ظواهر الخسوف في القرون الوسطى ترسم تاريخ البراكين

  • 4/6/2023
  • 22:26
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن علماء العصور الوسطى يتخيلون عند وصفهم خسوف القمر، بأنهم يدونون للأجيال المقبلة تأثير حالات ثوران بركاني عملاقة حدثت قبل بضعة أشهر، وقد تكون من أسباب تبريد مناخي حصل في ذلك الوقت، وفق دراسة حديثة. وتحدث ظاهرة الخسوف عندما يقع القمر على خط واحد مع الشمس والأرض، وحينها تحجب الأرض نور الشمس عنه. ويصبح لون الجرم الفلكي ضاربا إلى الحمرة بعد أن يفقد بريقه الأبيض. في 1884، لاحظ عالم الفلك الفرنسي كامي فلاماريون أن هذا اللون الأحمر قد أصبح أغمق. وقد تحدث حينها عن صلة محتملة مع الثوران الكارثي لبركان كراكاتوا في إندونيسيا في العام السابق، الذي أدى إلى نفث كمية هائلة من الغبار في السماء. وقد جرى إثبات هذا الرابط في العقود الأخيرة، بعد حالات ثوران بركاني كبيرة، بينها بركان جبل بيناتوبو في الفلبين في 1991، كما يوضح للوكالة "الفرنسية"، الباحث في جامعة جنيف سيباستيان جييه، المعد الرئيس للدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "نيتشر". وكان هذا الخبير في علوم المناخ في العصور القديمة، الشغوف بحقبة القرون الوسطى، يعلم أن الرهبان سجلوا ظواهر سماوية، بما في ذلك خسوف القمر. ويشير إلى أن هؤلاء كانوا "مهتمين بشكل خاص بلونه، إذ كانوا ينطلقون من نص سفر رؤية يوحنا "عن نهاية العالم" الذي يتحدث عن قمر بلون الدم الأحمر". وقد ثبت أن القرنين الـ12 والـ13 شهدا نشاطا بركانيا مكثفا، مع حوادث ثوران قوية ومتقاربة زمنيا، بينها ما حصل على صعيد بركان سامالاس في إندونيسيا في 1257. وتركت هذه الحوادث آثارا في اللب الجليدي الذي يحتوي على جزيئات بركانية سقطت على الأرض. لكن بعيدا مما حصل في سامالاس، ظل التسلسل الزمني لهذه الظواهر تقريبيا. غير أن قراءة شاملة لنصوص كتبها رهبان من القرنين الـ12 والـ13، خصوصا في أوروبا وفي الشرق الأوسط وآسيا، أتاحت تحديدا زمنيا لهذه الظواهر بدقة أكبر. من بين إجمالي 51 خسوفا للقمر تم الإبلاغ عنها بين 1100 و1300، لاحظ المؤرخون خمس ظواهر على الأقل ظهر فيها الجرم الفلكي داكنا بشكل غير طبيعي. وقد وصف كاتب ياباني في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) 1229 المشهد قائلا، "كان هناك حقا ما يدعو إلى الخوف". وقارن العلماء الأيام الدقيقة لهذه الأحداث بمعلومات من لب الجليد، وقارنوا هذه النتائج بالبيانات المعاصرة. واستنتجوا تاريخ حالات الثوران البركاني التي حدثت قبل بضعة أشهر، التي لم يكن الرهبان على علم بها لأنهم كانوا بعيدين للغاية.

مشاركة :