"خيام الخير" تدخل البهجة على قلوب الأطفال في لبنان

  • 4/8/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - عادت “خيام الخير” بالعاصمة اللبنانية بيروت لتستقبل الصائمين لاسيما المحتاجين منهم على مائدة الإفطار طيلة شهر رمضان المبارك، بعد توقف 3 أعوام بسبب جائحة كورونا. وترتكز فكرة هذه الخيام التي انطلقت قبل 25 عاما، على جمع تبرعات عينية يقدمها المقتدرون اقتصاديا، ومن خلالها يتم إعداد وجبات طعام وتقديمها للعائلات المحتاجة، في مشهد يعكس تكافلا وتضامنا اجتماعيا. وتشرف على هذه المبادرة جمعية “سيدرز للعناية” (غير حكومية)، وتأتي في ظل غلاء غير مسبوق للسلع وغياب الرقابة على الأسعار، في بلد يتخبط بأزمات على الأصعدة السياسية والاقتصادية وانهيار عملته التي فقدت 97 في المئة من قيمتها. الأطفال خصصت لهم مساحة للهو واللعب تحت إشراف متطوعات، بالإضافة إلى أنشطة الرسم والتلوين والغناء وصنف البنك الدولي الأزمة الاقتصادية المستمرة في لبنان منذ 2019 بأنها واحدة من بين أشد 3 أزمات عرفها العالم، فيما أشارت تقارير رسمية إلى أن 80 في المئة من السكان باتوا تحت خط الفقر. ومنذ ساعات الظهيرة ينهمك متطوعون بإعداد الطعام في مطبخ مخصص لهذا الغرض، لتكون الوجبات جاهزة عند موعد الإفطار وتقديمها طازجة وساخنة لزوار “خيام الخير”. وفي حديث للأناضول، قال أمين سر الجمعية محمد طبارة إن “المطبخ يعدّ 400 وجبة يوميا تتضمن طبق الفتوش والحساء وعدة أصناف من الطعام والعصائر والتمور”. وأضاف أن “الكلفة اللازمة لذلك نؤمنها من الخيرين الذين يتبرعون بمواد عينية مثل الخبز والخضار واللحوم والأسماك والزيوت وغيرها من المواد الغذائية”. ويُعد الفتوش الذي يتكون من الخضار بشكل أساسي من الأطباق التقليدية للبنانيين في رمضان، لكن كلفته ارتفعت كثيرا منذ 4 سنوات كباقي السلع تأثرا بمعدلات التضخم. وبحسب المؤسسة “الدولية للمعلومات” (خاصة)، بلغت تكلفة مكونات هذا الطبق 174 ألف ليرة (نحو دولارين) هذا العام، مقارنة بـ50 ألف ليرة (0.5 دولار) عام 2022 ونحو 12 ألف ليرة (نحو 0.2 دولار) عام 2021. وعلى مقربة من المطبخ، أقيمت “خيام الخير” هذا العام في جزء من “حرج بيروت” أحد أبرز المساحات العامة بالعاصمة، حيث تستقبل الخيام نحو 400 شخص خصوصا من العائلات المحتاجة. البنك الدولي صنف الأزمة الاقتصادية المستمرة في لبنان منذ 2019 بأنها واحدة من بين أشد 3 أزمات عرفها العالم وقالت المتطوعة بشرى مكوك للأناضول “للأسف جائحة كورونا أجبرتنا على التوقف 3 سنوات عن إقامة خيام الخير، لكن في حينها كنا نقوم بإيصال الوجبات إلى المنازل”. وأردفت “أما اليوم فنحن سعداء لأننا أطلقنا هذه المبادرة من جديد لنحيي التكافل والتضامن الاجتماعي في ظل الظروف المعيشية الصعبة”. أما الأطفال، فخصصت لهم مساحة للهو واللعب تحت إشراف متطوعات، بالإضافة إلى أنشطة الرسم والتلوين سعيا لإدخال البهجة على قلوبهم في هذا الشهر الفضيل. وأوضحت المتطوعة مكوك “الهدف هو أن نبادر لتقديم يد العون قبل أن يطلب أحد المساعدة (…) ونسعى للوقوف بجانب أهلنا وإخوتنا ونستقبل ضيوف الرحمن وكأنهم في منازلهم”. وفي أغسطس أظهر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أن 84 في المئة من الأسر في لبنان لا تملك ما يكفي من المال لتغطية ضروريات الحياة. ويسعى لبنان للتوصل إلى اتفاق اقتراض مع صندوق النقد الدولي مقابل إصلاحات اقتصادية وإدارية، لكن الصندوق أعلن أواخر مارس أن “الإصلاحات بطيئة والوضع معقد للغاية”.

مشاركة :