جرعة توتر إضافية تقرب أذربيجان وإيران من القطيعة

  • 4/6/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

باكو - طردت أذربيجان الخميس أربعة موظفين في السفارة الإيرانية في سياق من التوتر المتزايد بين البلدين مع اتهام باكو لطهران بتدبير محاولة انقلاب. وتأتي عمليات الطرد هذه التي تعكس شكلا من أشكال الاحتجاج الدبلوماسي الشديد، بعد أشهر من التصعيد بين أذربيجان وإيران، القوتان المتنافستان اللتان تملكان الغاز وتتبادلان الاتهامات بالتدخل وتشتركان في كونهما شيعيتان. وأعلنت باكو في يناير/كانون الثاني وقفا "مؤقتا" لأنشطة سفارتها في إيران بعد استهدافها بهجوم بأسلحة رشاشة أدى إلى سقوط قتيل هو كبير مسؤولي الأمن بالبعثة وجريحين من الموظفين. واستدعي السفير الإيراني في باكو إلى وزارة الخارجية الأذربية الخميس حيث أبلغ بأن أربعة موظفين في السفارة الإيرانية في باكو "اعتبروا أشخاصا غير مرغوب فيهم". وأعلنت الخارجية الأذربيجانية في بيان أن الأشخاص الأربعة طردوا "بسبب أنشطتهم التي لا تتوافق مع وضعهم الدبلوماسي"وأمامهم 48 ساعة لمغادرة البلاد. وأضاف المصدر نفسه أنه خلال الاستدعاء عبرت باكو "للسفير الإيراني عن استيائها الشديد من استفزازات بلاده الأخيرة حيال أذربيجان". لم تعرض باكو على الفور مآخذها على موظفي السفارة، لكن قبل ساعات أعلنت السلطات الاذرية اعتقال ستة أشخاص متهمين بالتخطيط لانقلاب بأمر من أجهزة الاستخبارات الإيرانية. "زعزعة استقرار" وأعلنت وزارة الداخلية الاذرية ومكتب المدعي العام في بيان أن المشتبه بهم الستة وهم اذريون، "جندتهم الاستخبارات الإيرانية لزعزعة استقرار الوضع في البلاد" بحسب سلطات أذربيجان. وأكد المصدر نفسه أن مهمتهم كانت "تشكيل مجموعة مقاومة مكلفة بإقامة دولة تحكمها الشريعة في أذربيجان عبر أعمال مسلحة لزعزعة الاستقرار والإطاحة بشكل عنيف بالنظام الدستوري". وأضاف أن الرجال الستة كانوا "يقومون بالدعاية لتطرف ديني موال لإيران وينفذون أوامر من الخارج تهدف إلى تقويض تقليد التسامح في أذربيجان". وإذا كان من المتعذر التحقق من صحة هذه الاتهامات بشكل مستقل فإنها تزيد من التوتر المتصاعد بين إيران وأذربيجان في الأشهر الماضية. وبعد إطلاق النار على السفارة الأذرية في طهران في يناير/كانون الثاني والذي نسبته السلطات إلى إيراني متزوج من أذرية تحرك بدوافع "شخصية"، ندد الرئيس الأذري إلهام علييف بحصول "هجوم إرهابي". وكانت الخارجية الاذرية استبعدت آنذاك "أي قطع للعلاقات الدبلوماسية" رغم التوقف "المؤقت" لعمليات سفارتها في طهران. والعلاقات بين باكو وطهران حساسة تقليديا، لأن أذربيجان الناطقة بالتركية حليفة مقربة لتركيا، الخصم التاريخي لإيران. من جانب آخر تشتري باكو أسلحة من إسرائيل، الخصم الرئيسي للسلطات الإيرانية. وتتهم أذربيجان من جهة أخرى إيران بدعم أرمينيا في النزاع على الأراضي الجاري بين باكو ويريفان منذ ثلاثة عقود. من جهتها لطالما اتهمت إيران حيث يقيم ملايين الأذريين، وهم مجموعة عرقية تعيش بشكل أساسي في أذربيجان وإيران وروسيا، جارتها بتأجيج مشاعر انفصالية على أراضيها. كما تأتي هذه الأزمة الدبلوماسية بين طهران وباكو في وقت تسعى فيه إيران لتطبيع علاقاتها مع السعودية، منافسها الرئيسي في الشرق الأوسط.

مشاركة :