يتكفل المتطوعون في أنحاء العالم العربي بإطعام الفقراء ومساعدة المحتاجين في شهر الصيام، حيث لم يمنع التضخم الذي تشهده كل دول العالم من إقامة موائد الإفطار في العاصمة العراقية بغداد وفي سوريا ولبنان والجزائر ومساعدة العائلات التي ليس لديها دخل ثابت لتوفير صناديق المؤونة والغذاء في أبهى صور للتكافل والتآزر خلال الشهر الكريم. بغداد - رغم التضخم المتفشي في العالم، توزع مجموعات من المتطوعين في أنحاء العالم العربي وجبات إفطار لمساعدة الفقراء في شهر رمضان. ففي أحد الأحياء على مشارف العاصمة العراقية بغداد يوزع متطوعون صناديق تحتوي على مواد غذائية أساسية مثل الأرز والزيت والسكر على الأسر التي ليس لديها دخل ثابت في أغلب الأوقات. وقال أحد أعضاء فريق “حفظ الأمانة” واسمه عباس الجمالي “بدأنا من 2017 لخدمة هذه العائلات المحرومة، نحن مستمرون في كل الأيام لكن شهر رمضان يعتبر موسم فريق حفظ الأمانة… تعرفون أن شهر رمضان يعتبر شهرا فضيلا خصص لخدمة الناس.. هذا الشهر هذه السنة يعتبر شهرا يختلف عن بقية السنوات الأخرى بسبب ارتفاع سعر الدولار وحتى المواد الغذائية التي نتسوقها باهظة الثمن، لكن صاحب الشركة يعرف طبيعة عملنا فيخفض لنا”. المتطوعون يوزعون صناديق تحتوي على مواد غذائية أساسية على الأسر التي ليس لديها دخل ثابت في أغلب الأوقات وارتفعت أسعار السلع الأساسية مع تفشي الاضطرابات والأزمات السياسية والاقتصادية في العراق مما أثار احتجاجات على مستوى البلاد في عام 2019 للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية. وذكر عضو آخر في الفريق اسمه حسين الياسري “توجد عائلات ظروفها الاقتصادية صعبة جدا، نحن لا نتخيل أن هذا الزيت يمكن لأيّ مواطن أن يقتنيه بسهولة. هذه العائلات من الصعب جدا أن تقتني هذا الأرز الباكستاني والأوزبكي وغيرهما، فمن الصعب أن يحصلوا عليه أو يمتلكونه فهناك أسر لا تمتلك حتى بطاقة تموينية من وزارة التجارة العراقية حتى يمكن أن تحصل على هذه المواد.. الكثير من الأسر مرت بظروف صعبة، تهجير، نقل من منطقة إلى أخرى، لذلك هي لا تمتلك هذه البطاقات”. وقالت المواطنة سيمه عبدالله “نتمنى أن يصلنا أيّ أحد من فريق حفظ الأمانة نحن تعبون جدا ولا نملك المال، قبل فترة ابنتي قالت أمي أنا مشتهية تمر، وخلف الله علينا وعليكم وعلى الناس الخيرة الطيبة”. وبالمثل في لبنان الذي يشهد أزمة اقتصادية لم يسبق لها مثيل، تكثف العديد من الجمعيات الخيرية جهودها مثل “عطاء الخير” التي يُعد المتطوعون بها وجبات ويوزعونها مع مساعدات على نحو 1200 أسرة يوميا في رمضان. وذكرت المتطوعة حنان نصر “الوجبات كثيرة عندنا هذه السنة مع أن الوضع الاقتصادي مثل ما تعرفون مزر جدا لكن الحمد لله هناك أناس خيرون يساعدوننا.. وضع الناس هذه السنة كان أسوأ وقد وردت علينا اتصالات كثيرة من عائلات تريد الاستفادة من هذه العينة .” وقال الطاهي المتطوع رابح كاروت ” السرور والبهجة يدخلان إلى قلوبنا نحن قبل قلوبهم هم لأننا نحن نقوم بعمل إنساني، نحن ندخل الفرحة على قلوبهم، نحن نطعهم، نكفكف دمعة من عيني أم وأب لا يقدرن على تأمين الأكل والشرب لأولادهم في شهر رمضان”. بين العبادة والترويح عن النفس يستمتع المقيمون بأجواء شهر الصيام بين العبادة والترويح عن النفس يستمتع المقيمون