جزر المالديف هي من دون شك إحدى أكثر الوجهات المفضلة لديّ. فتلك الجزر هي المكان المثالي للاسترخاء وتجديد النشاط والحصول على الراحة التامة، وسط المياه الفيروزية والرمال البيضاء وأشجار النخيل الباسقة والشعاب المرجانية المذهلة. إنها باختصار المكان المثالي للانعزال واستعادة العافية بين أحضان الطبيعة الخلاّبة. لذلك، كان بديهياً أن أوافق على الدعوة التي تلقيتها من منتجع «أنانتارا فيلي جزر المالديف» الذي أعاد فتح أبوابه في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي بعد تسعة أشهر من عمليات التجديد الموسّعة ليقدّم تجربة حصرية متجدّدة خصيصاً للراشدين وسط البحيرة الشاطئية الرقراقة. وكانت الإقامة في ذلك المنتجع الفاخر استثنائية بكل معنى الكلمة... الرحلة من بيروت إلى مطار فيلانا الدولي عبر أبو ظبي كانت في غاية الروعة مع طيران الاتحاد. فعند وصولي من بيروت إلى أبو ظبي، دخلت إلى صالة الانتظار الفسيحة المخصّصة لدرجة رجال الأعمال وأخذت قسطاً من الراحة وتلذّذت ببعض المأكولات والمشروبات العالمية قبل الانطلاق في رحلتي إلى العاصمة المالديفية ماليه. توفر درجة رجال الأعمال في طيران الاتحاد رفاهية قصوى للمسافرين من خلال الضيافة الرائدة والمقاعد المصمّمة بمهارة عالية وأحدث وسائل الترفيه والمأكولات الشهية. كما تخطو طائرات طيران الاتحاد خطوات إيجابية نحو بيئة مُستدامة، بحيث تم التقليل من البلاستيك في كل الرحلات، وكذلك التقليل بشكل كبير من انبعاثات الوقود. يُذكر أن شركة الاتحاد للطيران تسيّر حالياً رحلة يومية إلى المالديف وتربط أكثر من 50 وجهة بين أبوظبي ومالي. انطلاقة مذهلة حطّت بي طائرة طيران الاتحاد في مطار ماليه، ومنه انتقلتُ مع زملائي في الرحلة بواسطة القارب السريع إلى منتجع Anantara Veli الواقع في جنوب مالي أتول. استمرّت الرحلة المائية حوالى 30 دقيقة، وكانت مذهلة بكل معنى الكلمة. وصلنا إلى المنتجع واستقبلنا على الرصيف الخشبي بعض موظفي المنتجع الذي يقع على جزيرة طبيعية مبهرة في جنوب ماليه أتول ويبعد 21 كلم جنوباً عن مطار فيلانا الدولي، وتحيط به بحيرة شاطئية رقراقة، ويتباهى بموقع خلاّب لم تمسّه يد الإنسان بعد. وعمدت إدارة «أنانتارا» إلى تجديد المنتجع ليعود بحلّة استوائية فريدة تجمع ما بين الأصالة والحداثة، حيث تتلاقى العناصر الطبيعية مثل الخشب والحجر مع الأقمشة العصرية ولمسات الخيزران الهندي، بالترافق طبعاً مع وسائل الراحة المواكِبة لأحدث تطوّرات التكنولوجيا. فلل لكل الأذواق اخترتُ الإقامة في فيلا مائية في منتجع «أنانتارا فيلي»، لأن الفلل المائية ملاذ آسر يجمع بين الخصوصية والمزايا العمليّة. وقد خضعت هذه الفلل المزوّدة وغير المزوّدة بمسبح لعملية تجديد شاملة، لتعود بحلّة استوائية فريدة تجمع بين الأصالة والحداثة، حيث تتلاقى العناصر الطبيعية مثل الخشب والحجر مع الأقمشة العصرية ولمسات الخيزران الهندي. وباتت هذه الفلل المائية