الناظر إلى حال اللاعبين الأجانب في دوري المحترفين الإماراتي، سيصاب بحالة من الاستياء، وذلك للتراجع الكبير في جودة الاختيار ما بين السنوات القليلة الماضية، والنوعية التي نراها حالياً لدى أنديتنا، والتي لا تمت للاعب المحترف بصلة، لا من قريب ولا من بعيد. بلا شك، هناك أسماء قدمت الإضافة، مثل لابا كودجو وكايو الشارقة، ولاعبين يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة، في حين أن الغالبية لم يرتقوا أبداً إلى فئة اللاعب المحترف، الذي يجب أن يصنع الفارق، ويشكّل الإضافة لفريقه. قضية ضعف مستوى الأجانب تؤثر بشكل أو بآخر في مستوى كرة القدم الإماراتية، لأنه من المعروف أن اللاعب الصاعد يجب أن يستفيد من إمكانات الأجنبي وعقليته الاحترافية، فمثلاً عندما يتدرب يومياً مع لاعبين بوزن علي كريمي وجيان أسمواه وريبيرو وجورج ويا وغيرهم من النجوم الذين وضعوا بصمتهم، فإننا سنشاهد الفارق الفني أولاً، والإسهام في تطور اللاعبين المحليين ثانياً، وصولاً إلى نجوم يسهمون في جذب الجماهير، وهو ما شاهدناه مع النجم الغاني أسمواه سابقاً. لا توجد أعذار على سوء الاختيارات، لأن المبالغ التي تدفع في المحترفين السيئين الحاليين هي ذاتها التي كانت تقدم إلى المميزين، إلا أن الاختلاف يكمن في غياب النظرة الفنية عما كانت عليه الأمور سابقاً. ببساطة، وجود أي محترف ضعيف فنياً في أي فريق، يدل على أن إدارة النادي ضعيفة في هذا الجانب، ولا تملك نظرة فنية تمكنها من قيادة النادي إلى النجاح، لأن ملف المحترفين هو الأساس الذي يقف عليه نجاح النادي في المسابقات من عدمه، لاسيما في ظل السماح بمشاركة ستة لاعبين داخل الملعب كحد أقصى. نأمل أن نرتقي قليلاً في التعامل مع اللعبة، وبدلاً من جلب المحترفين عن طريق الثقة بالوكلاء وعبر لقطات «اليوتيوب»، يجب أن يجد الملف اهتماماً أكبر لسد احتياجات الفريق، والإسهام في زيادة قوة المسابقة التي تراجعت كثيراً، بسبب ضعف المستوى، إضافة إلى التركيز على عوامل الجذب الأخرى التي يجب أن يشكلها اللاعب المحترف. بسبب سوء مستوى أغلبية الأجانب، بات من الصعب حفظ أسمائهم، وذلك لكثرة عملية الاستغناء والتعاقدات خلال فترتي الانتقالات، ناهيك عن قضية أخرى تحتاج إلى وقفة حقيقية، وهي الخاصة بما يدعى باللاعب المقيم. • «وجود أي محترف ضعيف فنياً في أي فريق يدل على أن إدارة النادي ضعيفة في هذا الجانب».
مشاركة :