بأجواء شهر الصيام وفي نفس الوقت بقرية تيزي وزو الجزائرية جمع الأهالي المال واشتروا ستة عجول كي يستمتع أهل القرية الفقراء بتناول اللحم. وقالت قروية اسمها سمية “جئت اليوم لأخذ اللحم ولكي نحيي عادات أجدادنا، وأحضرت أولادي معي لكي يتعرفوا على ‘الوزيعة’ وأخبرتهم بأن الفقير يأخذ اللحم دون أن يشارك في التصدق بالمال، هذه عادة حميدة، نتمنى أن تبقى كل سنة وأن تعمم في القرى المجاورة خاصة وأننا في أيام مباركة في شهر رمضان”. مائدة رمضانية في تونس تستضيف أفارقة من جنوب الصحراء وعلى جانب المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية، يقع مطبخ “تكية سيدنا إبراهيم” للحساء. وذكر المشرف العام في المطبخ حازم مجاهد “الآن المتبرعون هنا يأتون إلى هذا المكان. في اليوم الواحد تكلفة الطبخة الواحدة 70 ألف شيقل يعني هذا دليل على الكرم اللامتناهي عند من يأتي إلى هنا. هذه التكية تعمل وبجد. هذا الشعور وهذا ما تراه من الناس الذين يأتون إلى هنا. باليوم الواحد حوالي أربعة آلاف شخص يستفيدون يوميا طيلة شهر رمضان، التكلفة في خلال شهر رمضان تتجاوز المليون ونصف مليون شيقل”. وأصبح هذا المطبخ أحد سبل توفير الطعام إذ يصطف الآلاف كل يوم ومن بينهم رجال ونساء وأطفال صغار في انتظار دورهم للحصول على الطعام. وفي العاصمة السورية دمشق، قال عصام حبال رئيس جمعية ساعد الخيرية “واجهنا ظروفا صعبة، قصة الزلزال كان لها وقع مؤلم علينا واستنزفنا كمتبرعين، ولكن الحمد لله الأمور الآن بخير ومازال الخير موجودا بالبلد والمتبرعون يمدوننا بالمواد اللازمة، حاليا بمطابخنا وصلنا إلى عشرين ألف وجبة”. وما بين العبادة والترويح عن النفس، يستمتع المقيمون في الإمارات والسعودية والبحرين وقطر بأجواء شهر رمضان. الحركة حثيثة من أجل إعداد الأطباق وتوزيعها الحركة حثيثة من أجل إعداد الأطباق وتوزيعها ففي دول الخليج، يجتهد متطوعون في تنظيم حفلات إفطار للعاملين وذوي الحاجة. وقال فايز أحمد، وهو أحد المتطوعين في دبي “نحن لا نوفر الطعام فقط، إنما نجلس معهم في الحقيقة ونأكل معهم، هكذا نفعلها، نقف معهم كتفا إلى كتف”. وفي أحد أحياء الرياض، يوزع متطوعون ما يصل إلى 2500 وجبة يوميا. وذكر المتطوع السعودي سعيد عبدالله أن “الشباب المتطوعين حريصون في هذا الشهر الكريم ،جاؤوا من كل مكان، هناك شباب من أهل الحي وهناك من خارجه، الكل حريصون على أن يحصلوا على الأجر، ولا ننسى المتبرع الحريص كل الحرص على التنظيم والترتيب واكتمال الوجبة، والعدد، يوميا نغطي ما بين 2000 و2500 وجبة”. وقال حمزة أبوبكر المتطوع المصري في الرياض “أنا وأصحابي جئنا في حملة إفطار صائم، نقدم وجبات للناس الصائمين، شعور مبهج أن نرى البسمة على وجوههم”. وفي سوق واقف الشعبي بالدوحة، يجتمع قطريون وأجانب للاستمتاع بأجواء شهر الصيام المزدحمة والمبهجة. وقال القطري مال الله الرئيسي “أنا يوميا بعد صلاة المغرب أكون موجودا في سوق واقف، ومن بعد صلاة التراويح أعود إلى العمل، هذه الأجواء تساعد في تغيير المزاج، فالأطفال كلهم مستمتعون”. وقال القطري علي غانم الهاجري “كنا نستطيع أن نخرج إلى مكان ونفطر في مكانٍ آخر، أي سوق واقف وأسواق قطر، لم نكن نستطيع أن نفطر، ولكن هذه السنة لا يوجد كورونا ونستطيع أن نفطر في كل مكان”.
مشاركة :