تضم وسائل راحة متطوّرة، وتمّ تزيينها بلوحة ألوان باردة وأنماط مستوحاة من الطبيعة، علماً أنّ عدداً كبيراً منها مزوّد بحوض استحمام مستقلّ ودش في الهواء الطلق. وقد أضاف منتجع «أنانتارا فيلي» على باقة الفلل المائية ستّ فلل ديلوكس مبنية فوق سطح المياه ومزوّدة بمسبح بحلّة جديدة بالكامل، بحيث تتمتّع الفلل بمساحات داخلية محسّنة ومسبح داخلي خاص أوسع من السابق ومنصّة خارجية وأرجوحة شبكية معلّقة فوق المياه، تتيح لنزلائها تأمل روعة المياه الرقراقة نهاراً والنجوم المتلألئة ليلاً. كما يضمّ منتجع «أنانتارا فيلي» مجموعة من الفلل الشاطئية والمائية التي تلبي كل الأذواق. تستكنّ الفلل الشاطئية الجديدة المزوّدة بمسبح على رمال الشاطئ البيضاء الناعمة، وتتمتّع بأبواب زجاجية منزلقة تفصل بينها وبين المسبح الخاص الذي يحيط به سرير تشمّس مزدان بوسائد ومنطقة معيشة وطعام مفتوحة، وغرفة نوم مستوحاة من أسلوب الحياة على جزيرة تحيط بها النباتات الاستوائية الوارفة. وتعدّ الفلل الشاطئية المزوّدة بمسبح من المساكن الأكثر خصوصيةً بين فئات فلل منتجع «أنانتارا فيلي» كافّة، إذ تفترش 148 متراً مربّعاً من المساحات الفسيحة في عزلة تامّة، وتتمتّع بإمكانية وصول مباشرة إلى الشاطئ. برنامج التوازن الصحي يقدّم برنامج التوازن الصحي من «أنانتارا» تجارب عافية ممتدة على أيام عدة واستشارات يجريها المعالِج الطبيعي والمعالِج الغذائي والمدرّب الشخصي ومدرّب اليوغا ومدرّب أسلوب الحياة، فيوفّر واحة علاجية متميّزة وسط الأجواء الاستوائية التي تخيّم على المنتجع. أُتيحت لنا تجربة العلاج بالصوت Sound Healing، تلك التقنية المستخدمة لشفاء الجسد والروح في العديد من الثقافات. وكانت الجلسة العلاجية رائعة فعلاً. يستطيع الضيوف أيضاً حجز تجربة فيلا العافية، بحيث يتم تعزيزها بعلاج قائم على الإضاءة والأصوات والعطور لتحويل الأجواء من النهار إلى الليل، بالإضافة إلى مرافق ووسائل راحة خاصة بعلاجات الأيورفيدا، وحصيرة للتأمّل، وميني بار معبّأ بأصناف شاي الأعشاب، ومشروبات مخفوقة صحية ووجبات خفيفة مغذّية. وتشمل كل الإقامات في فيلا العافية جلسة استشارة مع اختصاصي في مجال العافية لدى وصول الضيوف، وصفوفاً يوميةً في اللياقة البدنية أو اليوغا، وصفّاً لتعلّم الطهي الصحي. سبا بين أحضان الطبيعة يستكنّ السبا بين أحضان الطبيعة ويقدّم تجربة علاجيّة متطوّرة، مع خيارات عدة للعناية بالعافية، بدءاً من علاجات الأيورفيدا والعلاجات الشمولية، وصولاً إلى أحدث تقنيات الاختبارات اللاجينية والعلاج بالأصوات والعلاج بالحقن الوريدي. أُتيحت لي فرصة الاختيار بين جلسة تدليك أو حمّام مغربي أو جلسة وخز بالإبر، فقررت الخضوع لجلسة تدليك للتخلص من تشنّجات العضلات المؤلمة. قرّرت زميلتي في الرحلة تجربة الحمّام المغربي الذي يقدّم علاجات أصيلة باستخدام مستحضرات marocMaroc، فيما تعتمد علاجات الوجه والجسم على مستحضرات العناية