بعد فترة توتر تقترب من الشهرين ورفضها الرد على مبادرات تركيا لتسوية الموقف الناجم عن إسقاط القاذفة الروسية فوق الأراضي السورية بما في ذلك الاستجابة لطلبات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سواء حول الحديث هاتفيا مع الرئيس فلاديمير بوتين أو اللقاء معه، كشفت موسكو الرسمية عن الشروط التي تطرحها كشرط لتسوية علاقاتها مع أنقرة، من خلال ما أعلنته مصادر وزارة الخارجية الروسية. وكان أندريه كارلوف السفير الروسي في تركيا أعلن في تصريحاته إلى وكالة «نوفوستي» أنه لا جدوى من بحث عقد قمة روسية تركية ما لم تغير أنقرة موقفها من إسقاط قاذفة «سو - 24» روسية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال إن «الجانب التركي أعلن أكثر من مرة أنه يريد عقد لقاء على مستوى القمة. ولا معنى لمناقشة ذلك في حال لم يغير الجانب التركي موقفه. وأخشى أن تبقى كل الاتصالات معطلة في هذه الحالة». وأشار السفير الروسي إلى أن تطبيع العلاقات بين البلدين لا يتطلب أي وساطة، مؤكدا أن مواقف موسكو تجاه هذه المسائل معروفة للجانب التركي، وأن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لم تقطع، وأن سفارتي البلدين تواصلان العمل في كل من العاصمتين موسكو وأنقرة. وأضاف: «إن شروط تطبيع العلاقات من جانب روسيا معروفة وتتمثل في تقديم أنقرة اعتذارا رسميا ومعاقبة المسؤولين وتقديم التعويضات عن خسائر الدولة، مشيرا إلى أن تركيا وإذا أرادت القيام بخطوات حقيقية لإعادة العلاقات إلى مجراها، فإنها تملك كل الإمكانات لذلك». وأعاد السفير الروسي إلى الأذهان أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين كانت تتطور بنجاح قبل حادث إسقاط القاذفة الروسية، إذ تجاوز التبادل التجاري 30 مليار دولار، في الوقت الذي كان يزور فيه المنتجعات التركية ما يقرب من 4.5 مليون سائح روسي سنويا. وخلص كارلوف إلى القول إن «هناك عددا من الدول التي لا تتطور علاقاتنا معها، لكنه تبقى على ما هي عليه. وستكون علاقاتنا مع تركيا بهذا الشكل تقريبا في حال عدم تغيير أنقرة موقفها».
مشاركة :