كشفت تقارير مخابراتية بريطانية أن قوات روسية أحرزت تقدما ملموسا للسيطرة على باخموت الأوكرانية، فيما قالت كييف إن المحاولات الروسية "لتطويق المدينة تفشل" وإنها "تسيطر بشكل كامل على الوضع". أصبحت المعركة المستمرة منذ شهور للسيطرة على باخموت واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب أحرزت قوات روسية تقدما في السيطرة على أراض في مدينة " باخموت " المحاصرة، شرق أوكرانيا، طبقا لجهاز المخابرات البريطاني. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الجمعة (السابع من أبريل/ نيسان 2023) في تحديث منتظم لها بشأن الحرب أن القوات الروسية، ربما شقت طريقها، بوسط المدينة، وسيطرت على الضفة الغربية من نهر "باخموتكا". وأضاف التقرير أن هذا يعني أن طريق إمداد أوكرانيا رئيسيا، إلى غرب البلدة "ربما تعرض لتهديدات بشكل خطير". وتابع التقرير أنه بعد عدم إحراز القوات الروسية بالكاد أي تقدم في باخموت، منذ نهاية آذار/ مارس الماضي، زادت موسكو بشكل كبير، وجودها في المنطقة ونشرت أيضا المزيد من المدفعية. وذكر جهاز الاستخبارات البريطاني أن هناك أيضا "احتمالا واقعيا" بأن تهدأ التوترات بين موسكو و مجموعة فاغنر الأمنية الروسية "محليا"، حيث حسن الجانبان من التعاون. وتدافع قوات أوكرانية عن "باخموت"، في منطقة "دونيتسك" شرق البلاد، منذ أشهر، لكن معظم المدينة وأجزاء من وسطها، تخضع بالفعل لسيطرة روسيا. غير أن وحدات أوكرانية تتمركز في الجزء الغربي من المدينة، التي كانت تضم في السابق 70 ألف شخص. وضع صعب بدوره قال أندريه يرماك، أحد كبار مستشاري زيلينسكي "(المعارك) دائرة في الشوارع، ومحاولات العدو لتطويق المدينة تفشل. قيادتنا تسيطر بشكل كامل على الوضع". أما قائد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوغن فقال إن القتال محتدم في الجانب الغربي من المدينة. وأضاف عبر قناته على تيليغرام: "يجب أن نقول بوضوح إن العدو لا يحقق أي نجاح". ويشكو بريغوغن مرارا من نقص الأسلحة المتاحة لمقاتليه في باخموت. لكن ليفكو ستيك من حرس الحدود الأوكراني قال في مقطع فيديو على وقع انفجارات إن القوات الأوكرانية لا ترصد أي "نقص أسلحة" على الجانب الروسي. ويقلل محللون غربيون من الأهمية الاستراتيجية لباخموت، لكن أوكرانيا تجعل دفاعها المستميت عنها وسيلة لإرهاق القوات الروسية قبل شن هجوم مضاد بدعم من أسلحة حديثة مقدمة من الغرب. وأصبحت المعركة المستمرة منذ شهور للسيطرة على باخموت، وهي واحدة من آخر المراكز الحضرية في منطقة دونيتسك الشرقية التي لم تسقط بعد في قبضة موسكو، واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب. فرصة معدومة إلى ذلك، قال مسؤول روسي كبير إن الفرصة معدومة لإجراء محادثات سلام هذا العام، فيما حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس الصيني شي جين بينغ على إقناع روسيا بالتفاوض لإنهاء أخطر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وعقب محادثات في بكين أمس الخميس مع ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين ، قال شي إنه يأمل في أن تتمكن روسيا وأوكرانيا من إجراء مفاوضات في أقرب وقت ممكن وحذر كافة الدول من استخدام الأسلحة النووية. جنود أوكرانيون في باخموت - صورة أرشيفية بتاريخ 2 أبريل 2023 ولم يعرب عن استعداده للتحدث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، على الرغم من أن فون دير لاين قالت إن شي أخبرها بأنه يمكن إجراء حوار عندما "تكون الظروف والوقت مناسبين". وأعلنت الصين وروسيا شراكة "بلا حدود" ويسعى شي إلى تقديم الصين كوسيط في الصراع الأوكراني. وسبق أن اقترحت الصين خطة سلام من 12 نقطة لكن الغرب رفضها بشكل عام في ظل إحجام الصين عن إدانة روسيا لغزو جارتها. ووجه ماكرون حديثه لشي، بينما كانا يقفان بجوار بعضهما خارج قاعة الشعب الكبرى قبل اجتماعهما، قائلا إن "العدوان الروسي في أوكرانيا وجه ضربة للاستقرار". وتابع ماكرون "أعلم أنني أستطيع التعويل عليك لإعادة روسيا إلى العقل والجميع إلى طاولة المفاوضات". وليس هناك حاليا محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب ، ونقلت صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية أمس الخميس عن دميتري سوسلوف مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن الفرص "معدومة" لإجراء محادثات سلام في 2023. ويقول بوتين إن "العملية العسكرية الخاصة" التي أطلقتها بلاده في أوكرانيا كانت ضرورية للقضاء على النازيين الأوكرانيين والدفاع عن روسيا في وجه الغرب المعادي، فيما تصفها أوكرانيا وحلفاؤها بأنها غزو غير مبرر. وأودت الحرب بحياة الآلاف ودمرت مدنا وشردت الملايين وزعزعت استقرار الاقتصاد العالمي. وثائق مسربة من جانب آخر قال مسؤول بالرئاسة الأوكرانية اليوم الجمعة إن وثائق سرية مسربة توضح بالتفصيل خططا سرية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تتعلق بمساعدة كييف تبدو وكأنها عملية تضليل روسية لبث الشكوك في الهجوم المضاد الذي تعتزم أوكرانيا شنه. وقال ميخايلو بودولياك لرويترز إن المعلومات المسربة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز تحتوي على "قدر كبير جدا من المعلومات الوهمية" وإن روسيا تحاول استعادة زمام المبادرة في الغزو. وذكر في بيان مكتوب "إنها مجرد عناصر عادية لألاعيب المخابرات الروسية. ولا شيء أكثر من ذلك". ولم تتمكن رويترز من مراجعة الوثائق المسربة. وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أمس الخميس بأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تحقق في كيفية نشر وثائق على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع عن تفاصيل خطط لتعزيز الجيش الأوكراني استعدادا للهجوم المضاد المزمع. وتواجه القوات الأوكرانية منذ شهور هجوما روسيا في الشرق يتركز حول مدينة باخموت. وتأمل في شن هجوم مضاد في الأسابيع أو الأشهر المقبلة لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا. وقال تقرير الصحيفة إن الوثائق تبدو وكأنه تم تعديل أجزاء معينة منها. وقدم أحد الأجزاء تقديرا للخسائر العسكرية الأوكرانية أعلى بكثير من التقديرات الغربية المتاحة حتى الآن. ولا تكشف أوكرانيا عن حجم خسائرها وتتعامل بحساسية شديدة تجاه هذا الأمر. ع.غ/ ع.ش (د ب أ، رويترز)
مشاركة :