اقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن عشرات المستوطنين شرعوا في اقتحام ساحات المسجد على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال التي منعت الشبان الفلسطينيين من الدخول إلى المسجد وأخرجتهم باتجاه باب الأسباط. وأفادت مراسلتنا من القدس المحتلة بأن 15 مجموعة من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى، منذ صباح اليوم، مشيرة إلى أن عددهم يقارب 650 مستوطنا متطرفا، موضحة أن هذا العدد مرشح للزيادة لأكثر من 1000 مستوطن في ظل توقعات بوصول عدد أكبر من المقتحمين، كون اليوم هو الأهم خلال الاحتفال بعيد الفصح اليهودي. وتابعت أن هناك آلاف المستوطنين يصلون إلى حائط البراق لأداء طقوس ما يسمى بـ”بركة الهكنة” استعدادا لصلاة ستقام اليوم بجوار حائط البراق. وأشارت مراسلتنا إلى أن هناك حضور كثيف لشرطة الاحتلال داخل البلدة القديمة وعلى أبواب الأقصى، حيث يتواجد في القدس وحدها أكثر من ألفي عنصر من شرطة الاحتلال. ولفتت إلى أن هناك أنباء بأن الخارجية الإسرائيلية طلبت من الأردن، عبر هيئة الأوقاف الإسلامية، بإخراج المعتكفين من داخل المصلى القبلي، إلا أن الأردن رفض هذا المطلب. وأوضحت مراسلة الغد أن اقتحامات الأقصى اليوم لم تؤدي إلى نشوب مواجهات واسعة، ولا تزال الأوضاع هادئة داخل البلدة القديمة وباحات الحرم القدسي، لافتة إلى أن التطورات في إسرائيل على الجبهات الشمالية (مع سوريا ولبنان) والجنوبية (مع قطاع غزة) بعد اقتحامات الأقصى كان لها أثر على قرارات شرطة الاحتلال حول اقتحامات الحرم القدسي. واستطردت أن الهدوء هو سيد الموقف في البلدة القديمة والحرم القدسي، إلا أن الحذر يشوبه، مشيراً إلى أنه كانت هناك توصيات سياسية أمس لحكومة الاحتلال بعدم تنفيذ أية اقتحامات للحرم القدسي خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، رغم معارضة وزير الأمن القومي، ايتمار بن غفير، إلا أن الأمر لا زال قيد المناقشة.