يبدو أن اهتمام الفنان حمزة صيرفي بالساحة التشكيلية شغل المهتمين بالفن في المملكة العربية السعودية. فقد رفد المفهوم الجمالي بنشاطه في مجلس الفني السعودي، وتكفله بالفنانين السعوديين الشباب، وتقديمهم للساحة التشكيلية في جدة ودبي. كما أنه يدعم التشكيل في المملكة العربية السعودية باقتناء الأعمال في محاولة لتشجيع الفنانين لضمان استمرارية إنتاجهم، وعرف بشخصيته العصامية، وأعماله الفنية التي تتعمق في الأبعاد السياسية والاجتماعية، وتربية الذائقة في مدينته الفاتنة جدة التي ولد بها عام 1960. كما أسس صيرفي عددا من الأسماء التشكيلية المهمة، التي قادت الفن في مدينة تضم بين أضلاعها أكبر معرضا فنيا على كورنيشها في منطقة الحمراء. وتعتبر «21،39 فن جدة» فعالية سنوية تجرى في مدينته، وتتضمن عددا من العروض الفنية الداعمة للحراك الفني الثقافي، وتسلط الضوء على الحركات التشكيلية الحديثة والمعاصرة في المملكة، مع تشجيع مزيد من الاستثمار العام والخاص، واستثمار المؤسسات إلى جانب دعم الفنون والفنانين السعوديين عبر برنامج تنسيق متنوع، ومن خلال فهم متكامل لطبيعة الثقافات البينية، كما يتضمن هذا البرنامج الذي يستمد عنوانه من الإحداثيات. ويذكر أن الفعالية الفنية الأساسية لهذا العام صممها وأشرف على تنفيذها كل من حمزة صيرفي ومنى خزندار، وتهدف هذه التظاهرة لإيصال رسالة المؤسسات الفنية ورؤى المعارض الخاصة بالفنانين المحليين إلى العالم. وتتضح هذه الرؤية فيما قاله صيرفي عن حوار مع الذات عن «الأرض وما بعد ذلك» الذي ينطلق اليوم (الأربعاء) «الذات والذاكرة المزروعة في الوعي، تنبت في ذاكرتنا كفيض من الصور التي تفوح بالرائحة والمذاق واللون، وكوكب الأرض هبة من الخالق عز وجل الذي قال في محكم كتابه «منها خلقناكم وفِيها نعِيدكم ومِنها نخرِجكم تارة أخرىٰ» (طه 55). «والله جعل لكم الأرض بِساطا» (نوح 19). أي أن الأرض هي السكنى وهي أيضا ستكون يوما ما مركز البعث، هذه دعوة لإعادة النظر في كوكبنا علنا نعيد اكتشاف أنفسنا».
مشاركة :