أصيب عشرات الفلسطينيين واعتقل آخرون خلال تصديهم لقوات الاحتلال التي اقتحمت المصلى القبلي في المسجد الأقصى فجر اليوم الأربعاء. وقال شهود عيان ان قوات كبيرة من الجيش اقتحمت المصلى القبلي وأطلقت قنابل الغاز والصوت صوب المعتكفين وانهالت بالضرب المبرح عليهم مستخدمة الهراوات واعقاب البنادق ما اسفر عن إصابة العشرات واعتقال آخرين. وأضاف الشهود ان قوات الاحتلال قطعت الكهرباء عن المسجد الأقصى وحطمت إحدى نوافذ المصلى القبلي. من جانبها ذكرت جمعية الهلال الأحمر في القدس في بيان ان قوات الاحتلال منعت جميع طواقم الإسعاف من الدخول للمسجد الأقصى واعتدت عليهم بالضرب. وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي اعلنت انها اعتقلت عشرات الفلسطينيين بعد اقتحامها المسجد الأقصى. ويأتي هذا الاعتداء بالتوازي مع دعوات جماعات متطرفة اسرائيلية الى ذبح (القرابين) في باحات المسجد الاقصى بذريعة الاعياد اليهودية. وبدوره قال المتحدث باسم مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة (فتح) عبدالفتاح دولة في بيان ان "ما يمارس بحق المعتكفين في المسجد الأقصى هو اعتداء بربري بشع يتطلب تدخلا عربيا ودوليا فوريا لحماية المصلين المهددة حياتهم بالخطر". وأضاف ان "الاعتكاف في المسجد الأقصى حق طبيعي للمصلين المسلمين وما يحدث من عدوان هو مس بحرمة الشهر الفضيل والمسجد الاقصى ومحاولة أخرى لتثبيت مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المخالف للوضع القائم (الستاتيكو) وقرارات اليونسكو التي تمنع الاحتلال من تغيير الواقع في المسجد الأقصى الذي هو خالص للمسلمين". واكد دولة ان ممارسات واعتداءات شرطة الاحتلال على المصلين بمنزلة إشعال فتيل مواجهة وتفجير شامل لأوضاع تتحمل نتائجها حكومة اليمين الفاشي وعصابات المستعمرين التي تسعى لتديين الصراع. وفي سياق متصل حذر الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة والتي ستؤدي الى الانفجار الكبير. وقال أبوردينة في بيان ان "ما يقوم به الاحتلال من المساس بالمقدسات كما يحدث الآن في المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين يمثل حربا شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية والتي ستشعل الحرائق في المنطقة" محملا حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن اي تدهور. وطالب أبوردينة الإدارة الامريكية بعدم الوقوف متفرجة على هذه الحرائق التي يشعلها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية مشيرا الى أن القدس بمقدساتها هي عاصمة دولة فلسطين ويجب ألا يخطئ أحد في تقدير حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته.
مشاركة :