أدانت سيما بحّوث، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، يوم الأربعاء قرار حركة "طالبان" بمنع النساء الأفغانيات من العمل مع الأمم المتحدة في أفغانستان. وقالت بحّوث في بيان "نحن نقف في تضامن كامل مع زملائنا، وجميع النساء اللواتي يعرضن حياتهن للخطر كل يوم لخدمة بلدهن ونحيي تفانيهن ومهنيتهن وشجاعتهن. ونحن نعيد التأكيد على حقوقهن الإنسانية الأساسية غير القابلة للتصرف على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة". وذكرت "لن نستبدل قوتنا العاملة النسائية بالرجال"، مضيفة أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة مصممة على الاستمرار بكل طريقة ممكنة في تقديم الخدمات الحيوية والدعم، حتى لا يتم استبعاد أي امرأة أو فتاة أو تركها في الخلف. وتعاني أفغانستان من أزمة إنسانية حيث يحتاج 28.3 مليون شخص، أي ثلثا السكان، إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة. وأشارت إلى أن قرابة ربع الأسر في أفغانستان تعيلها نساء. وأكدت بحّوث أن إبعاد العاملات المتمكنات في مجال الإغاثة يقلل من وصول النساء والفتيات إلى الخدمات الحيوية المنقذة للحياة، ويزيد من المخاطر التي يتعرضن لها عند اضطرارهن إلى طلب المساعدة من الرجال بدلا من ذلك. وأشارت إلى أن رفض سلطات الأمر الواقع لحقوق النساء والفتيات في التعليم والمشاركة في المجتمع والاقتصاد في أفغانستان هو ضرر ذاتي تلحقه بالبلد، مضيفة أن هذا الضرر الذي يلحق بالتعافي والقدرة على الصمود في المستقبل يتعمق مع كل امرأة وفتاة تقلصت آفاقها قسرا إلى جدران منزلها الأربعة. وقالت إن هيئة الأمم المتحدة للمرأة تنضم إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في دعوة "طالبان" إلى إلغاء هذا القرار الأخير على الفور وإبطال جميع التدابير التي تقيد حقوق النساء والفتيات في العمل والتعليم وحرية التنقل. ولفتت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد يوم الأربعاء إلى أن المنظمة الدولية أصدرت تعليمات لجميع موظفيها الوطنيين الأفغان - رجالا ونساء - بعدم الحضور إلى المكتب في الوقت الحالي. إضافة إلى ذلك، لن تشهد موظفات الأمم المتحدة في أفغانستان شغل وظائفهن من قبل رجال. وذكر رامز الأكبروف، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، أن موظفي الأمم المتحدة الأفغان - رجالا ونساء أفغان - متضامنون. وقال، في مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عبر رابط فيديو، "لن يكون لدينا وضع حيث نعمل مع فرق مكونة بالكامل من الرجال. لذلك سيقوم موظفونا الوطنيون بالحضور إلى المكتب معا". وأفاد الأكبروف أن الأمم المتحدة تعمل على تهيئة الظروف الطبيعية حتى يتمكن الموظفون الوطنيون الأفغان في الأمم المتحدة من العودة إلى العمل، مبينا أن الجميع سيتقاضون رواتبهم حتى عندما يضطرون إلى البقاء في المنزل. ولدى الأمم المتحدة حوالي 3900 موظف في أفغانستان، حوالي 3300 منهم مواطنون أفغان. ومن بين هؤلاء، هناك حوالي 400 أفغانية و200 امرأة أجنبية.
مشاركة :