كتب: أحمد الذهبة تعيش مملكة البحرين هذا المساء أمسية رمضانية مختلفة، ستقام في تمام الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة على ملعب مدينة خليفة الرياضية بمدينة عيسى الذي يحتضن العرس الرياضي الكبير والكرنفال الوطني السنوي حينما يخوض فريقا الأهلي والحالة المباراة النهائية في بطولة كأس جلالة الملك المعظم لكرة القدم للموسم الرياضي 2022-2023. الليلة يسدل الستار ويسدل الستار الليلة للبطولة الأغلى في البلاد لنتعرف من سيكون سعيد الحظ الذي سيفوز بالكأس الملكية، الأهلي الذي حقق الكأس خمس مرات من قبل ويبحث عن اللقب السادس، ام الحالة الذي حقق الكأس مرتين بالمسمى القديم «كأس الأمير» ويريد تسجيل اسمه في سجل الأبطال ممن نالوا الكأس الملكية. اليوم سنتعرف على بطل جديد لم يحقق البطولة في آخر 20 سنة، حيث كان آخر تتويج للأهلي بكأس الملك في عام 2003، في حين أن آخر تتويج للحالة بكأس الأمير كان في عام 1981. الحاجة إلى بطولة الأهلي والحالة كلاهما بعيد عن البطولات منذ زمن بعيد، ولذلك صار العزوف الجماهيري واضحا في مباريات الفريقين خلال المسابقات المحلية في السنوات الماضية، وقد عانى الفريقان من تذبذب المستويات والنتائج والهبوط أكثر من مرة إلى دوري الدرجة الثانية، ولذلك الأهلي والحالة في أمس الحاجة إلى تحقيق بطولة في كرة القدم تعيد الأمجاد وتعيد الثقة للجماهير. وبالتالي الفريق الذي سيفوز هذه المرة بكأس جلالة الملك المعظم لكرة القدم سيعوض كل اخفاقات وخيبات الدوري، ولذلك نرى الإصرار كبير من إدارة الناديين ولاعبي الفريقين لتحقيق البطولة، وخاصة أن الحظوظ متكافئة والمستويات متقاربة جداَ بين الفريقين. الأصفر والبرتقالي التنافس بين الناديين العريقين الأهلي والحالة قديم ومستمر منذ سنوات طويلة، سواء في لعبة كرة القدم أو حتى في لعبة كرة السلة، ولذلك حين تشاهد مباراة تجمع بين فريق يلبس الأصفر وآخر يرتدي البرتقالي تعلم حينها انها قمة تجمع بين الأهلي والحالة. واعتدنا في مباريات الفريقين ان نرى تنافس وإثارة بشكل دائم، ولم نشهد تفوق واضح لفريق على الآخر، حيث كان الأهلي والحالة يتبادلان الفوز بينهما، كما كانت كثير من المباريات تنتهي بالتعادل السلبي أو الايجابي. اليوم نأمل أن نشاهد أهداف في المباراة الختامية، والفريقان يضمان عناصر ممتازة من اللاعبين، وربما نشهد أشواط إضافية وركلات ترجيح فكل شيء متوقع في النهائيات ومن الصعب توقع سيناريو واحد. سنوات عجاف قد تكون السنوات الطويلة التي مرت على الأهلي والحالة من دون تحقيق بطولات قد زرعت اليأس والاحباط في نفوس الجماهير، وبدى ذلك واضحا من خلال عزوف الجماهير عن الحضور في مباريات الفريقين. وليس من السهل ان تصبر وتنتظر الجماهير سنوات طويلة من دون إنجاز يذكر، فمن الطبيعي ومن المعروف ان النتائج الجيدة هي التي تجلب الجماهير والعكس صحيح، اليوم وبعد سنوات عجاف مرت على الفريقين، أحدهما على بعد أمتار من استعادة أمجاده واسعاد جماهيره. وحين نتحدث عن بطولة كأس الملك التي شهدت ولادة أبطال جدد في آخر 10 نسخ نجد في المقابل ان فرق عريقة غائبة منذ زمن بعيد، الأهلي على سبيل المثال آخر تتويج له قبل 20 عاما، والحالة آخر تتويج له قبل 42 عام، ولذلك التعطش كبير جدا من قبل جماهير الفريقين. مواجهة بحرينية مصرية على خطوط الملعب هناك مواجهة فنية محتدمة بين ابن النادي الأهلي علي صنقور الذي رفع الكأس لاعبا في عام 2003 ويريد رفعه كمدرب، وبين المدرب المصري محمد عبدالسميع الذي يقود الحالة في هذا الموسم وأسهم في وصوله إلى المباراة النهائية. وكان علي صنقور قد وصل مع فريقه الأهلي إلى المباراة النهائية في عام 2021 لكن خسرها أمام الرفاع بنتيجة 0/2، وحقق اللقب كمدرب مساعد مع فريق المنامة في عام 2017، وبالتالي يمتلك خبرة التعامل مع النهائيات وبالتأكيد سعى إلى إعداد فريقه ذهنياَ بالشكل المطلوب. في الجانب يسعى المصري محمد عبدالسميع إلى تحقيق إنجاز مع فريقه الجديد، ويمتلك هذا المدرب خبرات تدريبية كبيرة فقد درب العديد من الأندية خلال مسيرته التدريبية. أجواء جماهيرية قد يكون اختيار استاد مدينة خليفة الرياضية لإقامة المباراة النهائية في بطولة كأس جلالة الملك المعظم لكرة القدم فرصة لنرى ملعبا مكتظا بالجماهير على غرار نهائي كأس العالم أو نهائي بطولة كأس الخليج. أين تستقر الكأس الملكية؟ يا ترى أين طريق الكأس الليلة، هل سيعود إلى النادي الأهلي في مقره بالماحوز، أم يذهب إلى حالة بوماهر في المحرق معقل نادي الحالة، الجميع ينتظر ويترقب وكل الأمنيات للفريقين بالتوفيق وأن يقدما عرضا فنيا كرويا ممتعاَ يليق بنهائي أغلى الكؤوس.
مشاركة :