المتحف الأثري في مكة المكرمة يستقطب أنظار زواره منذ أن تقف على بوابته الشامخة، تصافح عينيك صرح حضاري وبهو قصر بأعمدته الأسطوانية ذات التيجان المذهبة حاملة سقفه العالي الذي يرتفع لأكثر من 15 متراً، بوحداته الزخرفية المكونة من الجبس والزجاج الملون، هو اليوم "متحف مكة المكرمة" للآثار والتراث. ويتكون متحف مكة المكرمة من ثلاثة أدوار، ويشتمل على خمس عشرة قاعة عرض، تختص كل منها بمعروضات مختلفة، فهناك قاعة ما قبل الإسلام وقاعة لآثار المملكة، وقاعة للمصحف الشريف، وقاعة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقاعة الحج، وقاعة عمارة المسجد الحرام وقاعة التراث المكي، وقاعة معروضات روائع الحضارة الإسلامية، وغيرها الكثير. يعد هذا المتحف العريق للآثار والتراث من أحد أبرز المعالم والوجهات السياحية لقاصدي أم القرى من الزوار والمعتمرين والحجاج، لتضمنه على مقتنيات ثمينة ونادرة والتي تبرز جزءًا من تاريخ مكة المكرمة الحضاري، ابتداءً من عصر ما قبل الإسلام والعصر الإسلامي، كما يحتوي المتحف على المسكوكات القديمة، وشواهد من قبل التاريخ وقبل الإسلام وعهد الدولة السعودية، وجناح يمثل مراحل تطور الكتابة إضافة لتصميمه الهندسي المعماري الإسلامي، ويحتوي كتباً عمرها 600 عام. ويضم المتحف 15 قاعة وقد وزعت على دورين، الدور الأرضي يتحدث عن الحقبة التاريخية في عصور ما قبل الميلاد وما قبل الإسلام لمكة المكرمة، ثم قاعات الدور الأول عن الفترة الإسلامية، ثم عهد الدولة السعودية حتى وقتنا الحاضر. أعمال المسح الأثري والدراسات العلمية في منطقة مكة المكرمة ساهمت في التأكيد على وجود آثار لمعالم تاريخية ومواقع أثرية متعددة تنتشر في أرجاء المنطقة وفيها مواقع تعود لفترات ما قبل التاريخ.
مشاركة :