أعلنت الحكومة السويسرية إلغاء أو تخفيض مكافآت كبار المسؤولين في بنك كريدي سويس جروب المتعثر عن العام الماضي، بعد بيع البنك إلى بنك يو.بي.إس جروب المنافس بدعم من الحكومة. ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن بيان للحكومة القول: إنه بعد تعليق صرف المكافآت 21 آذار (مارس) الماضي، قررت الحكومة إلغاء كل المكافآت المتغيرة للأعضاء التنفيذيين في مجلس الإدارة عن العام المالي، وخفض مكافآت كبار المديرين من المستويين الإداريين التاليين للأعضاء التنفيذيين في مجلس الإدارة بنسبة 50 و25 في المائة لمديري كل مستوى منهما على الترتيب. كما يتم تطبيق الإجراءات نفسها على المكافآت التي بدأ احتسابها للعام الحالي. وبشكل عام ستؤثر هذه الإجراءات في نحو ألف موظف في البنك، في حين تراوح قيمة المكافآت الملغاة أو المخفضة بين 50 و60 مليون فرنك (66.3 مليون دولار). وذكرت "بلومبيرج" أن هذه الخطوة ستضيف مزيدا من المعاناة لكبار المصرفيين الذين تراجعت بالفعل مكافآتهم بسبب تراجع أسعار الأسهم على خلفية الأزمة التي ضربت "كريدي سويس" ودفعته إلى حافة الإفلاس قبل أن يتدخل "يو.بي.إس" لشرائه. وفي 20 مارس الماضي وافق بنك يو.بي.إس السويسري على شراء كريدي سويس مقابل ثلاثة مليارات فرنك (3.24 مليار دولار). جاءت هذه الخطوة بعد مطالبة وزارة المالية الاتحادية السويسرية والبنك المركزي وهيئة الرقابة على سوق المال السويسرية للبنكين بسرعة إتمام الصفقة لاستعادة الثقة الضرورية في استقرار الاقتصاد والنظام المصرفي السويسريين، بحسب بيان صادر عن كريدي سويس مساء الأحد. وفي تصريحات سابقة قال مارتن شليجل، نائب محافظ البنك المركزي السويسري، إن بنك كريدي سويس جروب السويسري كان سيشهر إفلاسه في اليوم التالي إذا لم يتم بيعه لمنافسه يو.بي.إس الشهر الماضي، ما كان سيثير أزمة مالية عالمية. وأضاف أنه لو لم تتم الصفقة التي دعمتها الحكومة، لوقعت أزمة مالية في سويسرا والعالم، حيث كان كريدي سويس سيفلس. وقال إن صفقة الاندماج التي تم إقرارها "كانت أفضل الخيارات السيئة" للتعامل مع أزمة بنك كريدي سويس، لكن المخاوف بشأن الاستقرار المالي لن تمنع البنك المركزي من زيادة أسعار الفائدة. وقدم أكسل ليمان رئيس مجلس إدارة بنك كريدي سويس، اعتذاره للمساهمين في آخر اجتماع لهم، عن عدم قدرته على انتشال البنك من السقوط رغم خطط الإنقاذ التي وضعها عند تسلمه مهامه العام الماضي، وأكد أن ما يحدث في الأسواق من اضطرابات وتضخم، إضافة إلى أزمة البنوك الأمريكية تسبب في هذه النتيجة المؤلمة. وقال ليمان إن بنك "كريدي سويس" في شكله الحالي مع الأسف لن يكون موجودا في المستقبل. ودق ليمان، بهذه الكلمات المسمار الأخير في نعش بنك "كريدي سويس"، الذي امتدت مسيرته لـ167 عاما، وذلك بعد استحواذ بنك UBS عليه في صفقة تاريخية بقيمة 3.25 مليار دولار.
مشاركة :