أوراق قديمة ومسؤول جديد

  • 12/24/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

جاء خبر تعيين الأمير خالد الفيصل وزيرا للتربية والتعليم ليحيي الآمال المتضائلة بإمكانية إصلاح التعليم، ولعل هذا هو الطريق الحقيقي للوصول إلى العالم الأول الذي يسعى إليه الأمير، ما من أمة على وجه الأرض استثمرت أموالها وجهودها وإبداعاتها وخبراتها في التعليم وخسرت الرهان، لاشك أن الطريق صعب وطويل ولا تخلو أحراشه من نعيق الغربان ولكن المهمة ليست مستحيلة، فالأموال المخصصة للتعليم في بلادنا توازي ميزانيات بعض الدول العربية، والإرادة التي يملكها المعلمون والمعلمات من أجل النهوض بالحركة التعليمية لازالت متوفرة رغم كل الإحباطات، أما الطلاب الذين يردد البعض بأنهم وصلوا حالة ميئوس منها فهم ذاتهم الطلاب والطالبات الذين يحققون الإنجازات العلمية المدهشة في دول الابتعاث وتجد أبحاثهم الفريدة الدعم من أعرق جامعات العالم.. الفارق أنهم وجدوا البيئة المناسبة للتعليم.. البيئة التي تحترم وعيهم.. فأعطوا وأبدعوا. نسأل الله أن يوفق خالد الفيصل في هذه المهمة المعقدة ونؤكد أنه لن يجد من يعينه على تنفيذها سوى المعلم والطالب، دعمه للمعلمين من خلال تحسين أوضاعهم الوظيفية وحل مشاكلهم الإدارية المتراكمة وتطوير برامج تأهيلهم سوف يكون له مفعول السحر على هذه المهمة، فالمعلمون وحدهم القادرون على تحقيق النقلة النوعية وليس أولئك الأشخاص الذين يتجادلون على شبكة الإنترنت، والمعلمون وحدهم من يواجهون عبء ازدحام الفصول وسوء التجهيزات وليس حراس الروتين في دهاليز الوزارة، أما الطالب فهو من تعمل كل هذه المنظومة العملاقة من أجله لذلك هو الأحق بالاهتمام والرعاية كي يتحقق الهدف، وإذا كسب خالد الفيصل المعلمين والطلاب إلى صفه فإنه بالتأكيد سوف يسير بعملية التعليم بعيدا جدا فيحقق النقلة الحقيقية التي طال انتظارها. ** منطقة مكة المكرمة يجيء إليها الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز وقد تحولت إلى ورشة عمل عملاقة تمتد من جدة إلى مكة، نعم تحققت بعض المشاريع الحيوية ولكن التعثر طال عددا كبيرا من المشاريع الهامة، والتعثر مرض معدٍ.. هكذا عرفناه في ديارنا، وأملنا بالله كبير ثم في الأمير كي يبث في هذه المشاريع روح الشباب حتى تصل مكة المكرمة إلى المكانة التي تليق بها كمدينة تهفو إليها قلوب أكثر من مليار مسلم، وتصل جدة إلى المرحلة التي تكون فيها مستعدة لمواجهة استحقاقات العصر والتي أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى، وكذلك في بقية مدن وقرى منطقة مكة المكرمة عدد لا حصر من المشاريع التي أنفقت من أجلها الدولة أموالا طائلة في ورشة مفتوحة يغازلها الأمل البعيد بحياة أفضل وتحاصرها أشباح التعثر!.

مشاركة :