الملياردير الأمريكي إيلون ماسك (أرشيف) الخميس 30 مارس 2023 / 16:01 هل دعوة إيلون ماسك وخبراء الذكاء الاصطناعي لوقف مؤقت لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أقوى من روبوت الدردشة "شات جي بي تي 4" نابعاً حقاً من الخوف والقلق الشديدين حيال المخاطر التي تُشكلها قوة هذه الروبوتات الذكية تجاه البشرية، أم أن لهذه الدعوة أسباباً خفية تكمن ورائها، ودفعت الملياردير الأمريكي، لإعلان الحرب على مايكروسوفت والشركة المدعومة منها "أوبن إيه آي" ليلحق بالركب الذي تأخر عنه في مجال الذكاء الاصطناعي في مشاريعه المتعلقة بالسيارات ذاتية القيادة بالكامل. طالب إيلون ماسك ومعه المؤسس المشارك في شركة آبل ستيف وزنياك، ومعهما 1188 خبير في مجال الذكاء الاصطناعي بمعهد "فيوتشر أوف لايف" غير الربحي، والذي يديره ماسك ومجموعة بليدج ومؤسسة سيليكون فالي كيوميونتي، بوقف مؤقت مدته 6 شهور على الأقل لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أقوى وأفضل من "شات جي بي تي 4" في رسالة مفتوحة نشرها المعهد، بزعم أن تلك الأنظمة الذكية والمتطورة جداً قادرة على منافسة البشر في المهام العامة، لذا يجب وضع ضوابط للتأكد من الآثار الإيجابية لتلك العقول الروبوتية التي تفوق عدد البشر عدداً وذكاءً والسيطرة على مخاطرها المحتملة، بحسب ما ورد في رسالة المعهد.وبمجرد تفعيل هذا التوقف المؤقت، ينبغي على الشركات والباحثين الأكاديميين تطوير مجموعة من بروتوكولات السلامة والأمان المشتركة للذكاء الاصطناعي، لضمان أن تلك الأنظمة الذكية تعمل وفق القواعد الأمنية بما يدع مجالاً للشك، وتدقيقه بشكل مستقل والإشراف عليه من قبل خبراء خارجيين، لم يُذكر أسمائهم، بحسب ما ورد في موقع "makeuseof". والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة ما هي مخاوف ماسك من تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وبرامج "أوبن آيه آي" على وجه الخصوص، لاسيما وأن ماسك كان من مؤسسي من "أوبن إيه آي" وشركته تسلا للسيارات تستخدم الذكاء الاصطناعي في أنظمة القيادة الذاتية.في الوقت الراهن، يبدو أن ماسك يستخدم فقط رسالة "فيوتشر أوف لايف" لإيقاف التطوير في شركة "أوبن إيه آي" وأي شركة أخرى تلحق بـ "GPT-4" لمنح شركاته فرصة اللحاق بالركب بدلاً من القلق الذي يتظاهر به بشأن المخاطر المحتملة التي تشكلها أنظمة الذكاء الاصطناعي، لاسيما وأنه طالب التوقف مؤقتاً مع تحديد المهلة المطلوبة، لتكون المدة كافية لشركاته لمواصلة التطوير في تلك الأثناء واللحاق بالركب أو حتى التفوق عليه.وبالعودة إلى الوراء، أسس ماسك في عام 2015 شركة "أوبن إيه آي" في ولاية سان فرانسيسكو، بالتعاون مع الملياردير سام ألتمان، الرئيس التنفيذي الحالي للشركة، الذي واجه معه ماسك في وقت لاحق من عام 2018 مشاكل حول تولي المسؤولية وصراع السلطة، حتى غادر ماسك مجلس إدارة الشركة، في الوقت الذي أبدى اهتمامه بنصيبه بروبوت المحادثة التي طورته الشركة، واصفاً إياه بأنه "جيد بشكل مخيف"، لتصبح بعدها شركة "أوبن إيه آي" شركة خاصة في عام 2019، وتولى ألتمان جلب تمويلات من مستثمرين بما في ذلك مايكروسوفت، التي أصبحت شريكاً استراتيجياً، من أجل توسيع جهود الشركة ومواصلة أبحاثها في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك معالجة اللغة الطبيعية والروبوتات والقدرة على معالجة الصور والتعرف على محتواها وإنتاجها. أحدث الابتكارات التقنية القائمة على الذكاء الاصطناعي رفعت سقف توقعات البشر لحدود هذه الآليات الروبوتية وقدراتها التي أصبحت تؤدي مهاماً عديدة تحاكي ذكاء البشر، رغم أن تطويرها قائم على الإنسان، فهل حقاً حان الوقت للضغط على الفرامل لفترة من الوقت؟.بحسب الموقع فإن ضرورة التوقف تعتمد بشكل أساسي على حالة النماذج القائمة على الذكاء الاصطناعي التي ستقدم في المستقبل، فبالفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي تشكل تهديداً نوعاً ما لوظائف البشر، ولكن التوقف المؤقت قد يضر أكثر مما ينفع، إلا أن فكرة الرسالة بشكل عام حول وضع بروتوكولات سلامة مشتركة يتم دراستها بدقة والإشراف عليها من قبل خبراء خارجيين مستقلين "تبدو فكرة جيدة". طالب خطاب ماسك ومن معه الحكوماتبإنشاء "مؤسسات جيدة الموارد" للتعامل مع الاضطراب الاقتصادي والسياسي الذي يسببه الذكاء الاصطناعي، تشمل على الأقل "سلطات تنظيمية جديدة وقادرة مخصصة للذكاء الاصطناعي".ومع ذلك، مع ضخ عمالقة التكنولوجيا مثل غوغل ومايكروسوفت وغيرهما مليارات الدولارات في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل التكامل والاندماج الكامل مع منتجاتهم، من غير المرجح أن تؤثر تلك الرسالة على الوتيرة الحالية لتطوير الذكاء الاصطناعي، فالأخير موجود ليبقى، بغض النظر عن المعارضة.
مشاركة :