ترتيبات أمنية غير مسبوقة استعدادا لاستدعاء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى نيويورك للاستماع إلى أقواله أمام محكمة خاصة في مانهاتن على خلفية تهم جنائية. ومن المقرر أن يتم نشر 63 ألفَ ضابط، و19 ألف موظف مدني في شوارع نيويورك تحسبا لوقوع احتجاجات واضطرابات محتملة. ووجهت شرطة نيويورك تعليمات إلى الضباط من جميع الرتب بارتداء الزي الرسمي في الدوريات والاستعداد للانتشار حسب الضرورة. وأعلنت شرطة نيويورك مراقبةَ الأوضاع وجميعِ الأنشطة على الأرض والدعوات على مواقع التواصل حتى يومِ استدعاء ترمب.. مؤكدة عدمَ وجود أي تهديدات موثوقةٍ حتى الآن تستدعي تغييرَ الوضع الأمني. من جانبها، كشفت صحيفة واشنطن بوست عن قيام فريق متقدم من عملاء الخدمة السرية بالتجول داخل المحكمة التي سيمثل فيها ترمب لرسم خريطةٍ لمساره داخلَ المبنى وخارجه.. إلا أن جهاز الخدمة السرية لم يطلب أيَ تسهيلات خاصة في إجراءات المحاكمة الاعتيادية ولا في إجراءات الاستدعاء مثلَ إغلاق ممرات المحكمة أمام الجمهور.. إلا أنه سيتم إغلاق الشوارع المحيطة بالمحكمة أمام حركة المرور فضلا عن تعليق مواقف السيارات في الشوارع.. ووفقا للخطة.. سيكون عملاء الخدمة السرية مسؤولين بشكل أساسي عن دخول وخروج ترمب من قاعة المحكمة.. بينما سيدير “ضباطُ من أمن المحكمة” تحركات الرئيس السابق داخل المبنى بصحبة حراس الأمن الخاصين بترمب.. في حين يقوم ضباط شرطةِ نيويورك بتأمين الشوارع المحيطة بالمحكمة وعلى طول طريق موكب ترمب عبر المدينة.. حول هذه المحاور دار الجزء الأول من برنامج “مدار الغد”. من واشنطن، قالت جينجر تشابمان المختصة بالشؤون القانونية والدستورية إنه ستكون هناك ترتيبات أمنية مشددة غدا خلال المحكمة، فهذه هي المرة الأولى التي ستقرأ الاتهامات في محاكمة مفتوحة. وأضافت: “النائب العام الأميركي قضى أسبوعا مع ثلاثين أو أربعة وثلاثين اتهاما جديدا، حتى الآن هذه الاتهامات قيد السرية، في الغد ستكون هذه هي المرة الأولى التي ستُقرأ فيها هذه الاتهامات علانية في محاكمة مفتوحة وبالتالي هذا سينعكس على المعركة الانتخابية القائمة.. الجمهوريون يقولون أن الديمقراطيين يستغلون هذه المحاكمة كسلاح ضد أي مرشح جمهوري وتحديدا ضد ترمب. من ولاية ميشيغان، قال الدكتور باهر السعيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة أوكلاند، إن المشهد السياسي أكثر تعقيدا من مجرد محاكمة أو مناظرة سياسية، واختزال السباق الرئاسي في مناظرة سياسية واحدة أو في غيرها من المشاهد يضعفه. وأضاف: “هناك حالة استقطاب عام بدأت قبل نجاح ترامب في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري عام 2016 المشهد كان به استقطاب حاد بين الجمهوريين والديمقراطيين”. وأوضح أن الاستقطاب الحاد المذكور هو الذي أدى إلى المشهد الذي نراه حاليا وهو الذي أدى لبروز شخصية مثل ترمب له مؤيدين لديهم أسبابهم في تأييد ترمب، المشهد السياسي في الولايات المتحدة غير تقليدي، الانتقال السلمي في الولايات المتحدة كان أساس من 1776 حاليا لأول مرة نشهد عنفا وتوقع عنف مشابه لما حدث في يناير 2021. والجزء الثاني من حلقة “مدار الغد” ناقشت قضية صمت بايدن أمام استغلال ترمب، وموقف الديمقراطيين من اتهام الرئيس السابق جنائيا. فلأربعة أيام متتالية، ينأى الرئيس الأمريكي جو بايدن بنفسه والبيت الأبيض عن التعليق على قضية توجيه لائحة اتهام جنائية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. ويرى مراقبون أن ما يقوم به بايدن يعد تكتيكا سياسيا مرحليا.. حيث سيصب تركيزَه حاليا على معالجة مخاوف الأميركيين وطمأنتِهم من خلال إظهار كيف تبدو القيادة المستقرة، في مقابل دعوات ترمب أنصارَه للتظاهر والاحتجاج في الشارع. ومن نيويورك، قال مهدي عفيفي عضو الحزب الديمقراطي، إنه في حالة طلب الدفاع نقل المحكمة فلا يمكن نقلها خارج الولاية، المتاح في هذه الحالة نقلها من منطقة مانهاتن والتي لا تتميز بشعبية على الإطلاق لترمب. وأضاف: “ما نراه الآن هو تحقيق للعدالة المرجوة، والحدث استثنائي لأنها أول مرة تتم محاكمة رئيس سابق”. من نيوجيرسي، قال هاشم كريم عضو اللجنة العليا للحزب الجمهوري، إنه لا مانع أن يكون هناك تحقيق للعدالة ولكنها عدالة تأخذ منحى سياسي أكثر من اللازم. وأضاف: “معظم هذه الاتهامات والتي ربما لم يُفصح عنها حتى الآن إلى أن يُعلن في المحكمة غدا ما هي؟، ربما تكون هذه الاتهامات بها جزء سياسي أكثر مما هي اتهامات قانونية وبالتالي سيترتب عليها اتجاه المحاكمة في الفترة القادمة.
مشاركة :