تشير إحصائيات صندوق السكان في الأمم المتحدة إلى ارتفاع في نسبة المسنين على المستوى العالمي خاصة في المجتمعات المتقدمة والنامية، وتختلف الدول في مدى اهتمامها بكبار السن من المواطنين، وتواجه الكثير من الدول تحديات حول هذا الأمر، وفي هذا المقال سأتطرق لأهمية مراعاة تلك الفئة والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الإنتاجية الاقتصادية.يتمتع كبار السن بخبرات ومعرفة كبيرة، ويمكنهم الحفاظ على القيم الاجتماعية والتراث الثقافي، ويعتبر الاهتمام بكبار السن من الأساسيات التي ينبغي أن تحظى بالاهتمام الكبير في مجتمعاتنا، وبالرغم من ذلك، فإن بعض الدول تتجاهل تلك الفئة، حيث إنها تعتبر الشيخوخة مرحلة يجب على الفرد تحملها بنفسه، وبالتالي لا يتم منح كبار السن أي اهتمام أو رعاية يستحقونها، ويعود ذلك لعدة أسباب من أهمها ترتيب الأولويات وفقا للتحديات التي تواجه تلك الدول في عدة مجالات مثل الفقر والأمراض والكوارث الطبيعية، والنمو الديمغرافي السريع في تلك الدول والذي بسببه تواجه تحديات كبيرة في توفير الخدمات الأساسية للسكان مما يؤثر على توفير الرعاية الصحية والاجتماعية اللازمة لكبار السن، وقلة الإمكانيات اللازمة لتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية لكبار السن مثل وفرة الأطباء والممرضات والمراكز الطبية، إضافة إلى التقاليد والثقافة والتمسك بالعادات القديمة والتي بلا شك تخالف ديننا وعقيدتنا.كبار السن يشكلون جزءا هاما من الاقتصاد الوطني، وحكومة المملكة تولي اهتماما بالغا برعاية كبار السن، وذلك من خلال إطلاق العديد من المبادرات لتحسين جودة الحياة ورفع مستوى الخدمات المقدمة لكبار السن في المجتمع وفي دور الرعاية التي تشرف عليها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وتعمل بشكل مستمر على التصدي لجميع التحديات الاقتصادية المتعلقة بتوفير الرعاية اللازمة لتلك الفئة، وتعزيز حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع.خدمات ومبادرات عديدة تميزت فيها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لخدمة ورعاية هذه الفئة الغالية على مجتمعنا، وتسعى الوزارة من خلال تلك الخدمات والمبادرات إلى تعزيز صورة المملكة الريادية في خدمة جميع فئات المجتمع بما فيها كبار السن، وتحسين نمط الحياة المعيشية لهم من خلال تسهيل وتذليل جميع التحديات التي تواجههم، ولذلك نجد اهتماما كبيرا في تمكين كبار السن من العيش في بيئة تحفظ حقوقهم وتصون كرامتهم، ونجد تنوعا في تنظيم وتنفيذ برامج مناسبة لكبار السن لتعزيز اندماجهم في المجتمع، وتشجيع القادرين من كبار السن على العمل.من أهم الخدمات والمبادرات التي تقدمها الوزارة لكبار السن بطاقة امتياز الرقمية التي تسهل لحاملها الحصول على الأولوية في تقديم الخدمات، واستحقاق خصم على الخدمات العامة التي تقدمها الجهات الحكومية والخاصة والأهلية، وأيضا تقدم الوزارة المساعدات المالية والعينية للمحتاجين من المسنين وأسرهم عبر وكالة الضمان الاجتماعي، وتمنح الأجهزة التعويضية من كراس متحركة وأسرة طبية وسماعات وغيرها، وتقدم الوزارة برنامج الرعاية المنزلية للمسنين داخل إطار الأسرة من خلال برنامج زيارات متابعة لهم، إضافة إلى اهتمامها الكبير بدور الرعاية الاجتماعية وذلك من خلال إيواء ورعاية كل مواطن ذكر أو أنثى بلغ الستين فأكثر وعجز عن القيام بشؤونه الخاصة ولا تتوافر لأسرته وأقاربه الإمكانات لذلك.ختاما: التقدم بالعمر إلزامي، أما التقدم في المستوى فهو اختياري، ولذلك الجهود التي يتم بذلها لخدمة كبار السن من خلال الخدمات والمبادرات التي تقدمها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتلك الفئة تستحق الإشادة، حيث إن لها دورا كبيرا في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.