بالبشرة من علامة 111Skin الحصرية من هارلي ستريت لندن، وهي علامة حصرية لمستحضرات العناية بالبشرة تستخدمها كوكبة من المشاهير على غرار جينيفر أنيستون وفيكتوريا بيكهام. تجدر الإشارة إلى أن برنامج التوازن الصحي من «أنانتارا» يضمّ خمسة أجنحة للعلاجات، وصالوناً للعناية بالأظافر، وسبا طبّياً، وسريراً خاصاً لعلاج شيرودارا، وغرفة بخار وساونا، ودشّات داخليّة وخارجية، وحديقة للاسترخاء مع مسابح دافئة وباردة. مأكولات عالمية لا يقتصر تميّز منتجع «أنانتارا فيلي» على تجارب العافية فحسب، بل يقدّم أيضاً عدداً كبيراً من وجهات تناول الطعام، حيث يتسنّى للضيوف التلذّذ بأشهى الأطباق الفاخرة من حول العالم. تناولنا الفطور يومياً في مطعم «كيومن» الذي يقدّم أطباق المحيط الهندي الأصيلة من سريلانكا والهند والمالديف، وجرّبنا الطعام الياباني العصري في المطعم الياباني المعاصر «أوريغامي». أمّا استراحة «دوني» بجوار المسبح المتخصّصة بتقديم أطباق التاباس المتوسّطية مع القهوة والعصائر نهاراً، والمشروبات الفوّارة والكوكتيلات المميّزة ليلاً فكان لها حصة الأسد في رحلتنا إذ واظبنا على تناول الغداء فيها والاستمتاع في الوقت نفسه بأشعة الشمس المالديفية قرب حوض السباحة الرئيسي. وفي إحدى الأمسيات، استمتعنا بتجربة داينينغ باي ديزاين على شاطئ البحر في أجواء رومانسية وشاعرية، وحرص على الاهتمام بنا طاهٍ ومساعد شخصي وساقٍ خاص. نشاطات متنوعة يوفر منتجع «أنانتارا فيلي» لنزلائه مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تتناسب مع تطلعاتهم. فسواء أراد النزلاء خوض تجربة من الهدوء التام أو استعادة عافيتهم، سيجدون تشكيلة واسعة من الأنشطة التي تلبّي احتياجاتهم على البرّ كما في البحر. بالفعل، يستطيع النزلاء الاستفادة من مركز اللياقة البدنية المجهّز بالكامل، بالإضافة إلى الصالة الرياضية الخارجية، وممارسة رياضتهم المفضّلة في ملعب التنس والمواقع المخصّصة للكرة الطائرة والبادمنتون وتنس الطاولة والشطرنج ولعبة الكرة الحديدية. كما يستطيع الضيوف حجز جلسة لياقة بدنية مع المدرّب الشخصي، أو اختبار قوّتهم البدنية في حلبة الملاكمة الجديدة. أمّا الأشخاص الذين ينشدون أنشطة تعمّها أجواء أكثر هدوءاً، فيمكنهم حجز صفّ سبايس سبونز لتعلّم الطهي، أو ممارسة التأمّل أو اليوغا في الجناح المطلّ على المحيط، أو الاسترخاء بجانب المسبح مترامي الأطراف. وبفضل شريك المنتجع للرياضات المائية أكوا فاناتيكس، يحظى النزلاء بفرصة ركوب الأمواج مع خبراء المنتجع المتمرّسين من علامة تروبيكسورف، والمشاركة في الحفاظ على الطبيعة المحيطة بالمنتجع عبر تبنّي أحد الشعاب المرجانية، كجزء من برنامج الاستدامة الخاص بـ»أنانتارا» بالتعاون مع خبير الأحياء المائية. تجرّأت على تجربة ركوب الأمواج مع خبير المنتجع الذي علّمني المبادئ الأساسية لكيفية الركوب على اللوح الخشبي العائم وكانت الجلسة ممتعة جداً.
مشاركة :