«نحن معكم للأبد وستنتصرون على كل التحديات التي أمامكم»، موقف الملك عبدالله الثاني بوضوح وبكل حسم وحزم من كل ما تشهده مدينة القدس ويواجهه المقدسيون يوميا من حرب لا تهدأ نارها مع الاحتلال الإسرائيلي، نعم الأردن بقيادة جلالة الملك معكم، قالها الملك بلغة لا تحتاج أي إيضاحات أو تفسيرات، ليس هذا فحسب إنما تبعه تأكيد بأنهم منتصرون، ليوجه جلالته رسالة لكل ما يحاول أن يسلب المقدسيين حقهم في أرضهم ومقدساتهم. لقاء بحجم تحديات المرحلة والانتهاكات والصعوبات التي يواجهها المقدسيون، لقاء جلالة الملك بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصيات مقدسية إسلامية ومسيحية، أمس الأول ليؤكد جلالته أنه «واجبنا وواجب كل مسلم ردع التصعيد الإسرائيلي ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس»، ولم يبتعد جلالته يوما عن الواقع المقدسي، وعن كل ما فيه انتصار للمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، معتبرا أن هذا الأمر واجب على الأردن لن يتخلى عنه ودعم كامل للشعب الفلسطيني وللمقدسيين في صمودهم، فهو من الثوابت الأردنية التي لم ولن يتخلى عنها. اللقاء الذي تم خلاله الحديث بتفاصيل كاملة عن ما تشهده مدينة القدس من حرب وانتهاكات وتصعيد، جدد جلالته الالتزام بالوصاية الهاشمية، وبالعهدة العمرية التي حفظت السلام والعيش المشترك وحافظت على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس منذ 1400 عام، ليتجدد التأكيد على موقف الأردن الثابت من القضية الفلسطينية ومن القدس وحمايتها، برسائل هامة جدا من جلالته بشأن الكثير من الأمور الجوهرية فيما يخص الوضع الاقتصادي وكذلك وقف تهجير المسيحيين والاعتداءات المتكررة على الكنائس، مقدما جلالته تشخيصا لواقع الحال، مع الحلول التي يجب أن يتنبه لها العالم بكافة دوله. أهمية كبرى لهذا اللقاء لجهة الحضور ولجهة ما تضمنه من ملفات هامة، تحتاج حسما وموقفا واضحا لا مساحات ضبابية به، بأن الأردن بقيادة جلالة الملك مع القدس والمقدسيين للأبد، داعما لصمود الفلسطينيين والمقدسين، ومنتصرا لهم في كل حقوقهم، متشبثا في الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، بمواقف عملية واضحة وعلنية وحاسمة، فهي ثوابت لا عودة عنها ولا تراجع، وكما هو الأردن النصير الدائم للفلسطينيين، والساعي بكل ما يملك من إمكانيات لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن للفلسطينيين حقهم وفقا للقوانين الدولية. حوار الأخ والسند والقائد، مع من منحوه الثقة المطلقة والإيمان بأن الأردن هو سبب صمودهم وسبب حماية القدس والأقصى، حوار جلالة الملك مع المقدسيين الذين يرون بجلالته السند الحقيقي لصمودهم، فجلالته لم يكن يوما سوى نصير لهم ولحقوقهم، ليتجدد العهد بين جلالته والمقدسيين بأنهم يرون بجلالته حامي المقدسات ضمن الوصاية الهاشمية، ويرون بالأردن رئتهم التي يتنفسون من خلالها هواء الاطمئنان بأنهم وكما قال جلالته منتصرون على كل التحديات. (الدستور)
مشاركة :