من أبرز موضوعات الشرق الأوسط في الصحف البريطانية الصادرة اليوم تداعيات العملية العسكرية السورية في مدينة حلب، ودور الضربات الجوية الروسية، بالإضافة إلى قضية مقتل طالب إيطالي في مصر. ونطالع في صحيفة الفايننشال تايمز مقالاً لديمتري ترنين بعنوان مستقبل سوريا يكمن في أيدي جيرانها. وقال كاتب المقال إن النجاح الذي يحققه الجيش السوري في حلب أمر طالما انتظرته روسيا منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي. وأضاف كاتب المقال أن الضربات الجوية الروسية كانت تهدف لتخفيف قوة جماعات المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد - أي تنظيم الدولة الاسلامية وغيره - والعمل على تهيئة الوضع لتبدأ دمشق هجوماً مضاداً. وأردف أنه لا يمكننا توقع انتصاراً سريعاً لدمشق، لأن جماعات المعارضة في حلب قد تدعو جماعات أخرى (السعوديين والأتراك على الأخص) للمجيء إلى سوريا. وأوضح كاتب المقال أنه في حال حدوث ذلك، فإن الحرب ستتخذ اتجاها آخر مرة أخرى، مضيفاً أن سوريا ستصبح أول ساحة حرب في المنافسة العالمية من أجل السلطة والنفوذ والتي توقفت منذ 25 عاما. ورأى الكاتب أن تداعيات هذه الحرب يصعب التنبوء بها. ويطرح الكاتب عدة تساؤلات: هل ستجتاح تركيا بقواتها البرية الأراضي السورية لتحتل المناطق الكردية فيها؟ وهل من الممكن أن تقصف تركيا الأراضي السورية؟ وهل أن الهجمات السعودية ستستهدف تنظيم الدولة الإسلامية أو الإيرانيين وعناصر حزب الله في سوريا؟ وختم كاتب المقال بالقول إن منطقة الشرق الأوسط، دخلت مرحلة قد تستمر عقدين من الزمن حيث من المتوقع أن تشهد القليل من السلام والكثير من القتال. منحى جديد ونقرأ في صحيفة الغارديان مقالاً لناتاليا نوغريدي بعنوان مصير حلب سيشكّل مستقبل أوروبا. وقالت كاتبة المقال إنه في حال سقوط حلب، فإن الحرب الدامية في سوريا ستأخذ منحى جديدا، وسيكون لها عواقب بعيدة المدى ليس على المنطقة فحسب بل على أوروبا أيضاً. وأردفت الكاتبة أن العملية الأخيرة التي تشنها القوات السورية النظامية على المدينة المحاصرة شمالي سوريا تزامناً مع الضربات الجوية الروسية، دفعت بعشرات الآلاف من السكان إلى الهروب من حلب في الأيام القليلة الماضية. وأشارت إلى أن هزيمة قوات المعارضة السورية التي تسيطر على أجزاء من حلب منذ عام 2012 ستترك البلاد تحت سيطرة قوات نظام الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية. وأضافت أن الأمل بالتوصل إلى حل خلال محادثات السلام في سوريا سيتلاشى، مشيرة إلى أن هذا يمثل الهدف الأقصى الذي تسعى روسيا لتحقيقه منذ اتخاذها قرار شن ضربات عسكرية في سوريا منذ 4 شهور. جريمة مشينة وفي موضوع آخر، جاءت افتتاحية صحيفة التايمز تحت عنوان الجريمة المشينة. وقالت الصحيفة إن على مصر التوصل إلى حقيقة مقتل جوليو ريجيني والعمل على نشر نتائج هذا التحقيق. وأضافت الصحيفة أن طالب الدكتوراة الإيطالي اختفى في مصر في ذكرى مرور 5 سنوات على الثورة في مصر التي قامت ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك. وأردفت الصحيفة أن جثة ريجيني عُثر عليها في مكان مهجور خارج القاهرة الكبرى وعليها علامات تعذيب. وتوصل التشريح الذي أُجري على الجثة في إيطاليا إلى أن ريجيني تعرض للحرق والتشويه قبل وفاته. وأكدت الصحيفة أن 4500 أكاديمي وقعوا عريضة يطالبون من خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بكشف حقيقة مقتل ريجيني، والذي تنفي حكومة القاهرة تورطها بمقتله. ورأت الافتتاحية أن مناصري السيسي يسعون لإقامة علاقات صداقة مع الحكومات الغربية وللأسف فإن العديد من هذه الحكومات أيضاً مستعدة للتغاضي عن الجرائم التي ترتكب في دولة مصر البوليسية خلال سعيهم لمحاربة الإرهاب. ورأت الصحيفة أن تاريخ مصر الحالي يعكس استراتيجية تتمثل بسحق المعارضة بأي ثمن. وشددت الصحيفة على أن الحكومات الغربية تحتاج إلى حلفاء يمكن الاعتماد عليهم في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه في حال أردات مصر أن تكون من ضمن الحلفاء، فعليها ايجاد المجرمين الذين قتلوا ريجيني وجلبهم للمحاكمة. وقالت الصحيفة إن من المؤسف أن يكون مقتل ريجيني سبب تسليط الضوء على التجاوزات التي تمارسها السلطة في مصر التي قتلت لغاية اليوم الكثير من أبناء شعبها.
مشاركة :