أنقرة - اعتبر صلاح الدين دميرطاش الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد والمسجون منذ العام 2016، أن المعارضة التركية لديها أفضل فرصة على الإطلاق لإنهاء حكم الرئيس رجب طيب أردوغان الذي استمر لسنوات. وتأتي تصريحات دميرطاش بينما يفصل الأتراك بضعة أسابيع عن انتخابات عامة (رئاسية وتشريعية) يتوقع أن تشكل اختبارا جديا لمستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية ويرجح أن تكون من أصعب الاستحقاقات لكونها تأتي على اثر زلزال مدمر هوى بشعبية أردوغان وحزبه وتأتي أيضا على وقع أزمة مالية طاحنة. وقال دميرطاش لصحيفة فاينانشيال تايمز إن المعارضة التركية، معارضة موحدة تضم الأكراد يمكن أن تمنع الانزلاق إلى الديكتاتورية". وقدم تحالف الأمة الذي يضم أحزاب المعارضة الرئيسية في تركيا مرشحا موحدا لمنافسة أردوغان في سباق الرئاسة هو كمال كليتشيدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، في حين لم يقدم حزب الشعوب الديمقراطي مرشحا لخوض الانتخابات، ما يعني أن صوت ناخبيه ويقدرون بنحو 10 بالمئة، سيذهب لمرشح المعارضة. وستجري تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية في 14 مايو/ايار. ويسعى أردوغان الذي انتخب لأول مرة رئيسا في عام 2014، إلى إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثالثة في مواجهة زعيم الشعب الديمقراطي مرشح تحالف الأمة. ويقدم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد الذي كان يتزعمه دميرطاش قبل أن يزج به أردوغان في 2016 في السجن بتهم تتعلق بالإرهاب وتقول المعارضة إنها كيدية وسياسية، دعما ضمنيا لترشيح كيليشدار أوغلو من خلال عدم تقديم مرشحه. ورد صلاح الدين ديمرطاش على أسئلة فاينناشال تايمز من خلال محاميه. وقال "إذا فاز أردوغان في هذه الانتخابات، فستنتقل تركيا إلى نوع جديد من الديكتاتورية". وذكّر السياسي التركي الكردي أن تركيا تحركت نحو نظام استبدادي وتمكن أردوغان من البقاء في السلطة من خلال تقسيم المجتمع، مضيفا أن "وحدة المعارضة أثناء انتقالها إلى صناديق الاقتراع ليست مهمة فقط للقضاء على هذا الاستقطاب ولكن للفوز بالانتخابات ". وحزب الشعوب الديمقراطي هو ثالث أكبر حزب في البرلمان بعد حزبي الشعب الجمهوري والعدالة والتنمية، لكنه لم ينضم لتحالف طاولة الستة أو تحالف الأمة الذي يضم 6 أحزاب بينها حزب الخير أو الحزب الصالح، بسبب كراهية الأخير له بدعوى ارتباطه بحزب العمال الكردستاني المصنف من قبل الدولة التركية تنظيما إرهابيا. وينفي حزب الشعوب أي صلات له بحزب العمال الكردستاني. ولم يصل أي حزب لا يحظى بتأييد الناخبين الأكراد إلى السلطة على الإطلاق وسيكون صوتهم في هذه الانتخابات حاسما أيضا. وبات يشار لدور الأكراد كصانع للملوك. لكن دميرطاش الذي يتمتع بنفوذ وبشعبية واسعة وله تأثير قوي على القاعدة الانتخابية الشعبية لحزب الشعوب الديمقراطي، قال إنه لم يقرر ما إذا كان سيدعم كليشدار أوغلو في محاولته لإنهاء حكم أردوغان الذي دام عقدين. ووصف أردوغان خصمه دميرطاش الذي نافسه مرتين على منصب الرئاسة، بأنه "إرهابي" ورفض اتهاماته له بالحكم الاستبدادي، بينما يواجه انتقادات واتهامات من قبل خصومه السياسيين باستخدام المحاكم لمعاقبة معارضيه ولتفكيك المعايير الديمقراطية. وتجاهلت تركيا حكما أصدرته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في عام 2020 بالإفراج عن دميرطاش الذي أدين على أساس خطابات سياسية غالبا ما استهدفت أردوغان.