعدة مواقع أخرى لتهنئة الجنود بعيد الفصح اليهودي، علماً بأنهما لم يظهرا معاً في جولات كهذه منذ نشوب الأزمة بينهما، على أثر إعلان غالانت قبل 10 أيام أن الخطة الحكومية للإصلاحات القضائية يجب أن تتوقف لأنها بدأت تلحق ضرراً بالأمن وتمس بوحدة الجيش. وامتدح نتنياهو الجيش على إجهاضه محاولتي إدخال المسيرتين إلى إسرائيل، فيما تحدث غالانت عن «جهود إيران وأذرعها للمساس بإسرائيل عن طريق سوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، وحتى تجنيد عرب من مواطني إسرائيل لتنفيذ عمليات». وقال إن «العدو لا يفرق بين مواطن إسرائيلي وآخر وهو ينفذ اعتداءاته، ولذلك يجب الحرص على الوحدة». وقالت مصادر سياسية عليمة إن «نتنياهو قرر ترحيل قرار البت بإقالة غالانت إلى موعد غير محدّد بسبب التطورات الأمنية». ونقلت القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي عن مقربين من نتنياهو، أنه «سيتطرق إلى إقالة وزير الأمن، غالانت، في وقت لاحق، بسبب التطورات الأمنية». كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11) وموقع «واينت» الإلكتروني، عن مصادر مطلعة، أنه «نظراً لتطورات الوضع الأمني، سينظر نتنياهو في أمر إقالة وزير الأمن فيما بعد»، دون تحديد موعد لذلك، وقالت «كان 11» إن نتنياهو أرجأ الإقالة. ولم تحدد «المصادر المقربة من نتنياهو» طبيعة «التطورات الأمنية»، فيما لم يصدر تعليق رسمي عن نتنياهو ولا غالانت حول الأمر. ولكن وزير الدفاع السابق، بيني غانتس، الذي يقيم اتصالات مكثفة مع غالانت، كتب في تغريدة، أنه «بسبب التحديات الأمنية على وجه التحديد، يتعين على نتنياهو أن يعلن على الفور إبقاء غالانت في منصبه». وقال غانتس: «خلال 48 ساعة عمليتان، ولا يزال نتنياهو يحتفظ بوزير دفاع مع وقف التنفيذ». المعروف أن مكتب نتنياهو، الذي أعلن أنه قرر إقالة غالانت، يوم 26 مارس (آذار)، لم يسلمه كتاب الإقالة الرسمي، ذلك لأن الجمهور الإسرائيلي رد على القرار بمظاهرات ضخمة ضمت ربع مليون شخص، وإضراب عام عن العمل والتجارة شل الحياة الاقتصادية في البلاد، وحصلت هزة داخل الجيش الإسرائيلي وأعلن ألوف الجنود والضباط في قوات الاحتياط بالجيش، أنهم قد يرفضون الاستدعاءات كنوع من الاحتجاج. وخرج الرئيس الأميركي جو بايدن بتصريحات انتقد فيها نتنياهو، وأنه لن يدعوه لزيارة البيت الأبيض في وقت قريب. وفي النهاية، تراجع نتنياهو وعلق التعديلات القضائية حتى الدورة الصيفية للكنيست. وخلال الأيام الماضية، بذلت جهود لإنهاء الخلاف بين نتنياهو وغالانت، قادها أحد أقرب حلفاء نتنياهو، رئيس حزب «شاس»، أرييه درعي، اقترح فيها أن يعتذر غالانت علناً لنتنياهو، على اختياره وقتاً غير ملائم لإعلان موقفه من الخطة، عندما كان رئيس الوزراء خارج البلاد. وأشار موقع «واينت»، الاثنين، إلى أن غالانت لا يعتزم الاعتذار عن فحوى المؤتمر الصحافي الذي دعا فيه إلى وقف التشريعات المرتبطة بخطة إضعاف القضاء، وإنما الاعتذار عن عقد المؤتمر أثناء وجود نتنياهو في الخارج.
مشاركة :