ارتفعت درجات الحرارة وزادت مياه البحار في صورة مطردة خلال القرنين الماضيين، إلا أن هذا الارتفاع قد يدوم طويلاً، بحسب دراسة نشرتها مجلة «نيتشر» عن التغير المناخي. وكشفت الدراسة أن التغير المناخي مستمر بغض النظر عن تقليل الانبعاثات أو وقفها، فالانبعاثات القديمة ستظل مؤثرة لقرون مقبلة. وقال أحد معدي الدراسة والاستاذ المساعد في العلوم الجيولوجية في جامعة «ويسكونسن ماديسون» شون ماركوت، إن «غالبية الناس يظنون أنه بمجرد وقف الانبعاثات سيتوقف التغير المناخي ويختفي الاحترار، لكن في الحقيقة أن الوقت اللازم حتى تتخلص الأرض من هذه الانبعاثات قد يمتد إلى آلاف السنين»، مضيفاً أنه «عند غَلي الماء، وإغلاق الموقد يستمر الماء في الغليان لثوان ويبقى الماء ساخناً لفترة، وهو ما يحدث مع المناخ لكن في شكل أكثر تعقيداً». وتزيد مستويات الكربون في الجو بمعدل 10 بلايين طن كل عام، بمعدل نمو 2.5 في المئة سنوياً، وهو ضعف ما كان عليه في التسعينات من القرن الماضي. وأشارت الدراسة إلى أن البشر أضافوا ما يقرب من 580 بليون طن من الكربون إلى الغلاف الجوي، مع توقع إضافة من 1.280 إلى 5.120 بليون طن أخرى حتى العام 2300 لترتفع درجة الحرارة سبع درجات كاملة، لينتهي عندها انتاج الكربون ويبدأ الغلاف الجوي في التخلص من اثاره لمدة قد تصل إلى 10 آلاف عام، وتنخفض الحرارة بمقدار ست درجات. وعلق أستاذ الجغرافيا في جامعة «ويسكنسن ماديسون» على الدراسة قائلاً: «الجليد الذائب في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية، رفع مستوى المحيط من 80 إلى 170 قدم»، مضيفاً أن «هذه الزيادة كافية لتُغرق ولاية فلوريدا وغالبية الساحل الشرقي».
مشاركة :