مطلوب تحصين المنابر ضد الأفكار الهدامة

  • 2/11/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - عبدالحميد غانم وإبراهيم صلاح: أثار قرار سعادة الدكتور غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إنشاء لجنة لتطوير الخطابة تفاعلاً كبيراً بين الأكاديميين والخطباء وعلماء الدين والمواطنين الذين أكدوا أهمية القرار في تعزيز الهوية والأمن الفكري للمجتمع. وطالبوا بضرورة حصر العوائق والعقبات التي تعترض الخطباء في أداء رسالتهم السامية، واستحداث معايير وآليات لقياس جودة الخطبة، وضوابط وشروط اختيار الخطباء. ودعوا لتطوير وتنمية مهارات الخطباء واستحداث آليات فعّالة للتواصل معهم، فضلاً عن استثمار التكنولوجيا الحديثة في تطوير الخطابة، وتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة والتصدي للأفكار الهدامة التي تستهدف استقرار وهوية المجتمع وبث الفتن والنيل من صحيح الدين. وأشاروا إلى ما يحدث الآن على الساحة العربية من اعتلاء غير المؤهلين لمنابر المساجد، وما تبع ذلك من انتشار الخطاب التكفيري والتحريضي والطائفي، ما يستوجب حسن اختيار المؤهلين دينياً وفقهياً للعمل كخطباء وأئمة. وأكدوا لـ الراية أهمية تفعيل دور اللجنة المقترحة في المساهمة في بناء مجتمع إسلامي معاصر، متفاعل مع هموم أمته، يتخذ من الشريعة والإرث الحضاري مصدراً ومنهاجاً، ومن الوسطية في الحياة سبيلاً. وأشاروا إلى أن أهم أهداف رسالتها يكمن في رعاية وتوجيه وتطوير الوعي الديني وتعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية السامية في المجتمع القطري. وأكدوا أنه نظراً للأهمية البالغة لخطبة الجمعة في التواصل مع المجتمع، ودورها في تكوين الإنسان المسلم وتنمية الوعي الديني لديه تأميناً له من أثر الأفكار المتشددة والدعاوى المتطرفة التي أضحت أفكاراً جوالة تخترق الحدود والآفاق، فقد بادرت الوزارة بتشكيل هذه اللجنة لتطوير الخطابة بمساجد قطر وفق الضوابط والمعايير الشرعية النموذجية لخطبة الجمعة. تناول حال الأمة ليس ممنوعاً.. د. محمد المريخي: خطباؤنا بخير.. ونصحح أخطاءنا خطباء يتركون الخطبة لرواية قصة حياتهم دون فائدة للمصلين قال فضيلة الداعية الدكتور محمد حسن المريخي، عضو لجنة تطوير الخطابة في المساجد: سوف نضع النقاط على الحروف في اجتماعنا الأول ونبين للأعضاء مهمة عمل اللجنة، ثم بعد ذلك ننزل للساحة ونتابع الخطباء في المساجد. ويضيف: من الملاحظ أن بعض الخطباء يترك موضوع الخطبة ويروون قصة حياتهم وهذا أمر لا يخص المصلي في شيء في وقت لدينا شباب يحتاج إلى التوعية وموظفون يهربون من العمل والبعض لا يصلي وبالتالي الخطيب عليه مهمة كبيرة في التوعية وتعليم الناس الخير وإذا سار الخطيب وفق الكتاب والسنة سنكوّن مجتمعاً آمناً وخيّرا بإذن الله. وطالب بالابتعاد عن الأحداث الدائرة وعدم تأييد حزب على آخر، محذراً من التمادي في ذلك خاصة.. ولا مانع من اطلاع الناس على حال الأمة وما يجري لكن في حدود الشرع. وقال: إن هذا برز في غياب الخطبة الشرعية والتوجه الفكري الصحيح خاصة ونقولها بصراحة إن الخطبة الشرعية خلعت ثوبها الشرعي. وأضاف: نحن في قطر بخير وخطباؤنا بخير، وليس عيباً أن يخطئ الإنسان ويصحح أخطاءه، وهناك خطيب يخطئ وينبه عليه من الوزارة أو من خطيب أكبر منه سناً في جو من الإخوة والمحبة. وأوضح د.