قال الدكتور سفيان أبو زايدة الوزير السابق والخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن الوضع الأمني في إسرائيل خطير جدا مع تكرار العمليات والعمليات الفردية، خصوصا وأنها تأتي في توقيت قاتل يتزامن مع بداية الأعياد اليهودية ومن بينها عيد الفصح. وأوضح أن هذا التوقيت الحساس له تأثير قاتل على الناحية المعنوية للإسرائيليين وعلى الحكومة اليمينية المتطرفة التي جاءت تفتح صدرها وتقول إنها قادرة على تحقيق وجلب الأمن للإسرائيليين، غير أنه بعد 3 أشهر أصبحت الأمور أكثر سوءا مما كانت عليه، فضلا عن الانقسامات الواقعة في المجتمع الإسرائيلي مما يجعل نتنياهو في وضع مزرٍ. قتل سائح إيطالي وأصيب 5 آخرون كلهم أجانب في عملية دهس بمدينة تل أبيب. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن شابا نفذ عملية دهس قرب شاطئ البحر في تل أبيب قبل أن تُطلق قوات الأمن النار عليه. وأضافت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن منفذ العملية من إحدى مدن الداخل الفلسطيني. من جهته أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات بتجنيد قوات الاحتياط والقوات الإضافية لحرس الحدود على ضوء التصعيد الأمني. من جانبه، قال الدكتور بلال الشوبكي رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، إن هذه العمليات لم تبدأ هذه الأيام فقط ولكن منذ شرع الاحتلال الإسرائيلي في التصعيد سواء في القدس أو في الضفة الغربية أو غيرها من المدن الفلسطينية. وأشار الشوبكي إلى أن حكومة نتنياهو الآن أمام معضلة جوهرية، فهو يقدم نفسه بوصفه قادرا على ترتيب الأوضاع على المستوى الإقليمي ليضمن الهدوء في ساحة غزة، والآن يفاجأ بعمليات فلسطينية غير مدفوعة تنظيميا، وهو تطور قادر على إرباك الشارع الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية والعسكرية، أكثر من العمليات التي تقوم بها المستويات العسكرية العليا. وأوضح أن مثل هذه الأفعال والعمليات تكون مدفوعة ومشحونة بالأضرار التي تلحق بالفلسطينيين من قبل الاحتلال، وما يحدث في المسجد الأقصى وغيره، مشيرا إلى أن إسرائيل تجني ما زرعته في الفترة الماضية. وقال إن إسرائيل الآن بين سؤالين وهما حول ما تستطيع فعله، وما تستطيع تحمله. وبالنسبة للسؤال الأول، فإسرائيل تستطيع فعل الكثير وفقا لقدراتها العسكرية، لكن هل تستطيع تحمل فتح كل هذه الجبهات في آن واحد؟ الإجابة تقول إنه بالرغم من القدرات العسكرية إلا أن المجتمع الإسرائيلي غير مهيأ لاستقبال حجم رد فعل على جبهات عدة في وقت واحد سواء من جنوب لبنان أو من غزة أو من الداخل الفلسطيني. وأشار الشوبكي إلى أن العمليات الفردية يصعب التنبؤ بها والتحكم فيها، كما أنه لا يوجد طرف يمكن للحكومة الإسرائيلية التفاوض معه مثل حماس مثلا أو حركة فتح. بدوره، قال أحمد المسلماني رئيس مركز القاهرة للدراسات: “هناك حروب متقطعة واعتداءات متكررة يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين”، موضحا أن إسرائيل ترى أنه بمثل هذه الأفعال تصل بالفلسطينيين إلى مرحلة اليأس في الاستقلال وإقامة دولة وتحاول فرض واقع جديد مواتٍ للرؤية الإسرائيلية. وأشار إلى أن عام 2023 شهد تشكيل إسرائيل جديدة، شهد دولة دينية، ففي السابق كانت إسرائيل خليط من مكونات متطرفة، ودولة علمانية على النمط الغربي، لكن الآن نحن إزاء حكومة متطرفة ودولة دينية متطرفة وأحزاب دينية متطرفة تصعد كل يوم في الأوساط الإسرائيلية. وألمح المسلماني بقوله “إننا أمام إسرائيل جديدة غير إسرائيل في السابق، تمثلت في تغيير في الفكر والهوية التي تتشكل على أساس ديني، ومن ثم نحن أمام طرح ديني ومن ثم ستكون الأمور أكثر تعقيدا مع وجود تيار متطرف في إسرائيل يتولى زمام الأمور”. وفي وقت سابق اليوم، قبيل عملية الدهس في تل أبيب، أفاد مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن التصعيد انتهى طالما لا تطلق صواريخ على إسرائيل. وكان نتنياهو قال في وقت سابق إن المجلس الوزاري المصغر اتخذ سلسلة من القرارات في غزة ولبنان لم يكشف عن تفاصيلها.
مشاركة :