يتخذ الفنان التشكيلي حسن الشاعر من اللون الأسود بنية أساسية لأعماله، التي قدمها في معرضه التشكيلي الموسوم بـ «أرواح معلقة»، وهي أعمال تحاور أشعار الشاعر السوري المغترب نوري الجراح. يقترح علينا الفنان حسن الشاعر، في هذا المعرض المقام في قاعة «دار آرت» بطنجة، قراءة تأويلية تهدف إلى تفكيك نصوص الشاعر نوري الجراح بخطوط وأشكال متنوعة الأحجام. وتتخذ الأبعاد التجريدية في نشيد سيمفوني متناسق يتلاءم مع النص الشعري في تناسق وتوافق بين اللونين الأبيض والأسود، وهذا الأخير هو اللون السائد في التراكيب والتنصيبات الفنية، التي تأخذ مكان النص الشعري وتتجاوب معه بشكل لافت يجلب انتباه المتلقي، ويدخله إلى سراديب القلق والتأمل، نظراً لما في العمل الفني من إيحاءات ورموز مثقلة بالخطوط والأشكال والرموز. فراشة النار أعمال الفنان حسن الشاعر في هذا المعرض تستضيف وتتساوق مع قصائد نوري الجراح الموسوم بـ «النشيد الدامي»، الذي أعده وقدمه الشاعر مخلص الصغير، مدير بيت الشعر في تطوان بقوله: «إن تعاقب الأبيض والأسود في هذا المعرض، إنما يحيلنا على جدلية الاشتعال والاحتراق، وهي جدلية شعرية، على غرار فراشة الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي، تلك التي تعشق الضوء، وتقترب من نار العشق، فتحترق في سبيل من تحب، وفي سبيل الوصول إلى الحقيقة. في هذا السياق والمساق، ثمة مشترك بين تجربة حسن الشاعر ونوري الجراح قبل أن يلتقيا معاً في مشروع فني». الألوان في العمل الفني، حسب مخلص الصغير: «إنما تجذب المتلقي، وتجعله ينبهر بها ويستسلم لإغرائها… أما عندما تغيب هذه الألوان عن أعمال حسن الشاعر فيصبح المتلقي/ المشاهد مُطالباً بالسؤال، ومعنياً بقراءة الأفكار، والانتباه إلى تركيب المواد والعناصر، وحدود الكتل والأحجام، انعكاس الأضواء والخطوط والظلال». أقام الفنان حسن الشاعر معارضه في عدد من البلدان: اليابان، الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، تونس، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا ودول أخرى، وهو خريج مدرسة الفنون الجميلة بتطوان.