هو الشيخ الفقيه والمحدث عمر بن أبو بكر بن عبدالله بن سعید بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله باجنيد السكوني الكندي القحطاني -رحمهُ اللهُ-. ولد في بلدة بلاد الماء في وادي دوعن من منطقة حضرموت في بلاد اليمن عام 1263هـ وبعض المصادر تذكر ولادته عام 1273هـ. حفظ القرآن في سن مبكرة وهو صغير فأتقنه، فلما أتم حفظه رحل مع والده إلى مكة المكرمة، ثم شرع في طلب العلم على علماء المسجد الحرام فكان عالماً بارزاً في الفقه والحديث، كان والده فقيرًا فافتتح دكانًا في سوق الليل لبيع المواد الغذائية فأراد أن يفرغ ابنه للعلم فأبى إلا أن يعمل والده، وبعد احتجاج الشفقة والحنان من والده كان عمله إحضار الخبز من المخبز يحمله على رأسه إلى الدكان بعد الفجر ثم يذهب إلى بعد ذلك للدراسة في المسجد الحرام. أتقن حفظ القرآن والقراءات على الشيخ علي بن عبدالله الطيب المصري، ثم لازمه في حلقات الشيخ محمد سعيد بابصیل فظهرت بداية نبوغه، فلما رأى الشيخ بابصيل تفوقه قربه ثم هيأ له الإقامة عنده فحصل له الأخذ التام والعدد الخاص فقرأ عليه القراءات والنحو والصرف والبلاغة والمنطق والفقه والتفسير والأحياء. عين أميناً للفتوى، كما أن الشيخ حسين حبشي لم يقبل وظيفة الإفتاء إلا أن يكون الشيخ عمر باجنيد معه. كان إماماً ومفتياً للمقام الشافعي قبل العهد السعودي، وفي العهد السعودي عين إماماً للمسجد الحرام في فترة الأربعينات الهجرية إلى حين وفاته يرحمه الله. وكانت دروسه في الفقه تدور بين المنهاج وشرحه وفتح الوهاب وقد خدم هذه الشروح خدمة جليلة بخاصة في مغني المحتاج فقد جمع كتاباته في عدة مجلدات. وتوفي -رَحمَهُ اللهُ- في يوم الأربعاء في 27 محرم سنة 1354هـ وقد صلى عليه في المسجد الحرام الشيخ عبدالمهيمن أبو السمح، وخرجت جنازته من باب إبراهيم إلى مقبرة المعلاة، حيث دفن بحوطة العلويين، رَحمَهُ اللهُ تعالى. مصادر ترجمته: أئمة المسجد الحرام في العهد السعودي لعبد الله آل علاف
مشاركة :