التصعيد في المسجد الأقصى.. كيف بدأ وإلى أين ينتهى؟

  • 4/6/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد يومين من أحداث مشتعلة شهدتها باحات المسجد الأقصى، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحامه في الساعة السابعة من صباح، اليوم الخميس، معززة بعناصر من الوحدات الخاصة، وانتشرت في ساحاته بدعوى تأمين اقتحامات المستوطنين للأقصى، فيما قامت قوات الاحتلال بإبعاد المرابطين من محيط المصلى القبلي، والاعتداء على المعتكفين والمصلين ما أسفر عن وقوع إصابات.   جاء انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المسجد بعد أن أخرجت المصلين والمعتكفين بالقوة، وأبقت على وجودها عند الأبواب الخارجية، كما أطلقت أعيرة نارية وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المعتكفين ولاحقت الشبان في ساحات الأقصى. واقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، اليوم الخميس، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال. وعقب انتشار قوات الاحتلال في ساحات الحرم، فتحت سلطات الاحتلال باب المغاربة لاقتحامات المستوطنين لساحات الأقصى، والتي تأتي بمناسبة عيد “الفصح اليهودي”، حيث اقتحم المستوطنون الأقصى على شكل مجموعات تضم كل واحدة منها 50 مستوطنا، ونفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقت شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وقام عدد من المستوطنين بتأدية طقوس تلمودية في الجهة الشرقية من ساحات الحرم، وعند مصلى “باب الرحمة”، وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.     لحظة الصدام كان اقتحام المسجد الأقصى، يوم الأحد الماضي، بداية التصعيد المستمر على مدار الأيام الماضية، ففي ذلك اليوم أدى نحو 40 ألف شخص صلاة التراويح لليوم الـ 11 من رمضان، وذلك بعد تصريحات نطق بها وزير الأمن القومي للاحتلال إيتمار بن غفير، ودعا فيها المستوطنين وكل اليهود لاقتحام الأقصى، خلال عيد الفصح اليهودي، لأنه ليس للعرب فقط، وفق زعمه. على إثر ذلك قامت مجموعة متطرفة بمسمى” جبل الهيكل” بنصب مذبح على السور الجنوبي من أسوار القدس، وعمل تدريبات على تقديم “قربان” عيد الفصح اليهودي، والمراسم التي ستقام قرب المسجد الأقصى. كما واصلت “جماعات الهيكل” المزعوم تحشيد أنصارها من المستوطنين المتطرفين، لاقتحام المسجد الأقصى، و”ذبح قرابين الفصح” العبري داخله، وتكثيف الاقتحامات وأداء طقوسهم التلمودية.     ودعت منظمات استيطانية، للحشد، أمس الأربعاء، استعداداً لاقتحام الأقصى، وذبح القرابين المزعومة داخل المسجد، تزامناً مع “عيد الفصح” اليهودي. وفي أعقاب هذا الحشد، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، المصلى القبلي بالمسجد الأقصى المبارك لإخراج المعتكفين منه، تحت تهديد السلاح واعتدت عليهم بالقوة المفرطة. ونتيجة لذلك اعتقلت شرطة الاحتلال قرابة 500 معتكف في المسجد الأقصى المبارك، ونقلتهم بالحافلات إلى مراكز تابعة للشرطة الإسرائيلية، والنسبة الأكبر منهم نقلوا للتحقيق في ما يسمى شرطة ” عطروت “. وجرى الاعتداء على المصلين واستفزازهم، ضمن خطة ممنهجة، تعكس الرضوخ لرغبات المتطرف ايتمار بن غفير، ومحاولة للهروب من الأزمات الداخلية لنتنياهو وحكومته.     مظاهرات فلسطينية شارك المئات من المواطنين الفلسطينيين، مساء أمس الأربعاء، في مدينة أم الفحم وحيفا وعدد من مناطق عام 48، بتظاهرات حاشدة تنديدا باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه. ورفع المشاركون في التظاهرة الإعلام الفلسطينية واللافتات التي تندد بجرائم الاحتلال في القدس والأقصى، كما رددوا الشعارات “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”. وقمعت قوات الاحتلال المسيرة وقامت بالإعتداء على المواطنين والمتظاهرين ، فيما أصيب شاب بجراح من جراء استهدافه بقنبلة غاز مسيل للدموع. وفي مدينة حيفا المحتلة، تظاهر المئات من المواطنين الفلسطينيين، بتظاهرة حاشدة تنديدا بما يحدث في القدس والمسجد الأقصى على يد قوات الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من حراك حيفا وحركة شباب حيفا وجمعية الشباب العرب – بلدنا والتجمع الطلابي، تحت عنوان “فليتحول القهر إلى موجة غضب في وجه الطغاة”. وجرت تظاهرات في عدد من المدن والبلدات الفلسطينية في مناطق عام 48، من بينها (كفر كنا، عرابة، سخنين، باقة الغربية) احتجاجا وتنديدا بحرائم الاحتلال في القدس والاقتحامات للمسجد الأقصى خاصة خلال شهر رمضان.     