تقوم أجهزة الكمبيوتر بالرسم وتأليف الموسيقى، وصارت تكتب أيضا نصوصا لها معنى واضح، وعادة ما تكون الكتابة من صنع تقنية الذكاء الاصطناعي ذات الشعبية الواسعة، "شات جي بي تي". ما يقدمه الذكاء الاصطناعي من أعمال فنية ليس سيئا للغاية، ولا يمكن للمرء أن يعرف أن تلك الأعمال ليست من صنع الإنسان، أو على الأقل ليس للوهلة الأولى. وكان الذكاء الاصطناعي تمكن قبل فترة من الوقت، من إكمال السيمفونية العاشرة للموسيقار الراحل، لودفيج فان بيتهوفن، من خلال نموذج "دال -إي"، وهو برنامج يبتكر فنون طورته شركة "أوبن إيه آي" الأمريكية، تماما مثلما قامت بتطوير "شات جي بي تي". ومن الممكن الآن لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت، استخدام الروبوت لإعداد نص أدبي، مع إمكانية أن تقوم التقنية الأحدث بإرفاق صور مع النص. يعد مثل هذا الذكاء الاصطناعي التوليدي، مخيفا جدا بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يخشون من أن يكون الفن محاصرا من جانب الروبوتات. يشار إلى أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، وله نتائج مختلطة؛ فمن الممكن أن يمثل الذكاء الاصطناعي "تهديدا، ولكنه يمكن أن يمثل أيضا فرصة للفنون، بناء على الطريقة التي يتم استخدامه بها". يقوم الأفراد الذين ينتمون للقطاعات الإبداعية أيضا بموازنة المشهد المتغير، ومن بينهم كونراد تسير، وهو أستاذ في التسويق وأبحاث السوق وأبحاث الاتصالات في فورتسهايم بألمانيا. وقام تسير بتكليف طلابه بصنع عمل فني باستخدام الذكاء الاصطناعي، فطلبوا من "تشات جي بي تي" تأليف قصيدة شعرية بأسلوب الشاعر الألماني، هاينريش هاينه، تصف شخصين يذهبان إلى سوق خاص ببيع منتجات عيد الميلاد (الكريسماس)، ثم يتعاركان. وكانت النتائج مسلية؛ فقد خلص الطلاب إلى أن "إمكانية رؤية الشاعر العظيم في القصائد التي تم صنعها من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، أمر مشكوك فيه في هذه المرحلة"، وأن هذه النصوص لا تتسم بإحساس أدبي. تراوحت نسبة إجابات "تشات جي بي تي" الصحيحة بين 52.4 و75 في المائة، علمًا بأن النسبة المطلوبة عموماً للنجاح في الامتحان هي 60 في المائة.#اليوم pic.twitter.com/9TURqG4my8— صحيفة اليوم (@alyaum) February 11, 2023 وعلى الجانب الآخر هناك أمثلة أخرى لفن الذكاء الاصطناعي أكثر إثارة للإعجاب، مثل صورة "الفتاة ذات الاقراط اللامعة"، التي صنعها المصور و"المبدع الرقمي"، يوليان فان ديكين، باستخدام الذكاء الاصطناعي. ويعتبر العمل مقتبسا من لوحة أخرى أصلية تحمل اسم "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي"، للرسام الهولندي يان فيرمير. واللوحة "المصنعة" معروضة حاليا في متحف "ماورتشهاوس" للفنون في لاهاي بهولندا، وقد تسبب ذلك في إثارة استياء بعض مشاهدي اللوحات، إذ تساءلوا عن سبب اختيار المتحف لهذا العمل تحديدا لعرضه. وكان رد متحدث باسم المتحف: "لأنه وبكل بساطة، أعجبنا". السؤال هو، هل يمثل الذكاء الاصطناعي خطرًا على الفن؟ وهل يمكن أن تسيطر الروبوتات على عالم الفن؟ والاجابة هي: ليس تماما، بحسب ما يقوله المراقبون. وقالت المحاضرة يسيكا هيسن من جامعة "توبنجن"، التي تركز على القضايا الأخلاقية والفلسفية المتعلقة بالإعلام والعالم الرقمي: "يعتبر الفن دائما تجربة تفاعلية، يقوم فيها الأفراد بالتفكير في ردود أفعالهم تجاه الواقع". وأضافت هيسن أن ما يقوم به الذكاء الاصطناعي هو التركيز على الأنماط والاحتمالات، لكن ما ينقصه هو "الفنان كشخص، وهالة الحس الأصلي، وروح التحدي أيضا. من تخاطب، لتشتكي بشأن عمل فني ما؟". #المملكة تحتل المركز الثاني بعد #الصين على مستوى العالم في الوعي بـ #الذكاء_الاصطناعي ، وكشف استطلاع للرأي ارتفاع معدل ثقة السعوديين في التعامل مع منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي بالمملكة، وفقَا لمؤشر #جامعة_ستانفورد الأمريكية خلال أبريل#اليوم pic.twitter.com/cQMc3pykZK— صحيفة اليوم (@alyaum) April 6, 2023 وتابعت "من المؤكد أنه سيكون هناك الكثير من الأعمال التي سيتم صنعها من خلال الذكاء الاصطناعي في المستقبل، والتي ستقدم أعمالا زخرفية، يمكن وضعها في المطبخ أو غرفة المعيشة، على سبيل المثال". كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في ابتكار الفن أو يسهل تقديم أشكال فنية جديدة، بحسب هيسن.
مشاركة :