الشارقة - أكد خوسيه لويس ديل فالي ميرينو مدير "مكتبة الإسكوريال الإسبانية" أن استضافة الشارقة لمعرض المخطوطات العربية التي تحتفظ بها مكتبة الإسكوريال يسلط الضوء على الإرث الثقافي المشترك الذي يجمع إسبانيا بالعالم العربي ويسهم في التعريف بالمكانة التي تحتلها الإسكوريال بين نظيراتها من مكتبات أوروبا ودورها في حفظ التراث المخطوط. وجاء ذلك خلال ندوة نظمتها “هيئة الشارقة للكتاب” مؤخرا بحضور أحمد بن ركاض العامري رئيس الهيئة، ضمن فعاليات معرض “المخطوطات العربية في الإسكوريال الإسبانية” الذي تنظمه الهيئة بمقرها بالتعاون مع “مكتبة الإسكوريال الإسبانية” ويستمر حتى التاسع من أبريل الجاري. وقال خوسيه لويس ديل فالي ميرينو إن الإسكوريال تضم 2000 مخطوطة عربية تشكل ما يقرب من نصف مقتنياتها من المخطوطات التي تصل إلى أكثر من 4 آلاف مخطوط، مضيفا “لقد حرصنا على انتقاء مجموعة فريدة ونادرة منها لعرضها في الشارقة التي وفّرت لنا فرصة استثنائية لتعريف الجمهور في دولة الإمارات والعالم العربي على التاريخ الثقافي المشترك بين الثقافتين الإسبانية والعربية”. وأشار ميرينو إلى أن الإسكوريال تعد من أهم المكتبات في أوروبا والعالم ولديها ثروة من المخطوطات لا تقدر بثمن، ومن بين أهم مقتنياتها التي تعرضها للجمهور في الشارقة ولأول مرة خارج إسبانيا نسخة من القرآن الكريم (معروفة باسم مصحف مولاي زيدان) نسبة إلى السلطان مولاي زيدان المغربي ويعود تاريخه إلى العام 1599 ميلاديا. معرض المخطوطات العربية الذي تستضيفه الشارقة يؤكد على عمق العلاقات الثقافية العربية - الإسبانية وأهمية مكتبة الإسكوريال ◙ معرض المخطوطات العربية الذي تستضيفه الشارقة يؤكد على عمق العلاقات الثقافية العربية - الإسبانية وأهمية مكتبة الإسكوريال وعرض مدير “مكتبة الإسكوريال الإسبانية” خلال حديثه في الندوة صورة للمصحف المخطوط أظهرت تزيّنه بزخارف مغربية غنية في معظم الصفحات ورُسمت فيه علامات التشكيل باللون الأحمر كما تمت كتابة عناوين السور بالخط الكوفي المذهب على أرضية زرقاء اللون. وقدّم للجمهور نبذة مدعومة بصور لمكتبة الإسكوريال وأقسامها وتاريخها ونقوشها وجماليات الفن المعماري الذي يميزها منذ العصور الوسطى وما ترمز إليه النقوش وما تحمله من خلفيات علمية وفلسفية وتحدث حول جهودها لرقمنة المخطوطات وتوفير صورها ومعلومات تفصيلية حولها على شبكة الإنترنت في دليل متعدد اللغات سيتضمن اللغة العربية في المرحلة القادمة. وتطرق إلى تاريخ إنشاء المكتبة التي يقع مقرها في المبنى التاريخي للبلاط الإسباني المعروف باسم "سان لورينزو دي إسكوريال" الذي وصفه بأنه يحمل تاريخ إسبانيا حيث أمر ببنائه الملك فيليب الثاني عام 1537 وانتهى العمل فيه عام 1596. وأوضح أن مكتبة الإسكوريال لم تكن مصممة عند إنشائها لحفظ المخطوطات، لكن القائمين عليها عملوا بعد اقتناء الآلاف من المخطوطات العربية واليونانية على توفير مكان آمن لها ومراعاة نسبة الرطوبة حفاظا عليها من التلف. وتعد الشارقة أول مدينة تستضيف معرضاً لأكبر مجموعة من المقتنيات العربية النادرة من مكتبة الإسكوريال، إذ لم يسبق أن عرضت هذه المجموعة كاملة خارج إسبانيا. ويستقطب المعرض زائريه من الساعة التاسعة مساءً حتى الواحدة بعد منتصف الليل ويضم 14 مخطوطة نادرة بينها مخطوطة كتاب "سلوان المطاع في عدوان الأتباع" لمؤلفه أبي عبد الله محمد بن محمد بن ظفر المكي وشرح أبحاث القانون "شرح معاني كتاب القانون للشيخ الرئيس أبي علي بن سينا" لمؤلفه علاءالدين علي بن أبي الحزم القرشي الشهير باسم ابن النفيس ومخطوط كتاب "إعراب القرآن" لمؤلفه أبي حيان الأندلسي ومخطوطة كتاب "المجموع الفائق من حديث خاتم رسل الخلائق” لمؤلفه محمد عبدالرؤوف بن تاج العارفين بن علي المناوي وغيرها من المخطوطات . ويأتي تنظيم "هيئة الشارقة للكتاب" للمعرض ضمن مساعيها في تعزيز الحراك الثقافي العربي ومد جسور التواصل مع مراكز الثقافة الأوروبية والعالمية، في إطار علاقات التعاون التي تجمعها بالمؤسسات الثقافية والمعرفية، ومن ضمنها المكتبات التاريخية التي تسهم بخبراتها في حفظ المخطوطات القديمة وتسهيل وصول الجمهور إليها.
مشاركة :