ياسر رشاد - القاهرة - فى عصر التكنولوجيا والستالايت، نجحت الميديا التليفزيونية فى سحب البساط من «الدراما الإذاعية»، التى كانت تنافس قديما التليفزيون، وجذبت عددا من كبار النجوم، يأتى فى رأس المقدمة، فاتن حمامة، وأحمد زكى، ونجلاء فتحى، ومحمود ياسين، وحسن عابدين وغيرهم من النجوم الذين شهدوا على العصر الذهبى للإذاعة. ورغم سيطرة الفضائيات ومنصات البث الالكترونى على الساحة، لكن مازالت «الإذاعة» تصارع على البقاء، إذ تنافس فى الماراثون الرمضانى الحالى بـ6 أعمال، لكبار النجوم منهم الفنان القدير يحيى الفخرانى، أحمد حلمى، أكرم حسنى، نيللى كريم، بيومى فؤاد، حسن الرداد. لاشك أن هذه الأسماء وحدها كافية لالتفاف الجمهور حول الإذاعة ولو بقدر بسيط، وهو ما تلعب عليه الإذاعة التى تسعى جاهدة لألق من جديد من خلال استقطاب كبار النجوم، وهنا كان لابد من طرح سؤال هل الدراما الإذاعية قادرة على المنافسة فى ظل هيمنة الفضائيات واكتساحها للمشهد الفنى؟ يقول الناقد طارق الشناوى، إن الدراما الإذاعية كانت البطل قبل وبعد البث التليفزيونى خلال فترة الثمانينيات، حيثُ كان الجمهور يفطرون على صوت الإذاعة التى كانت تتزين بمسلسلات فؤاد المهندس وفاتن حمامة، وغيرهم من النجوم الكبار. وتابع: لاشك أن الدراما التليفزيونية نجحت فى سحب البساط من «الدراما الإذاعية» بشكل كبير، لكن الإذاعة مازالت تصارع وتحارب من أجل البقاء من خلال استقطاب كبار النجوم مثل أحمد عز، وأحمد حلمى، ومحمد هنيدى، لاتساع جماهيريتها. ويرى أن الإذاعة نجحت فى لفت الانظار اليها مجددا، بكبار النجوم، موضحا إن لم تكن مؤثرة لما استمرت حتى الآن. ويقول هذا العام، نجت الإذاعة فى جذب نجوم كبار لديهم شعبية كبيرة، مثل الفنان القدير يحيى الفخرانى، وأحمد حلمى، أكرم حسنى، نيللى كريم، وأيمى سمير غانم، وحسن الرداد. -- ويتفق معه الناقد الفنى خالد محمود، الذى يرى أن الدراما الإذاعية لازالت تحتفظ ببريقها. وأضاف أن الإذاعة لا توضع فى مقارنة مع دراما الفضائيا والمنصات الالكترونية، فكل منهما له جمهور. وأكد أنه رغم فقد الإذاعة لبريقها شيئا ما، فى ظل هيمنة عصر التكنولوجيا والستالايت، التى سمحت بغزو منصات البث الالكترونى التى باتت منافس قوى للفضائيات، لكن لازالت تحتفظ بحضورها، وتنجح فى استقطاب كبار النجوم لها. وأشار إلى أن الدراما الإذاعية استحوذت خلال بدايات القرن الماضى على اهتمام الجمهور، وجذبت إليها آلاف المتابعين، إذ استقطبت الإذاعة نخبة مثقفة صنعت «ربيع الراديو»، فى وقت لم يكن فيه التلفزيون قد ظهر بعد، وعالجت قضايا اجتماعية شغلت الرأى العام، وكانت السبب فى سطوع سماء عديدة من الممثلين قبل أن ظهور التلفزيون. أما اليوم وفى خضم الإغراءات البصرية وتنوع المنصات الإلكترونية وتعدد القنوات التلفزيونية، تضاؤل جمهور الإذاعة شيئا ما، ولكن يُحسب لها الاصرار على البقاء. ومن جانبه بقول الناقد الفنى محمد عبدالخالق: الموسم الدرامى الاذاعى لسنة 2023 مليء بنجوم صف اول منهم من له مسلسلات تليفزيونية ومنهم متواجدون فقط على أثير الإذاعة. وتابع: الفنان الكبير يحيى الفخرانى رغم غيابه عن الدراما التليفزيونية للعام الثانى على التوالى كان حريصا على العودة للإذاعة بعد غياب وأضاف: ميكروفون الإذاعة -كما يقول كل من وقف أمامه- له سحر خاص، مهما قدم الفنان من أعمال سينمائية أو تليفزيونية يظل وقوفه أمام ميكروفون الإذاعة أمرا مهما لا يكتمل مشواره الفنى بدونه، يحقق به تواجدا ونجاحا وفى الوقت نفسه أسهل وأسرع فى التنفيذ من الدراما التليفزيونية... وأكمل: مهما زادت القنوات والمنصات يظل للإذاعة جمهورها العاشق، الذى يبحث فيها عن نوع من المحتوى اللايت كوميدى الذى لا يجده فى التليفزيون، ولها أوقاتها الخاصة، الذى تتسابق فيه الإذاعات على تقديم أفضل ما لديها فيه، ومن هذه الأوقات الفترة من العصر إلى المغرب أثناء انشغال من بالمنزل فى التحضير للإفطار وأثناء العودة من خارج المنزل من العمل فى سياراتهم، وهنا تأتى أهمية اختيار توقيت الإذاعة ونوع المحتوى المقدم. ويسترسل: شهد هذا العام عدة أعمال توفرت فيها عوامل النجاح منها مسلسل أحمد حلمى وهنا الزاهد (مطلوب عريس) ومسلسل الثنائى الذى نجح تليفزيونيا العام الماضى أكرم حسنى وهنادى مهنا (صلاح التلميذ) ومسلسل (رأس رجاء وصالح) الذى جمع بين إيمى سمير غانم وحسن الرداد. واستنكر الناقد الفنى محمد العدوى، أن تكون هناك منافسة بين الإذاعة والفضائيات، لأنها ستكون ظالمة للطرف الأول. وأشار إلى أن الإذاعة كانت أشبه بخلية النحل، لأنها كانت تنتج بشكل يومى المسلسلات الإذاعية والفقرات الخاصة فى الشبكات البرامجية اليومية للإذاعة. وأضاف الإذاعة باتت تقتصر على جمهور المواصلات، تحديدا فى الفترة التى تسبق ساعة الافطار بساعة أو اثنتين فقط. وأكد العدوى، أنه بالرغم من وجود وسائل التواصل الاجتماعى، وتعدد القنوات التليفزيونية فإن للإذاعة سحراً خاصاً. ويرى أن المنصات الاجتماعية من الممكن أن تمثل أفقاً رحباً للدراما الإذاعية من أجل الترويج للأعمال الفنية، حتى تكون لها مقبولية عند الأجيال الجديدة. وأوضح أن عودة الدراما الإذاعية لمجدها مرهون بجودتها وحبكتها الدرامية، ومدى قدرتها على مناقشة موضوعات تواكب العصر الحالى.
مشاركة :