المريخي، أن لجنة تطوير الخطابة في المساجد لا تسير برأي شخص واحد وإنما بآراء الجميع، ونحن نقول لإخواني الخطباء نتعاون معكم على البر والتقوى، ونبعد عن أنفسنا ما يحدث على الساحة العربية الذي وصل بالبعض إلى حد التكفير، ولكننا في قطر نريد تعزيز الأمن الفكري والهوية في المجتمع وبناء مجتمع إسلامي معاصر قائم على الوسطية، ولذلك نحن نريد من خطبائنا وأساتذتنا وعلمائنا ومثقفينا بث الثقافة التي تتوافق وديننا الحنيف، ومحاربة الفكر العقيم تكون ببث الثقافة التي تناسب وتتوافق مع تعاليم الوحي. يصعدون المنبر دون تحضير.. د. محمد المري: شكاوى من مستوى بعض الخطباء الأخطاء تشمل ضعف اللغة واعتماد الأسانيد الضعيفة وإطالة الخطبة يقول الدكتور محمد راشد المري أستاذ الشريعة بجامعة قطر، وخطيب بأحد المساجد: تشكيل لجنة لتطوير الخطابة في المساجد كان من أهم المطالب التي طالما طلبنا بها، خاصة في ظل تطور العصر وما يحدث من حولنا من تحديات. ويضيف: العرب قديماً كانوا يتحدثون اللغة العربية بطلاقة وكان لكل قبيلة خطيب وكانت الخطابة مهنة وحرفة أما الآن أصبحت وظيفة وبما أنها أصبحت وظيفة فلابد أن تخضع لشروط وضوابط ومعايير تتوافق مع مجتمعنا وبالتالي لابد أن يتم صقل الخطباء. وأوضح أن وزارة الأوقاف ترسل كل فترة رسائل تشير فيها إلى شكاوى المصلين، فنجد منها أن بعض الخطباء يصعدون المنبر دون تحضير للخطبة، ومنها أيضاً أن تكون خطبة جيدة لكن الخطيب بأسلوبه يقتل روح الخطبة. وأشار إلى الملاحظات التي تأخذ على الخطباء ومنها إطالة أمد الخطبة ومن فقه الخطيب قصر خطبته وطول صلاته، ولذلك وزارة الأوقاف طلبت أن تكون الخطبة مع الصلاة في فصل الصيف لاتتجاوز20 دقيقة لأنها تعلم أن هناك مصلين يصلون تحت الشمس خارج المسجد، وفي الشتاء من 25 إلى 30 دقيقة، وللأسف نجد من الخطباء من يأخذون 40 دقيقة في خطبتهم دون مراعاة أن هناك مصلين يصلون خارج المسجد في حرارة الجو الشديدة. وقال: أيضاً من الملاحظات التي تأخذ على بعض الخطباء التعثر في اللغة العربية وعدم إجادة الحديث بها بشكل صحيح فكيف لخطيب أن يعتلي المنبر ويقف يلقي خطبة الجمعة أمام مصلين منهم أستاذ الجامعة والطبيب والمثقف وخريج الجامعة، وتُنطق كلمات الخطبة بلغة عربية غير صحيحة. وقال: من الملاحظات التي تأخذ على بعض الخطباء أنهم يروون أحاديث ضعيفة دون ذكر السند، ولذلك تجد وزارة الأوقاف ترسل للخطباء تنبههم لهذا الأمر، وإذا ذكرت حديثاً ضعيفاً لابد من إسناده لأنه دورك كخطيب ومن الأمانة أن تذكر سند الحديث، إضافة إلى ذلك مسألة الشكل والهيئة لأن الخطيب له قداسة ولذلك وزارة الأوقاف ألزمت الخطباء بالزي الرسمي القطري حفاظاً على هيبتهم. وأشار إلى أن بعض الخطباء لا يلتزم بالوقت فهو يصعد المنبر متأخراً وينهي الخطبة متأخراً، ولذلك لابد من الالتزام بالوقت بأن تبدأ الخطبة في وقتها وتنهيها في وقتها. وطالب د. المري اللجنة قبل البدء في عملها بالقيام بإجراء مسح ميداني شامل للخطابة بشكل عام للتعرف على مواطن الضعف ثم معالجتها، داعياً لها بالعون والسداد في مهمتها. أحمد البوعينين: توظيف التكنولوجيا لتطوير الخطابة يرى الداعية أحمد البوعينين، أن توقيت تشكيل هذه اللجنة مهم للغاية خاصة أننا نعيش في زمن يحتاج بالفعل إلى تطوير الخطابة في المساجد لتوعية المجتمع وتعزيز الأمن الفكري والهوية. وأضاف: أنا على ثقة ويقين أن اللجنة ستطور من الخطابة في المساجد وتحقق رسالتها المتمثلة في رعاية وتوجيه وتطوير الوعي الديني وتعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية السامية في المجتمع القطري. وأوضح البوعينين أن الخطباء سيستفيدون كثيراً من اللجنة خاصة أننا نعيش في عصر التكنولوجيا التي يمكن تطويعها واستخدامها في تطوير مفهوم الخطابة حتى يكون الخطيب قادراً على بث الخير للناس. وطالب بأن تلتقي مع الخطباء للاطلاع على مشاكلهم والعوائق التي تواجههم والعمل على حلها. وقال: الخطيب اليوم لديه دراية وعلى علم ووزارة الأوقاف لا تعين إلا وفقاً لشروط ومعايير معينة وتأهيل وصقل، ونحن نرى كل عام الوزارة تؤهل من 30 إلى 40 خطيباً، ولذلك نحن نتمنى لهذه اللجنة التوفيق والسداد لأننا على يقين أن عملها سيكون مردوده إيجابياً في تطوير الخطابة في المساجد خاصة أن على رأسها فضيلة الشيخ الدكتور ثقيل الشمري بما له من علم وخبرة ستصب في صالح عمل اللجنة وتطوير الخطابة. سلطان القحطاني: لا يجوز تطرق الخطيب للسياسة يطالب سلطان القحطاني بتوجه خطيب الجمعة لتوعية الفكر الديني لدى المصلين وعدم التركيز على المشاكل المتعلقة بالحياة السياسية ومشاكل العالم الخارجي وأن يركز أكثر على توصيل تعاليم الإسلام وبيان أركانه، حيث تعتبر خطبة الجمعة عيداً للمسلمين ومرجعاً رئيسياً في معرفة الدين بشكل صحيح وتذكيراً بسنن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام حتى تنمي عند أطياف المجتمع الفهم الصحيح للدين الإسلامي الحنيف. وأشار إلى أن تطرق الخطيب إلى التحدث عن المشاكل السياسية الحالية في الوطن العربي يعتبر تصرفاً غير صحيح منه، حيث يبدي رأيه في مشاكل خاصة بأمم كبيرة وهو ليس بالخبير السياسي، يعتمد المصلون عليه في هذا الرأي، حيث يعتبر أكثر مصداقية من موقعه هذا على خلاف غيره، ولكن إذا كان رأيه خطأ، تصبح النتيجة كارثية عند المتلقين. وكشف أن بيان تعاليم الإسلام ليست مقتصرة على توجيهها إلى مسلمي الدول العربية حيث يضم المجتمع القطري الكثير من المسلمين من دول شرق آسيا وإفريقيا الذين هم بحاجة تامة إلى تعلم الدين بصورة صحيحة واعتمادهم على خطيب الجمعة وخطبة الجمعة في تعلم الدين. محمد عناد: خطباء يعانون من قصور في الفصحى دعا محمد عناد لإلزام الخطباء في المساجد بإلقاء الخطبة باللغة العربية الفصحى، وعدم التحدث باللغة العامية، حيث يعتمد بعض الخطباء التحدث باللغة العامية وهذا لا يجوز ولا يليق بالمكان ويؤدي إلى قصور الفهم عند بعض المصلين. وحذّر من التركيز على المواضيع السطحية التي لا تفيد المجتمع المسلم، وقد تعلمناها في المرحلة الابتدائية على حد قوله. وأكّد على ضرورة زيادة الفترة الزمنية للخطبة التي أصبحت تقل مع مرور الزمن، مطالباً بمد الفترة إلى 30 دقيقة كما كان في السابق، وأن الخطبة الآن لا تزيد على 10 دقائق، ولذلك هي لا تقدم الدور المطلوب منها حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقدم أفكار الحروب والدعوة إلى الجهاد وجميع المواضيع الرئيسية من قلب المسجد وخطبة الجمعة. وكشف عن ضرورة اختيار المواضيع من واقع قصص الأنبياء وذلك لالتماسهم جميع مشاكل الحياة وكيفية مواجهتها، ولسيدنا نوح 950 عاماً من الدعوة وهو خير مثال يحتذى لتتعلم منه كيفية مواجهة مشاكل الحياة. عبدالرحمن أحمد: التركيز على مواضيع تخاطب الشباب أكّد عبدالرحمن أحمد المثنى - على أهمية التركيز الكلي على المواضيع التي تخاطب الشباب، خاصةً السلوكيات السيئة التي ظهرت عند الشباب كالمعاكسات في الشوارع والمجمعات التجارية ورفع