متحف الكاريكاتور في الفيوم يفتح أبوابه مجدداً

  • 2/11/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

على مسافة 100 كيلومتر جنوب القاهرة، في قلب واحدة من أجمل واحات مصر الطبيعية، ينهض مركز ثقافي ومتحف للكاريكاتور. هو مشروع طموح بدأه الفنان المصري محمد عبلة وما زال يستكمل بناءه من طريق الإضافات والنشاطات المتواصلة التي يقيمها هناك في قرية تونس الواقعة في واحة الفيوم. فعاليات يدعو إليها ما استطاع من مثقفي مصر وفنانيها من وقت الى آخر. وأحدثها إعادة افتتاح متحف الكاريكاتور، وهو تقليد يحرص الفنان على تنظيمه سنوياً منذ إنشاء المتحف عام 2009. غير أن إعادة الإفتتاح هذه السنة، تتخذ طابعاً مختلفاً عن المرات السابقة، اذ تأتي بعد أسابيع من السطو على المتحف وتخريب محتوياته على أيدي لصوص. ومن حسن الحظ أنهم لم يسرقوا الأعمال المعروضة داخله. ويأتي الافتتاح بعد إعادة ترتيب المعروضات وإضافة مواد أخرى إليها، وإصلاح ما تلف من تجهيزات العرض. وتشمل الأعمال التي يضمها المتحف رسوماً لفناني كاريكاتور عملوا في الصحف والمجلات المصرية منذ عشرينات القرن الماضي وحتى الوقت الراهن. ولا تمثل العشرينات بداية الوجود الفعلي لفن الكاريكاتور في مصر، غير أنه يتعذر العثور على كثير من الرسوم الأصلية لأعمال الرسامين الذين عملوا في الصحافة المصرية قبل ذلك التاريخ. ويستعيض الفنان بعرض نماذج من الرسوم المنشورة على صفحات المجلات والصحف التي تعود الى فترات سابقة، إذ يرتبط تاريخ فن الكاريكاتور في مصر بوجود الصحافة المصرية، وظهورها الفعلي خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي شهدت ظهور العديد من الصحف التي صدرت بمجهودات فردية، وكتب لبعضها الاستمرار، كصحيفة «الأهرام»، بينما لم يستمر العديد منها سوى بضع سنين. ومن هذه الصحف على سبيل المثال صحيفة «وادي النيل» وصحيفة «أبو نضارة» التي أنشأها يعقوب صنوع، وهو كاتب ومسرحي ورسام كاريكاتور. وفي ذلك الوقت كاد فن الكاريكاتور أن يكون حكراً على الفنانين الأجانب العاملين في الصحافة المصرية، لكنه شهد في ما بعد احتراف العديد من الرسامين المصريين الذين زينوا برسومهم صفحات المجلات والصحف المصرية، واشتهر العديد منهم مثل الفنان رخا الذي تتلمذ على يد صاروخان وهو من أصول أرمينية، ويعد واحداً من أبرز رسامي الكاريكاتور في تاريخ الصحافة المصرية. وفي مطلع القرن العشرين لم تكد تخلو صحيفة أو مجلة من المجلات الصادرة في مصر من وجود مساحة مخصصة لهذه الرسوم الساخرة التي كان بعضها يوجه انتقادات لاذعة إلى السلطة، والعديد من الأوضاع الاجتماعية، لذا يعتبر كثيرون فن الكاريكاتور مرآة حقيقية لواقع الناس واهتماماتهم في فترة ما. ومن هنا تأتي أهمية وجود متحف لتاريخ هذا الفن، إذ يمكنك بسهولة وأنت تطالع رسوم الكاريكاتور التي تعود إلى عشرينات القرن الماضي أو ثلاثيناته، أن تدرك أهم القضايا الملحة في الساحة السياسية والاجتماعية آنذاك، فالصورة الساخرة تقدم الأمر على نحو شديد التلخيص والوضوح في آن. متحف الكاريكاتور هو محاولة من الفنان محمد عبلة لكسر حالة المركزية التي تميز الحراك الثقافي المصري. ففيما تتركز غالبية النشاطات الثقافية في القاهرة، وينصب معظم الاهتمام الإعلامي على ما يدور في العاصمة من فعاليات وأحداث، يحاول عبلة الانسلاخ بعيداً من سطوة المدينة ونهمها للاستئثار بالمشهد. وتعد قرية تونس التي يقع فيها المتحف واحدة من المزارات السياحية والثقافية المهمة في مدينة الفيوم، ليس لوجود المتحف وحده. فالقرية تضم عدداً من مراسم الفنانين، وورشاً لصناعة الخزف، إضافة الى طبيعتها الخلابة وقربها من إحدى أهم البحيرات الطبيعية وهي بحيرة قارون.

مشاركة :