كتب حسن بو حسن: انطلقت مسابقة كأس جلالة الملك المعظم في مطلع العقد الخامس من القرن الماضي وبالتحديد في الموسم الرياضي 1951/1952 تحت مسمى «كأس الأمير» و«كأس الاتحاد» حتى استقرت على مسماها الأخير «كأس الملك» في مطلع العقد الأول من القرن الجاري، وعلى الرغم مما شهدته على مستوى التغيير في مسماها إلا أنها استمرت بذات الطابع التنظيمي والإداري والفني والتنافسي الرفيع، وبقي بريقها ساطعا موسما بعد موسم وفي الوقت الذي تشهد فيه أجواء رياضية مثالية في كل مفاصلها، كما أن لها الفضل في بروز عدد كبير من الشخصيات الرياضية فاعلة وقد أسهمت هذه الشخصيات المعطاءة في تطوير الرياضة بوجه عام. وكما برزت بشكل لافت جدا أسماء لأندية ونجوم لمعت في سماء الكرة البحرينية والخليجية والعربية والإقليمية وسجلت حروفها بماء الذهب في سجلاتها الخالدة، فمسابقة الكأس في مملكة البحرين الغالية كانت واستمرت ولا تزال محطة تنافسية من نوع مغاير، والمجال فيها مفتوح على مصراعيه للجادين والطموحين ولجميع الأندية الوطنية المنضوية تحت مظلة الاتحاد البحريني لكرة القدم الذي يشرف على تنظيمها ويتميز في ذلك عاما بعد عام وذلك لأخذ فرصتها في بلوغ ملامسة ورفع الكأس وسط الأجواء الاحتفالية المغايرة والتي تتلاءم مع مكانة وأهمية المسابقة وما وصلت إليه البحرين من مكانة رياضية رفيعة وقدرات وإمكانيات عالية في تنظيم أكبر البطولات والمسابقات. نافذة على تاريخ المسابقة يشير تاريخ مسابقة كأس جلالة الملك المعظم حتى اليوم إلى «الرقم 67» وهو عدد البطولات الخاصة بهذه المسابقة التاريخية منذ انطلاقتها الأولى في الموسم الرياضي 1951/1952، وخلال هذه الفترة الزمنية والمواسم الرياضية الماضية تمكن 12 ناديا من إحراز اللقب، ولإتمام المعلومات المهمة للقارئ ولكل رياضي متابع ومهتم بالمسابقة نشير إلى هذه الأندية وإلى عدد الألقاب التي تحصلت عليها، حيث تمكن نادي المحرق من إحراز اللقب 33 مرة وهو في الواقع رقم قياسي وخرافي وخيالي ويستحق عليه المحرق أن يسمى بشيخ ومجد الأندية البحرينية لقدمه وعراقته أولا ولنصيبه الوافر في عدد الألقاب سواء على مستوى هذه المسابقة أو بقية المسابقات الأخرى المحلية والخارجية. ويأتي في المرتبة الثانية بعد المحرق، النادي الأهلي الذي تمكن من إحراز اللقب 8 مرات، 3 منها تحت اسم نادي النسور و5 منها تحت اسم النادي الأهلي، وهو على موعد جميل في مساء يوم الجمعة القادم لإضافة لقب جديد وتعزيز رقمه في المرتبة الثانية، ففريق النادي الأهلي هو أحد طرفي المباراة الختامية في هذه المسابقة للموسم الجاري 2022/2023 إلى جانب فريق نادي الحالة، وأما المرتبة الثالثة فهي من نصيب نادي الرفاع برصيد 7 ألقاب، النجمة برصيد 4 ألقاب، الوحدة برصيد 3 ألقاب منها واحد باسم فريق نادي العربي، وكذلك الرفاع الشرقي والحالة برصيد 3 ألقاب، وأمام الحالة أيضا فرصة تعزيز الرقم إلى 4 ألقاب، والبحرين برصيد لقبين وكل من الشباب والحد والمنامة والخالدية برصيد لقب واحد. حصاد الخير لا يخفى على أحد المزايا والهدايا والعطايا التي يحصل عليها الفريق الفائز باللقب