أوقاف القدس تناشد المجتمع الدولي وقد أدانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين. وقالت دائرة الأوقاف، في بيان صحفي: “تحذر أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك وتدين بأشد العبارات اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد القبلي/ الجامع الأقصى وتدنيس حرمة المسجد والتعدي على المعتكفين فيه بالضرب المبرح وتكسير شبابيك وأبواب المسجد بشكلٍ متعمد واخراج المعتكفين بالقوة من المسجد القبلي واعتقالهم”.     اتصالات فلسطينية وحذرت الرئاسة الفلسطينية الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة، وأكدت أنه يجب على الإدارة الأميركية عدم الوقوف متفرجة على هذه الحرائق التي يشعلها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية. وأكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن ما حدث مساء الأربعاء، في المسجد الأقصى من اعتداء على المصلين، والذي يأتي استكمالا للاعتداءات الوحشية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة تريد جر المنطقة إلى مزيد من التدهور وعدم الاستقرار. وقالت محافظة القدس، إن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة بشعة بحق الأقصى، ويجب وقف هذه الفاشية الآن قبل تحولها إلى حرب لا ترحم أحدا. كما أكد حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن القيادة الفلسطينية تجري اتصالات مكثفة لوقف العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك. وقال الشيخ، في تغريدة على تويتر: “اقتحام المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال والاعتداء على المصلين بهذه الوحشية يتطلب التحرك العاجل فلسطينيا وعربيا ودوليا ووضع الجميع أمام مسؤولياته في حماية المقدسات والمصلين من بطش الاحتلال”.     الفصائل الفلسطينية حذرت الفصائل  الفلسطينية، الاحتلال الإسرائيلي، من مواصلة الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على الفلسطينيين، مؤكدين أن الاحتلال يدفع المنطقة للتدهور وعدم الاستقرار. وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن العبث بالمسجد الأقصى لعب بالنار وصاعق تفجير للأوضاع. وقال عماد محسن الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن إسرائيل أرادت من خلال عملية الاقتحام، أن تقول إن لديها السيادة على الحرم القدسي وكافة أراضي القدس الشرقية باعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل. وأكد الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة، أن “العودة لقمع المعتكفين في الأقصى، إصرار من العدو على الإجرام وإراقة الدماء، ويؤكد دور المرابطين والمرابطات البطولي في حماية الأقصى وإفشال مخططات المستوطنين”.       من جهته، قال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك: “إنه لليوم الثاني على التوالي الشباب الفلسطيني يتحدى المحتل في باحات المسجد الأقصى في رسالة موجهة لحكومة القتل الإسرائيلية أنه مهما كانت الاعتداءات والضرب والاعتقالات لن تُثني شعبنا عن التصدي والصمود والدفاع عن المدينة المقدسة”. وحذرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حكومة الاحتلال من التمادي في جرائمها وتصعيدها ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن المقاومة لا يمكن أن تصمت على هذا العدوان. وقال مركز حقوقي فلسطيني، إن استمرار سياسة الصمت الدولية تشجع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب جرائمه بحق الفلسطينيين وانتهاك للقانون الدولي. وأوضح المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن مؤامرة الصمت التي يمارسها المجتمع الدولي تشجع إسرائيل وتحرضها على اقتراف المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما فيها إجراءات تهويد القدس الشرقية المحتلة.   