أكد مارتن شولز رئيس البرلمان الأوروبي في كلمة ألقاها في الجلسة العامة الاستثنائية التي عقدت بمجلس نواب الشعب التونسي بأن أوروبا تريد حكومة وحدة وطنية في ليبيا تضطلع بوظائفها وأنه على الاتحاد الأوروبي أن يكون في مستوى الرهان. وقال رئيس البرلمان الأوروبي "يجب أن نكون مستعدين للتعبئة المادية من أجل إقرار السلم والمصالحة في ليبيا لأن ليبيا مستقرة أمر في صالح أوروبا"، وأضاف مارتن شولز أن تونس عرفت خلال السنوات الخمس الأخيرة ديمقراطية قوية بمؤسسات شرعية وصحافة حرة، لكنها مرت بمراحل صعبة واغتيالات سياسية محزنة خاصة تلك التي طالت شكري بلعيد ومحمد البراهمي، لكن الشعب وفي وثبة وطنية رفض جميع أنواع الانقسام وأبدى تمسكه بالوحدة وهو مثال للتعددية وجائزة نوبل التي توجت هذا المسار وهذا الاستثناء ليست وليدة الصدفة. من جهته، دعا محمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب الاتحاد الأوروبي إلى التفكير في تبني مخطط متكامل لإنعاش الاقتصاد التونسي وإخراجه من أزمته على شاكلة مخطط "مارشال" الذي استفادت منه أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. مؤكدا أنّ تونس تمثّل الاستثناء في منطقة تعصف بها الأنواء وتتهدّدها الأخطار وفي مقدّمتها خطر الإرهاب الذي إن استفحل فانه لا يبقي ولا يذر وإنّنا بقدر شعورنا بحساسية الفترة المفصلية التي تمر بها بلادنا وحجم التحديات التي تواجهها في ظل الأوضاع الإقليمية المتقلبة والخطيرة والتهديدات الأمنية التي تحفّ بتجربة بلادنا وتسعى إلى إفشالها، بقدر حرصنا على مزيد إحكام التعاون و التنسيق مع البلدان الصديقة وفي مقدّمتها الاتحاد الأوروبي الذي كان سبّاقا لدعم التجربة التونسية الرائدة وحريصا على إنجاحها وعلى مؤازرة جهود الحكومة في دفع الاقتصاد ورفع التحديات التي تجابهها في مختلف الميادين. وعبر رئيس البرلمان التونسي عن استعداد تونس لمزيد توثيق علاقات التعاون والتشاور مع الاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات وبالخصوص في مجال مقاومة ظاهرة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود من خلال التنسيق بين الأجهزة الأمنية وتبادل المعلومات الاستخباراتية قصد إحلال الأمن والاستقرار والرفاهية الاقتصادية لشعوب المنطقة بأسرها.
مشاركة :