أفادت مصادر يمنية بأن جرائم دهس السكان من قبل سائقي العربات العسكرية التابعة للميليشيات الحوثية عادت إلى التصاعد من جديد؛ حيث سجل الأسبوع الفائت العديد من الحوادث في 4 محافظات، مسفرة عن سقوط 12 قتيلا وجريحا بينهم 4 نساء. وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن المدنيين باتوا بفعل استمرار تهور سائقي الميليشيات الانقلابية معرضين إما للقتل المباغت أو الإصابة بعاهات مستديمة. وعبر حقوقيون يمنيون عن قلقهم الشديد من تزايد عدد الوفيات والإصابات بين صفوف السكان نتيجة تعرضهم لحوادث دهس بعربات يقودها عناصر حوثيون، وقالوا إن محافظات ذمار والحديدة وإب والبيضاء شهدت في الفترة القليلة الماضية تسجيل العشرات من حوادث الدهس على أيدي سائقين حوثيين، سقط على أثرها عدد من الضحايا، بعضهم فارق الحياة، فيما أصيب آخرون بإعاقات. ويرجح الحقوقيون أن يكون عدد الوفيات والإصابات بصفوف الأطفال وغيرهم من اليمنيين من مختلف الفئات العمرية، نتيجة دهس عربات الميليشيات أضعاف ما ورد في التقارير اليومية؛ حيث تخفي الميليشيات عادة المعلومات حول هذه الحوادث. آخر هذه الحوادث تمثل في إقدام عربة حوثية على دهس 4 نساء بمحافظة ذمار؛ حيث بث ناشطون على منصات التواصل مشاهد تظهر دهس سائق العربة النسوة، ثم قيامه بالفرار. وسبق ذلك بيوم وقوع حادثة أخرى مشابهة في محافظة الحديدة، تمثلت في دهس عربة حوثية دراجة نارية كان يقودها مواطن بمنطقة جبل راس بالمحافظة يدعى جميل محمد المويسي، وبمعيته مواطن آخر يدعى أحمد الوهابي؛ حيث فارقا الحياة مباشرة. وأفادت مصادر في الحديدة بأن سائق الدراجة قُطِع رأسه في الحادث، فيما تعرض الراكب الذي كان معه، والذي يعمل مدرسا في أثناء ما كان ذاهبا لتسلم نصف راتبه، لتمزق في جسده السفلي. وأكدت أن السائق الذي ارتكب الحادثة يُدعى معين الحسن ويتبع المشرف الانقلابي في منطقة جبل راس بالمحافظة ذاتها. وفي جريمة أخرى شهدتها مديرية الملاجم بمحافظة البيضاء، أقدم سائق دورية أمنية حوثية قبل أيام قليلة على دهس دراجة نارية، الأمر الذي تسبب في تعرض السائق لإصابات، فيما توفي شخص كان على متنها وأصيب آخر، وهما - حسب شهود - يعملان بمهنة التدريس في البيضاء. وبالانتقال إلى محافظة إب التي تتصدر قائمة المحافظات تحت سيطرة الميليشيات من حيث التزايد الملحوظ بحوادث دهس يقوم بها السائقون الحوثيون ذكر شهود لـ«الشرق الأوسط»، أن عربة عسكرية دهست طفلا يدعى أسامة القادري في شارع تعز المكتظ بالناس جنوب المدينة. تزامن ذلك مع حدوث واقعة أخرى قام فيها عنصر انقلابي يعمل سائقا لمشرف حوثي بمركز المحافظة (مدينة إب) بدهس مواطن مسن يدعى أمين عبد الله الحلياني من أبناء مديرية العدين غرب إب؛ حيث نتج عن ذلك إصابته بكسور في أجزاء مختلفة من جسمه. تلك الحوادث سبقها بأيام قيام القيادي الحوثي حمود المياح، المنتحل منصب مدير مكتب الضرائب بمديرية المخادر في المحافظة، بدهس سائق دراجة نارية يدعى محمد الصهباني بمنطقة الدليل، شمال المدينة. وذكرت مصادر حقوقية في إب أن القيادي الانقلابي المياح أشهر عقب جريمة الدهس تلك سلاحه الشخصي بوجه والد الضحية، مهددا بقتله لحظة حضوره إلى مكان الحادثة ومطالبته بإسعاف نجله. وطبقا للمصادر، فقد رفض القيادي الحوثي إسعاف الضحية رغم تعرضه لكسور وإصابات بليغة، فضلاً عن تحطم دراجته بسبب الحادثة. وكانت محافظة إب ذات الكثافة السكانية العالية التي تعاني من انفلات أمني غير مسبوق، سجلت خلال الـ9 أشهر الماضية مقتل وإصابة 32 طفلاً، بسبب حوادث دهس بعربات يقودها سائقون حوثيون. وفي تقرير سابق لها، وثقت منظمة «رصد للحقوق والحريات» في اليمن، آلاف الجرائم والانتهاكات الحوثية بحق سكان محافظة إب خلال العام الماضي، منها 8 حالات دهس تعرض لها أطفال ونساء بعربات حوثية.
مشاركة :