والفريق الوصيف، ونشرت خلال الأيام الماضية كل تفاصيلها ولعل أبرزها اعتماد المسئولين في الاتحاد البحريني لكرة القدم وبتوجيه من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية المكافآت المالية الخاصة لأندية مسابقة كأس جلالة الملك المعظم للموسم الرياضي 2022/2023 لتكون 100 ألف دينار للبطل و50 ألف للوصيف. وبالعودة إلى النافذة الواسعة التي فتحناها على فضاء سجل الأبطال نلمح من قرب فريق نادي المحرق الذي نال شرف إحراز اللقب الأول في الموسم 1951/1952، وتابع «شيخ الأندية البحرينية» حضوره القوي في المسابقة بجميع مسمياتها وإحرازه للألقاب في المواسم 1952/1953، 1953/1954، 1957/1958، 1958/1959، 1960/1961، 1961/1962، 1962/1963، 1963/1964، 1965/1966، 1966/1967، 1971/1972، 1973/1974، 1974/1975، 1977/1978، 1978/1979، 1982/1983، 1983/1984، 1988/1989، 1989/1990، 1992/1993، 1994/1995، 1995/1996، 2001/2002، 2004/2005، 2007/2008، 2008/2009، 2010/2011، 2011/2012، 2012/2013، 2015/2016، 2019/2020. وفاز النسور بألقاب 1959/1960، 1967/1968، 1976/1977 والأهلي بألقاب 1981/1982، 1986/1987، 1990/1991، 2000/2001 و2002/2003، وأما الرفاع فقد فاز بألقاب 1972/1973، 1984/1985، 1985/1986، 1997/1998، 2009/2010، 2017/2018 و2020/2021، وفاز النجمة بألقاب 1987/1988، 2005/2006، 2006/2007 و2017/2018، العربي 1968/1969، الوحدة 1991/1992 و1993/1994، الحالة 1975/1976، 1979/1980 و1980/1981، الرفاع الشرقي 1998/1999، 1999/2000 و2013/2014، البحرين 1969/1970، 1970/1971، الشباب 2003/2004، الحد 2014/2015، المنامة 2016/2017 والخالدية في الموسم 2021/2022. وبأسماء الأبطال الاثني عشر تزين السجل الشرفي لمسابقة الكأس، وفي ختام الموسم الجاري نحن أمام فرصة تعزيز رقمي الأهلي والحالة بعد غياب طويل، ومما لا شك فيه أن مسابقة كأس الملك حصلت فيها العديد من المواقف التنظيمية والفنية ومرت عليها الكثير من الأسماء التي لا يمكن نسيانها، وهناك نخبة من الأسماء التي طبعت بحروف من ذهب على مستوى إحراز الأهداف والظهور بمستويات فنية عالية، وسنحاول بقدر الإمكان تسليط الضوء ما استطعنا في متابعات صحفية لاحقة، فمثل هذه المسابقة تحتاج منا الكثير وتستحق من مختلف وسائل الصحافة والإعلام المتابعة الحثيثة وتقريب القراء والجمهور والمتابعين منها أكثر وأكثر، كما نتطلع أن تكون المباراة النهائية التي تجمع فريق النادي الأهلي مع فريق نادي الحالة مسك للختام. وحدد المسئولون في الاتحاد البحريني لكرة القدم وفي طليعتهم الرئيس الشيخ علي بن خليفة بن أحمد آل خليفة تمام الساعة الثامنة و45 دقيقة من مساء اليوم الموافق 7 أبريل الجاري موعدا لركلة بداية المباراة الختامية لمسابقة كأس الملك المعظم لكرة القدم للموسم الرياضي 2022/2023 وذلك على ملعب مدينة خليفة الرياضية بمدينة عيسى، وتجمع هذه المباراة التي أعد لها بشكل خاص ومناسب جدا لقيمتها العالية ولمكانتها الخاصة في قلوب جميع الرياضيين بمملكة البحرين كل من فريق النادي الأهلي وفريق نادي الحالة.
مشاركة :