الأصوات وعدم احترام الطريق، مطالباً ببيان مدى تضادها مع تعاليم الدين الإسلامي ومخالفتها أيضاً العادات والتقاليد في المجتمع القطري. وأشار إلى ضرورة التطرق إلى المشاكل الحياتية المتعلقة بالزواج وتقديم كافة المعلومات الكافية في كيفية المشاركة في الحياة وفق تعاليم الدين وبيان الحلول البسيطة لأبرز المشاكل المنتشرة. توفيق بلوش: مراقبة الخطب تمنع نشر الجهل أكّد توفيق بلوش أن خطبة الجمعة تخاطب شريحة كبيرة من المجتمع وتؤثر فيهم، منهم الجاهل ومنهم العالم، منهم الشباب ومنهم المتحمس ولهذا يجب تقنين الخطب ومراقبتها، حيث أصبح العالم الإسلامي محصوراً بين حدود مختلفة وقيود سياسية وقيود صناعية، ولا يعرف أحد أياً من هذه المشاكل غير الحكومة المسؤولة، وتطرق بعض الخطباء إلى إبداء الرأي والحديث عن المشاكل الموجودة في العالم العربي من حروب ومنازعات بين كافة الفئات يعتبر غير صحيح، لاعتبار أن رأيه الشخصي خاص به ويحتمل الوقوع في الخطأ، ولذلك يكون قابلاً لنشر بعض الأفكار الخاطئة، لذلك طالب بضرورة مراقبة الخطب ومراقبتها بالأسس الصحيحة التي تمنع انتشار الجهل بين أفراد المجتمع، وتعميم فكرة الحث على الأخلاق الحميدة التي عرف بها الإسلام من سماحة ويسر. علي الحجاجي: ضرورة تأهيل الخطيب لرسالته السامية أكّد علي الحجاجي ضرورة تأهيل الخطيب وتثقيفه بصورة تليق بالمجتمع الإسلامي وتطبيق دوره ورسالته السامية في تنمية الوعي الديني لدى فئات المجتمع ككل وتثقيفه في العلوم المجتمعية حتى يكون على قدر كافٍ لتوعيتهم، وملماً بالعادات والتقاليد الموجودة في المجتمع القطري، لأن الخطيب أساس الخطبة وهو قلب المسجد. وأشار إلى ضرورة مراقبة الخطب من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حتى لا نقع في الأخطاء ويتم إيصال المعلومة بطريقة صحيحة بشكل بسيط وميسر حتى تتناسب مع فئات المجتمع ككل، والتركيز على القيم الإسلامية الحميدة وحث الشباب على الالتزام بها. حسن ناصر: خطباء غير مؤهلين للرد على المصلين يرى حسن ناصر وجود قصور لدى بعض الخطباء وعدم تأهيلهم للإجابة عن أسئلة المسلمين وإبداء الفتاوى التي تخص المشاكل الحياتية التي يمرون بها مطالباً بضرورة تخصيص 15 دقيقة بعد خطبة الجمعة للتحدث مع المصلين والاستماع لمشاكلهم في الحياة وبيان كيفية حلها من خلال الشريعة الإسلامية والتواصل مع المصلين. وأكّد ضرورة النظر إلى بعض المساجد، خاصةً في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية كمنطقة الدفنة، وتهيئتها بالشكل الذي يناسب اللقاء الأسبوعي للمسلمين. عبدالرحمن حسن: التدقيق في اختيار الخطباء يقول عبدالرحمن حسن: يجب اختيار الخطباء بدقة وحرفية وعناية كاملة على أيدي لجنة معدة من قبل وزارة الأوقاف والمرور باختبارات متعددة، حتى تثمر عن خطباء أكفاء على قدر من المسؤولية في إيصال تعاليم الدين الإسلامي بكل يسر وسهولة. وأشار أن اختيار المواضيع في الخطب يجب أن يكون ضمن مخطط اللجان في وزارة الأوقاف بالمواضيع والتسلسل في الأفكار حتى تعم الفائدة وتكون منتظرة في كل جمعة كما يحدث في بعض المساجد، وربط العادات والتقاليد في المجتمع القطري مع تعاليم الدين الإسلامي وأن يكون الخطيب على دراية تامة وعلم كافٍ بالأحوال داخل المجتمع القطري وبيان روح الدين في كيفية حل المشاكل الإنسانية والمجتمعية حيث الدين لا يقتصر فقط على العبادة وإنما الدين الإسلامي حياة كاملة متكاملة.

مشاركة :