شعراء ومثقفون يشاركون في أمسيات شعرية وأدبية في «أدبي الرياض»

  • 2/11/2016
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

في إطار التعاون السنوي بين المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، والأندية الأدبية، أقام النادي الأدبي بالرياض في مقره سلسلة من الندوات والامسيات انطلقت من يوم الاحد الماضي بأمسية شعرية شارك فيها خمسة من الشعراء والشاعرات من عدد من الدول العربية، وهم: محمد الضالع ولطيفة قاري من المملكة العربية السعودية، وكريم معتوق من الإمارات، ومحمد الغزي من تونس وإدريس أبو زيد من المغرب وأدارها نائب رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور صالح المحمود. وبدئت الأمسية بقصيدة للشاعر كريم معتوق بعنوان «قسطرة»، بعدها ألقى الدكتور محمد الغزي قصيدة بعنوان «ستعرف الأرض»، بعدها ألقى الشاعر إدريس أبو زيد قصيدة «واحة النساء»، تلته قصيدة للشاعرة لطيفة قاري، لتتوالى بعدها القصائد من المشاركين. وفي مساء الاثنين الماضي أقيمت ندوة بعنوان (الرمز في الحكاية الشعبية) شارك فيها الدكتور محمد الجويلي من تونس والدكتورة لمياء باعشن، وأدارها الدكتور عبدالله الحيدري رئيس مجلس إدارة النادي، وكانت ورقة الجويلي عن رموز الأمومة نموذجاً، تحدث فيها عن الحكاية الخرافية التونسية بالكلمات (التايه هابه هابه والعام يجينا صابه) فتتحول الحكاية التي تتكرر على الألسن والآذان طقساً من طقوس الاستمطار وطلب الغيث والصابه والنماء كما تقفل الحكاية الخليجية لا سيما السعودية بالثبات والنبات، موضحا أن الثبات هو إبقاء الشيء على حاله دون تغيير، أما النبات فهو نمو وترعرع وصيرورة أو لا يكون. وقارن الجويلي بين (الحب والكرامة) والثبات والنبات من جهة أخرى، وأوضح أن في رموز الأمومة في الحكاية النسوية الشعبية التقليدية العربية واحتفال بيوم الأم واشتراكهم ببطاقة حب وعرفان بالجميل كل على طريقته، إضافة لقضايا وجع الأنوثة وقلق الولادة وكابوس العقم وفوبيا الفراق وقهر الرجال والتوجس منهم، ولكن ثمة مسألة جديرة بإثارتها في هذا وهي علاقة الأمومة بالغياب بما في ذلك الغياب الأكبر متمثلاً في الموت ليس خشية منه وإنما خوف من أن ترحل الأم إلى الأبد وتترك صغارها وهم في نعومة أظفارهم لوحدهم يواجهون رياح الحياة العاتية, وقد وجدت هذه الحكاية روايات متعددة في الجزائر وتونس والمنطقة الغربية في ليبيا ولعله في شرقها وغربها. بعدها تحدثت الدكتورة لمياء باعشن عن رمزية السلالم بين الأبراج والسراديب في الحكاية الشعبية الحجازية التي تكتنز رموزا كثيرة مترسبة في الوجدان الإنساني وتشترك مع التراث العربي والعالمي في دلالاتها، فالشجر عطاء والليل مخاوف والثعلب مكر والغراب شؤم والأحمر خطر والأخضر أمان، وأوضحت أن السلالم بأشكال مختلفة في الحكاية الشعبية الحجازية توظّف بدلالات مختلفة أيضاً مما يعطي النصوص أبعاداً كثيرة ورحابة، وتسهم الحكايات في إثراء رمز السلم بتغيير تجلياته والتعامل معه بوصفه رمزا مركبا، واستشهدت الدكتورة لمياء بعدد من القصص من حكاية شمس الصباح وحكاية بنت السقا والتاجر. واختتمت حديثها من خلال تحليل حضور السلم في تشكيلاته الرمزية داخل الحكايات الحجازية، وأشارت إلى أنه يظهر ويتحرك بقوة وفاعلية بوصفه رمزا محوريا في سياقات الحكي الشعبي؛ ليعبر عن حركات الانتقال من مستوى إلى آخر وعن الترقي من حالة إلى حالة مختلفة وذلك في تلازم شديد بينه وبين مكونين آخرين هما: السراديب والأبراج من خلال مضامين الحكايات. وفي يوم الثلاثاء وضمن برامج المهرجان الوطني للتراث والثقافة أقيمت محاضرة بعنوان (الفنون الإبداعية وبناء الشخصية: القط العسيري نموذجاً) ألقتها الدكتورة هيفاء الحبابي وأدارها هاني الحجي عضو مجلس الإدارة بالنادي. وقد تحدثت الدكتورة الحبابي عن دور المرأة في عمارة منطقة عسير وقالت: كان هناك تقليد يبدو أنه اختفى في منطقة عسير، تلك المنطقة الجبلية في جنوب المملكة العربية السعودية. حيث الطلاء والتصميم الداخلي ممارسات تحتفظ بها النساء في عسير، ولم تكن مسؤوليتهن تقتصر على تزيين منازلهم من الداخل، حيثن كن يقمن بتلييس الجدران وتسوية الأرضيات في العمارة المحلية للمنطقة. ومع أن المرأة لا تزال تزيّن منزلها فإن الجوانب العامة والاجتماعية من هذا التقليد لا تظهر الآن ولا تنقل إلى الجيل الحديث من النساء في عسير. وبينت أنها حقّقت ووثّقت تاريخ دور المرأة في العمارة في عسير والتقاليد المرتبطة به، بما في ذلك أهميته الثقافية التي من المرجح أن تضيع من خلال زوال الجوانب الاقتصادية والعامة إذ إن القوى الاجتماعية والاقتصادية كلها عوامل لها أثر في تراجع واختفاء دور المرأة في العمارة. من جهته عبّر رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري نيابة عن أعضاء مجلس الإدارة عن سعادته وابتهاجه بهذه الشراكة بين المهرجان والنادي، وأضاف أن إقامة هذه الأمسيات والندوات في واحد من محاضن الثقافة في العاصمة الرياض مكسب كبير يتاح فيه للمشاركين الاطلاع على مرافق النادي وأنشطته وإصداراته. جانب من الحضور

مشاركة :