فوستا(ضوء):كلمات عاطفية.. وذكريات.. جمل مفهومة وأخرى غير مفهومة.. رسومات وشخبطات.. هذا بعض مما تزخر به الجدران في الشوارع وحوائط الحمامات العامة وغيرها. (بحبك موت...ناس سوسو بتحبو... لو عايزة العرس اتصلي على هذا الرقم...أذكرونى فإن الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان ، الاسعار في السماء نعمل شنو ..؟، لا تسرف في الماء يا.....)...هذه العبارات أو (الشخبطة) وغيرها نماذج من بعض العبارات التي توجد في جدران كثير من (الحمامات) ولا سيما (حمامات الجامعات) والاسواق والاماكن العامة...(السوداني) استطلعت مجموعة من المواطنين وتساءلت عن سبب تلك العبارات وما هو المقصود من تلك (الشخبطة)؟ فماذا قالوا...؟ هل هي مجرد عبث وتضييع للوقت وعمل عارض، ام انها بوح بمكنونات الوجدان وبما عجز المرء عن الافصاح عنه اما حرجا او خوفا من مواجهة الآخرين على ارض الواقع. الدلائل تشير الى الكثير من الناس، سواء الكبار او الصغار، يلجأون في اوقات الى الكتابة على الجدران والحوائط او حتى الاشجار في الحدائق.. بيد ان الظاهرة تتزايد لدى الشباب من الجنسين، ترى لماذا ذلك؟ هذه الشخبطات في الاعم الاغلب تحمل مضامين ودلالات اجتماعية وإسقاطات سياسية وعاطفية. البعض اطلق على هذه الكتابات، لا سيما الشخبطات على جدران دورات المياه، هتاف الصامتين غير القادرين على التعبير عن مشاعرهم ومكنوناتهم والذين يعانون كبتا لا شك في أنهم ينقلون افكارهم واهتماماتهم على الابواب والجدران. يهتف المكبوتون في المحيط المجتمعي وينقلون كل أفكارهم واهتماماتهم وضغوطاتهم بتعابير مختلفة ممزوجة بمشاعرهم واحاسيسهم، الا ان طلبة الجامعة والشباب ينقلونها على أبواب وجدران الحمامات. عبارات غزل وكلمات عاطفية وشكوى من الهجر والحرمان وهموم وأشجان في حمامات الشباب والفتيات.. فترى.. ماذا وراءها؟ هذا السؤال وغيره نحاول الاجابة عنه في التحقيق التالي. ان الكتابة داخل دورات المياه منتشرة بكثرة في الجامعة، وا تدل على التمرد، كما تدلل على عدم قدرة الشخص على الافصاح عما في داخله علنا، كما انها عبث. وأرجع مثل هذه الكتابات الى التربية الأسرية الخاطئة، واهمال الأهل في تعليم الابناء التصرفات الحميدة، اضافة الى الفراغ الكبير. فان بعض الشباب لا يدري ماذا يفعل سوى كتابة عما في نفسه على أبواب الحمامات والممرات، وغالبا تكون كلمات مقززة للمشاعر. عصيان ان هذه الكتابات مخالفة لعاداتنا وتقاليدنا و لا سيما الطلاب والطالبات الى الابتعاد عن مثل هذه الظاهرة الغريبة والسلبية لانها تعارض الاخلاقيات والمبادئ العربية. و من اهم الاسباب الدافعة للشخبطات في الحمامات سوء التربية ووقت الفراغ والكبت النفسي. مذكرات يومية: ويقول التاجر أحمد عبد الرحمن: (أضحت جدران الحمامات أشبه بالمذكرات اليومية التي يدون فيها الشباب سلسة الأحداث التي يمرون بها ولا يستطيعون البوح بها بسبب الخوف أو الخجل. واضاف:البعض يستخدم الكتابة للتجريح والسب وهذه مشكلة ناتجة عن عدم التربية الصحيحة واكثر الفئات العمرية (شخبطة ) على جدران الحمامات هم الشباب)..!! فضفضة شباب: ويقول الطالب الجامعي مصطفى عز الدين: من يرد معرفة أهم القضايا التي تشغل أي مجتمع فعليه أن يخطف نفسه ويذهب إلى حمامات الجامعات، ففيها سيجدُ كل ما خفي واحتجب من (أتفه) القضايا وحتى أكبرها وأخطرها، وهذه الـ(الشخبطة) ليس عدم موضوع ولكنها فضفضة يبوح بها الشباب بما في دواخلهم من اشياء صعب أن يتحدثوا عنها في الملأ، ويختارون جدران الحمامات متنفساً لهم. (سياسة) من داخل الحمام: الجدران دفاتر المجانين...بهذه العبارة ابتدر الموظف حسين يوسف حديثه معنا واضاف قائلا: (الذين يكتبون على (الحيطان) عموماً يعانون من نقص في فيتامين الشجاعة، على حد تعبيره لان الانسان العاقل لا يتصرف بتلك الطريقة. واضاف حسين توجد كثير من العبارات خادشة للحياء والبعض منهم يجعل الحمامات منبرا يعبر فيه عن آرائه السياسية ويشتم ويسب من يخالفه في الرأي). فيس بوك: اما محمد عثمان فيقول : (الكتابة على الجدران ظاهرة نفسية انفعالية وبعضهم يجعلها للفت نظر الآخرين للقضايا المسكوت عنها وانا استمتع جدا بقراءة ما يكتب في الجدران لان بعض الكتابة تكون لتخليد الذكرى للمكان المزار، ولكن كثيرا من الناس يجعلون من الجدران مساحة لتشويه سمعة الآخرين وسبهم وشتمهم ، واضاف محمد ضاحكا : (في احدى الحمامات لقيت واحد كاتب عايز اتزوج هيفاء وهبي بدوني ليها ..؟)... وتحت هذا السؤال توجد مجموعة من التعليقات وهذا اشبه بــ(حائط الفيس بوك) وفكرة (الفيس بوك) دي جات من الكتابة على الجدران، وهذا في نظري و(اي زول حر في نظرو)..!!! مرض نفسي: يعلق عدد من علماء علم النفس بأن موضوع الكتابة على الجدران ربما هو بداية لملامح مرض نفسي مبكر، منذ مرحلة الطفولة حيث يعمد الطفل للشخبطة على الجدران، وهو الامر الذى يستوجب توضيح خطأه للطفل لكيلا يتمادى، بالرغم من كثير احاديث تدور حول صحة ذلك وانه نبوغ مبكر، أما الذين يكتبون على جدران الحمامات والمرافق العامة وغيرها فهؤلاء مجموعة من عديمي الشخصية الذين يعبرون عن آرائهم في الظلام، وكذلك الذين يكتبون على ظهور مقاعد المواصلات العامة وكلها اسباب نفسية يستوجب علاجها. *صحيفة نخبة السودان + فوستا 0 | 0 | 6
مشاركة :