ذكر مسؤولون بالأمم المتحدة اليوم الثلاثاء أن سلطات طالبان في شرق أفغانستان منعت الموظفات الأفغانيات في الأمم المتحدة من العمل. وأعربت بعثة الأمم المتحدة عن ”قلق بالغ” بعد منع موظفاتها من الذهاب إلى العمل في ولاية ننغرهار. وقالت في تغريدة ”نذكر السلطات الفعلية الحاكمة بأن كيانات الأمم المتحدة لا يمكن أن تعمل وتوصل المساعدات التي تنقذ الحياة دون موظفاتها.” لم يتح المتحدثون باسم طالبان للتعليق على الفور، ولم يتضح أيضا ما إذا كان المنع سيمتد لأكثر من ولاية. وبالرغم من وعود في البداية بحكم أكثر اعتدالا من الحكم السابق، فرضت طالبان إجراءات صارمة منذ استيلائها على الحكم في 2021 أثناء انسحاب القوات الأميركية وقوات الناتو من أفغانستان بعد عقدين من التواجد هناك. ومنعت الفتيات من التعليم بعد الصف السادس، ومنعت النساء من العمل والدراسة والسفر دون مرافق ذكر محرم، ومنعن حتى من ارتياد الحدائق. كما فرض عليهم الحجاب الكامل. كذلك منعت الأفغانيات أيضا من العمل في منظمات محلية ودولية غير حكومية، ما عرقل توصيل المساعدات الإنسانية. وأبلغ المتحدث باسم الأمم المتحدة ستافان دوجاريك الصحفيين الثلاثاء بأن الأمين العام أنطونيو غوتيريش قال إن ”أي منع من هذا النوع غير مقبول وحقيقة لا يمكن تصوره.” وأضاف أن مسؤولي الأمم المتحدة تم إبلاغهم ”من عدة مصادر” بأن المنع سيطبق في كامل أنحاء البلاد. وتابع ”مازلنا نبحث في كيفية تأثير هذا التطور على عملياتنا في البلاد، ونتوقع أن نجري مزيدا من الاجتماعات مع السلطات الحاكمة غدا في كابول نحاول فيه الحصول على بعض الإيضاح”. وقال دوجاريك إن الموظفات ضروريات لتنفيذ عمليات الأمم المتحدة على الأرض، موضحا أنه من بين نحو 40 مليون شخص ”نحاول الوصول إلى 23 مليون رجل وامرأة وطفل بالمساعدات الإنسانية.” والبعثة الأممية في أفغانستان ( يوناما) ترأسها امرأة هي روزا اوتونباييفا، الرئيسة ورئيسة الخارجية السابقة في جمهورية قرغيزستان، بتعيين من الأمين العام وبالتنسيق مع مجلس الأمن الأممي. وقال دوجاريك إنه لم يصدر قرار من طالبان حول رئاستها للبعثة. أثارت القيود التي فرضتها طالبان في أفغانستان على النساء، خاصة حظر تعليم الفتيات والعمل في المنظمات غير الحكومية، إدانات دولية واسعة. إلا أن طالبان لم تظهر أي إشارة عن التراجع عن موقفها، زاعمة أن الحظر مؤقت لأن النساء لا يرتدين الحجاب بشكل سليم، ولأنه لا يتم اتباع قواعد الفصل بين الجنسين.
مشاركة :