إدانة دولية أدان مكتب لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك، والذي أسفر عن إصابة وقمع واعتقال المئات من المصلين والمعتكفين. وقال المكتب في بيان صدر عنه، إن هذا العنف فظيع في فترة تزداد فيها الحساسية الدينية، خاصة مع الاحتفال بشهر رمضان وعيد الفصح وعيد القيامة. وفي واشنطن عبر البيت الأبيض عن قلقه بسبب استمرار العنف في المسجد الأقصى وحضّ جميع الأطراف على تفادي تصعيد إضافي. مجلس الأمن أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد، اليوم الخميس، جلسة طارئة مغلقة بطلب من دولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية؛ لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى. وقالت الوزارة في بيان صحفي، مساء أمس الأربعاء، إن هذا الطلب بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين. وأكدت الوزارة أن هذه الاعتداءات والاقتحامات تندرج في إطار قرار إسرائيلي رسمي لتكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك ريثما يتم تقسيمه مكانيا، وضمن عمليات أسرلة وتهويد القدس وفرض السيطرة عليها وتفريغها من المواطنين الفلسطينيين، وتغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها. جامعة الدول العربية ودعت المملكة الأردنية الهاشمية بالتنسيق مع دولة فلسطين، ومصر بصفتها رئيس الدورة العادية 159 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، أمس الأربعاء، إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، على ضوء التطورات التي يشهدها المسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف، جراء اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلية للحرم القدسي الشريف، والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه. وأكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين استمرار التحرك وعلى المستوى العربي ضمن سلسلة الإجراءات والاتصالات والتنسيق الذي تقوم بها المملكة، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتصرفاً ومرفوضاً ومداناً يستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها. وعقب الاجتماع نددت جامعة الدول العربية بشدة اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى بالقدس، وقالت إن “الاعتداءات والجرائم” الإسرائيلية تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم”. كما ندد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بالمداهمة، وقال إن التوجهات المتطرفة التي تتحكم في سياسة الحكومة الإسرائيلية سوف تقود إلى مواجهات واسعة مع الفلسطينيين إذا لم يوضع حد لها.   إدانات عربية وإسلامية أدانت دولة الإمارات بشدة اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين واعتقال عدد منهم. وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان لها التأكيد على موقف دولة الإمارات الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه. مصر بدورها حذرت من أن هذا التصعيد الخطير من شأنه أن يقوض جهود التهدئة التي تنخرط فيها القاهرة مع شركائها الإقليميين والدوليين. أما السعودية فعبرت عن رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية. كما أدان الأزهر الشريف ؛ “إقدام الكيان الإرهابي على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين، والاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه، وإلحاق الضرر بالمسجد، في حادث إرهابي متكرر في ظل صمت عالمي ومجتمع دولي يتباهى بمواثيق دولية لحماية دور العبادة، لا تعدو أن تكون حبرًا على ورق!”. وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى واشتباكها مع المصلين، واصفا مثل هذه التصرفات في حرم المسجد الأقصى بأنها “خط أحمر” لتركيا. وقال أردوغان في كلمة ألقاها خلال حفل إفطار “أندد، باسم بلدي وشعبي، بالأعمال الدنيئة التي صدرت بحق أولى قبلتي المسلمين وأدعو إلى وقف الهجمات في أسرع وقت ممكن”. أول رد فعل من قبل حكومة الاحتلال قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعمل على تهدئة الموقف وذلك بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى في ساعة مبكرة من صباح، اليوم الأربعاء. وأضاف، في بيان: “إسرائيل ملتزمة بضمان حرية العبادة وحرية وصول أتباع جميع الأديان وملتزمة بالوضع الراهن ولن تسمح للمتشددين الذين ينتهجون العنف بتغيير ذلك”. التوتر مستمر واليوم، أفاد مراسلنا بأن صافرات الإنذار دوت في المناطق المفتوحة في غلاف غزة، مضيفا أن القبة الحديدية حاولت اعتراض عدد من الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة تجاه المستوطنات. وكان جيش الاحتلال قال إن صاروخين أطلقا من غزة تجاه مستوطنات الغلاف دون وقوع إصابات وأفاد إعلام إسرائيلي بأن إطلاق الصواريخ تزامن مع وجود رئيس أركان الجيش في منطقة غلاف غزة.

مشاركة :