أصبحت إيطاليا أول دولة غربية تمنع برنامج الدردشة الآلي "تشات جي بي تي" ChatGPT للذكاء الاصطناعي بسبب مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات. وأشارت هيئة الرقابة الإيطالية إلى مخاوف بشأن جمع "تشات جي بي تي" الهائل للبيانات الشخصية ومعالجتها، كما تقول شركة “أوبن إيه آي” إنها عطلت "تشات جي بي تي" للمستخدمين في إيطاليا. وقالت الهيئة الإيطالية، إنها اتخذت هذا الإجراء المؤقت "حتى تحترم شات جي بي تي الخصوصية"، بما في ذلك منع الشركة مؤقتًا من معالجة بيانات المستخدمين الإيطاليين، وفق ما ذكرت شبكة "إيه بي سي" الأسترالية، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه. وأضافت الشبكة أنه ليس لدى "أوبن إيه آي"، مبرر قانوني لـ "جمعها ومعالجتها الضخمة للبيانات الشخصية" المستخدمة لتدريب خوارزميات المنصة. كما اتهمت الجهة التنظيمية الإيطالية، الشركة المنتجة لروبوت الدردشة، بالفشل في التحقق من عمر مستخدمي "تشات جي بي تي"، الذين من المفترض ألا تقل أعمارهم 13 عامًا أو أكثر. يُعرف روبوت "تشات جي بي تي"، الذي أنشأته شركة أوبن إيه آي الأمريكية الناشئة وبدعم من شركة "مايكروسوفت"، بقدرته على إنشاء الكتابات والأغاني والامتحانات والكلمات الموجزة. جاء الحظر بعد أيام فقط من دعوة مجموعة تضم أكثر من 1000 خبير في الذكاء الاصطناعي والحوسبة، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، إيلون ماسك، شركات مثل أوبن إيه آي، إلى إيقاف تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي في خطاب مفتوح أشار إلى المخاطر المحتملة على المجتمع. وأطلق التطبيق جنونًا تقنيًا منذ إطلاقه في نوفمبر من العام الماضي، مما دفع المنافسين إلى إطلاق منتجات مماثلة. كما تواردت أنباء عن انتحار رجل في بلجيكا، بعد إدمانه استخدام روبوت الدردشة يومياً، وسؤاله عن رأيه الذي قاده في الأخير إلى أن يطلب منه الانتحار، كحل لمشاكله. كما وحذر إليعازر يودكوسكي، الخبير الشهير في أنظمة الذكاء الاصطناعي من إمكانية تسبب هذه الأنظمة في موت جميع البشر، مؤكداً أن حظر تطويرها ومعاقبة من ينتهك هذا الحظر بقسوة هما الطريقة الوحيدة لإنقاذ البشرية من الانقراض. وقال إليعازر يودكوسكي، المؤسس المشارك لمعهد أبحاث ذكاء الآلة (MIRI) في مجلة تايم الأمريكية، أن سبب عدم توقيعه على عريضة تدعو جميع مختبرات الذكاء الاصطناعي إلى التوقف فوراً لمدة 6 أشهر على الأقل عن تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل نظام (جي بي تي - 4)، من شركة (OpenAI)، لأنها دعوة منقوصة تطالب بحلول ضعيفة جداً. قال ألب توكر، مدير شركة "نت بلوك" التي تراقب الوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء العالم، إن الإجراء الإيطالي كان "أول تقييد على مستوى الدولة لمنصة ذكاء اصطناعي سائدة من قبل دولة ديمقراطية". وتحظر الصين كذلك، استخدام روبوت الدردشة "شات بوت"، كما تحظره ولاتدعمه دول ومناطق هونج كونج وإيران وروسيا وأجزاء من إفريقيا. وبالرجوع إلى إيطاليا، قالت هيئة الرقابة الإيطالية إن "أوبن إيه آي" يجب أن تبلغ في غضون 20 يومًا عن الإجراءات التي اتخذتها لضمان خصوصية بيانات المستخدمين أو مواجهة غرامة تصل إلى 20 مليون يورو (32.5 مليون دولار) أو 4% من الإيرادات العالمية السنوية. قال الخبراء أيضاً إن هناك حاجة إلى لوائح جديدة لتنظيم الذكاء الاصطناعي بسبب تأثيره المحتمل على الأمن القومي والوظائف والتعليم. دعت مجموعة المستهلكين الأوروبية BEUC سلطات الاتحاد الأوروبي للتحقيق في استخدامات روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. قالت BEUC إن إعداد قانون للذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي قد يستغرق سنوات، لذلك تحتاج السلطات إلى التصرف بشكل أسرع لحماية المستهلكين من المخاطر المحتملة. وقالت نائبة المدير العام أورسولا باشل: "في غضون بضعة أشهر فقط ، شهدنا انتشارًا هائلاً لتشات جي بي تي، وهذه ليست سوى البداية"، مشيرة إلى أن برامج الدردشة تعرض الناس لعمليات الخداع والتلاعب بهم. تشير التقديرات إلى أن "تشات جي بي تي" قد وصل إلى 100 مليون مستخدم نشط شهريًا في يناير بعد شهرين فقط من إطلاقه، مما يجعله التطبيق الأسرع نموًا للمستهلكين في التاريخ.
مشاركة :